الأمين العام المساعد للحزب الناصري المصري المعارض: مرحلة إعـادة بناء الحزب تتطلب الحوار والمصالحة بين كل الناصريين

قال لـ«الشرق الأوسط»: ليس هناك من يجرؤ على مزاحمتي في موقع الأمين العام، ومستعد لترك منصبي إذا أرادت جماهير الحزب

TT

اكد الامين العام المساعد للحزب الناصري المعارض في مصر حامد محمود ان حزبه يشهد في الوقت الراهن تغييرات هيكلية تتضمن استحداث اوضاع لم تكن موجودة من قبل مثل منصب رئيس الحزب الى جانب منصب الامين العام القائم حاليا، نافيا ان تكون التغييرات الجديدة شكلية وتمثل نوعا من تكييف الاوضاع لتأمين بقاء الامين العام الحالي ضياء الدين داود على قمة السلطة في الحزب بعد تزايد المعارضة الداخلية ضده.

وقال حامد محمود إن الاتهام الموجه له ولداود اللذين يمثلان الحرس القديم داخل الحزب باحتكار المناصب القيادية قول مبالغ فيه، معربا عن استعدادهما لترك موقعيهما اذا ما اجمعت جماهير الحزب على هذا المطلب.

واعلن محمود انه سيخوض المعركة المقبلة على منصب الامين العام للحزب رغم المنافسة الشرسة ورغم ما يشاع عنه من انه اقل شعبية وذو ميول حكومية وان أداءه الحزبي ضعيف.

وقال في حوار مع «الشرق الأوسط»: «ليس هناك من يجرؤ على مزاحمتي في موقع الامين العام، والانتقادات الموجهة الي لا معنى لها، فأنا اكثر انتقادا للنظام السياسي القائم في مصر، ودوري رئيسي في الحزب وأؤدي واجبي في هدوء وبعيدا عن الاضواء، ولا انتمي الى شلة».

وفي ما يلي نص الحوار:

* ماذا عن ما يتردد بشأن اجراء تغييرات هيكلية داخل الحزب الناصري، وادخال تعديلات على اللائحة القائمة؟

ـ بالفعل ثمة مشروع لائحة يستحدث بعض اوضاع لم تكن موجودة من قبل في الحزب، والتعديلات الجديدة تتضمن استحداث منصب رئيس للحزب الى جانب منصب الامين العام. وهذا الاقتراح الذي طرحه ضياء الدين داود الامين العام الحالي يلقى ترحيبا من قيادات الحزب، واقره المكتب السياسي، ومن المنتظر ان تقره الامانة العامة في اجتماعها في سبتمبر (ايلول) المقبل ثم اللجنة المركزية في اجتماعها في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

* هل استحداث منصب الرئيس نوع من تكييف الاوضاع لتأمين بقاء داود في الحزب بعد تزايد المعارضة الداخلية ضده؟

ـ في الماضي كان مقصودا ان رئيس حزبنا هو الحاضر الغائب جمال عبد الناصر، ومن هنا ترك المنصب شاغرا، لكن بعد حوالي عشر سنوات وجدنا ان الحزب الناصري يختلف عن كل الاحزاب بأن رئيسه الفعلي لقبه الامين العام، وهذا وضع غير طبيعي لابد من تغييره واستحداث وضع جديد، كأن يكون ثمة رئيس للحزب وامين عام أو نواب للرئيس وبالتالي يتم توزيع المسؤوليات على القيادات العليا للحزب حتى لا يتحمل شخص بعينه ادارة الحزب والعمل اليومي معا.

* من وقت لآخر، يعلن داود عن رغبته في ترك الحزب، فهل تتوقع ان يقدم على هذه الخطوة أم ان ذلك يدخل في دائرة المناورات الحزبية؟

ـ ضياء الدين داود يبدي دائما رغبته في عدم الاستمرار لظروف صحية ولكن ثمة نوعا من الاجماع بين قيادات الحزب على استمراره باعتباره قيادة تاريخية، ولعل الوضع الجديد الذي يجعل هناك رئيسا للحزب وامينا عاما يخفف من اعباء الرئيس ويجعله قادرا على الاستمرار.

* وماذا عن حامد محمود؟ هل اتخذ قراره النهائي بخوض المعركة على منصب الامين العام؟

ـ انا مستعد لخوض الانتخابات القادمة واشعر اني مازلت قادرا على العطاء ومن واجبي نحو الحزب ونحو الناصرية ان استمر في تحمل المسؤولية.

* ومن يدعم ترشيحك لهذا المنصب الرفيع؟

ـ يدعمني تاريخي السياسي، فأنا من ضباط ثورة يوليو وتوليت العمل مع الزعيم جمال عبد الناصر لمدة عشر سنوات في رئاسة الجمهورية الى ان اختارني محافظا للبحر الاحمر ثم السويس في احرج الاوقات ابان العدوان الصهيوني على مصر 1967، وبعد ذلك اسند الي مسؤولية محافظة الجيزة لأتولى مهام رئيسية ايضا في التنظيم الطليعي.

* الا يقف وراءك ضياء الدين داود؟

ـ انا اعتمد على عملي فحسب، ولا انتظر دعما من احد ولا اعتمد على اي شخص ايا كان.

* وهل تعتقد انك مؤهل لتحمل مسؤولية حزب تعصف به المشاكل والازمات من كل جانب؟

ـ الواقع ان منصب الامين العام على اهميته لا يزيد عن مسؤولياتي التي اتحملها حاليا في الحزب، فأنا الرجل الثاني في الحزب باعتباري الامين العام المساعد، كما ان الاعباء الجسام التي نهضت بها خلال عملي في الوظائف العامة المختلفة أو العمل في محافظات ذات طبيعة خاصة اكبر كثيرا من مسؤولية رئيس حزب أو أمين عام حزب.

* الا تشعر بالقلق من وجود مرشحين اخرين لهما نفوذ داخل الحزب وجمهور واسع من المؤيدين؟

ـ ليس هناك من يجرؤ على مزاحمتي في موقع الامين العام أو من يستطيع ان يقف معي على قدم المساواة.

صحيح انا لا انتمي الى «شلة» ويتصور البعض ان هذه الاستقلالية وعدم الدخول في لعبة التربيطات تجعلني غير قادر على تولي موقع المسؤولية الرئيسي، لكن هذا غير صحيح.

في الوقت نفسه لا اعتقد ان احمد حسن كأمين تنظيم يمثل قوة معينة، وان كان طموحه يعطيه املا في ان يكون امينا عاما للحزب فلا حجمه ولا خبرته ولا تاريخه تؤهله لهذا الموقع، كما انه من جيل احدث ولن تكون بيننا منافسة من أي نوع، وكذلك حمدين صباحي احد شباب الناصريين الذين استقالوا من الحزب واسسوا حزباً خاصاً بهم.

وعلى أي حال، هناك اتجاه داخل الحزب لفتح الباب لكل اعضاء التيار الناصري لدخول الحزب والمشاركة في معركة اعادة البناء، وفي النهاية الانتخابات هي الفيصل. ومن حق الجماهير ان تختار من تراه يصلح لأمانة الحزب في المرحلة المقبلة.

* لكن هناك من يرى ان حامد محمود اقل شعبية ودوره محدود وغير ظاهر؟

ـ في العادة الاضواء تركز على أمين عام الحزب ضياء الدين داود الذي يأخذ فرصته في الاضواء دون ان ازاحمه بينما أؤدي واجبي في الحزب، ولا اعتقد ان دوري كان متواريا في أي وقت من الاوقات بل اعتبر دوري رئيسيا في الحزب رغم اني اشغل موقع الرجل الثاني، لكني اعتدت على اداء واجبي في هدوء من دون الدخول في معارك شخصية أو السعي وراء الاضواء.

* البعض يرى ايضا انك تميل الى المواءمة مع السلطة الحاكمة ومن ثم لا تصلح لقيادة حزب يفترض انه ثوري؟

ـ هذا الوضع غير صحيح، فأنا من اكثر الناس انتقادا للنظام السياسي القائم وتصرفات الحزب الحاكم وهيمنته على الاوضاع داخل مصر وسيطرته على المجالس المنتخبة بما فيها مجلس الشعب، وهذا دورنا في انتقاد اسلوب الحكم والمطالبة بالاصلاح السياسي.

* الا يتعارض ترشيحك للامانة العامة مع المطالب المتزايدة بتغيير الحرس القديم ومنح القيادات الشابة حقها في تولي المناصب القيادية داخل الحزب؟

ـ هذه المطالب ظالمة، فهناك تغيير يحدث باستمرار، والاجيال المختلفة ممثلة في المواقع القيادية المختلفة في الحزب ونحن نؤمن بمقولة عبد الناصر «اتمنى ان اسلم الرسالة لجيل اكثر شبابا واكثر قدرة على العطاء» ونحن مستعدون لترك مواقعنا في الوقت الذي ترى فيه الجماهير اننا ادينا دورنا وعلينا ان نترك مواقعنا لغيرنا، فوجودنا مرتبط بثقة الجماهير بنا وبقدرتنا على العطاء، من خلال الانتخابات التي تجري من القاعدة الى القمة. ومن ثم فإن القول بإننا محتكرون للمناصب القيادية امر مبالغ فيه ولا يعكس الحقيقية.

* وما هو برنامجك الذي تخوض به معركة الامانة العامة؟

ـ برنامجي هو برنامج الحزب القائم على ثوابت الناصرية «حرية، اشتراكية، وحدة» وهو البرنامج الموحد لدى جميع المرشحين والعبرة بمن كان اكثر عطاء خلال السنوات الماضية وفق هذه الثوابت ومازال مستعداً لمزيد من العطاء.

* لكن وانت تهيئ نفسك لمنصب الامين العام اتصور انك رصدت المشاكل التي يعاني منها الحزب ووضعت تصوراً لحلها تواجه به الجماهير؟

ـ مسألة التعثر المالي أبرز المشاكل التي يعاني منها الحزب خاصة بعد وجود مقار ولجان على مستوى محافظات الجمهورية اذ تمثل اعباء ثابتة دون موارد ثابتة، كما ان الدعم الذي تقدمه الدولة (50 الف جنيه سنويا) لا يكفي لتغطية نفقات الحزب سوى لشهر واحد. في الوقت نفسه تعاني جريدة الحزب الناصري منذ صدورها من أزمة مالية بسبب ندرة الاعلان وقلة التوزيع. اضف الى المشاكل المالية القيود المفروضة على الاتصال بقواعدنا في ظل قانون الطوارئ وحتى التواصل مع قيادات الحزب في المحافظات واستدعاء الكوادر للتثقيف السياسي يعد ترفا لا نملكه بسبب ضعف الامكانات المالية.

ونحن نتمنى تنشيط عملية سداد اشتراكات الاعضاء والتبرعات وترشيد الانفاق الحزبي قدر المستطاع والاعتماد على الجهود الذاتية في نشاط المحافظات علاوة على ضغط الانفاق في الجريدة والعمل على تحسين اوضاعها، ونأمل ايضا في اصلاح سياسي يفك القيود الحزبية ويسمح لنا بحرية حركة أوسع بين الجماهير.

* وماذا عن الصراعات المتفاقمة والاستقطاب الذي يضر بمصلحة الحزب ويسيء الى سمعته؟

ـ هناك خلافات وصراعات داخل جميع الاحزاب في مصر بل في العالم وهذا شيء طبيعي في العمل السياسي الذي يتسم بالتنافس وتباين الآراء والمصالح والمزاحمة على المواقع القيادية.

=