ماهر: اتصالات يجريها مبارك مع رؤساء دول لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين

وزير الخارجية المصري ينتقد دعوات واشنطن بضبط النفس التي تساوي بين المعتدي والمعتدى عليه

TT

قال وزير خارجية مصر احمد ماهر امس ان الرئيس حسني مبارك يجري اتصالات مع بعض رؤساء الدول «سيعلن عنها في حينه»، مشيرا الى ان ذلك يشمل «مختلف الاطراف».

وكشف ماهر للصحافيين عن «اتصالات مصرية مع مختلف الاطراف تجري حاليا»، موضحا ان الاتصالات جرت مع الجانب الاسرائيلي «بمبادرة منهم»، في اشارة الى المكالمة الهاتفية بين مبارك ووزير خارجية اسرائيل شيمعون بيريس.

واضاف ان مبارك كان واضحا خلال الاتصال الهاتفي حيث عبر «عن ادانة مصر الكاملة لاستمرار اسرائيل فى سياستها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني واستخدامها الطائرت وعمليات الاغتيال والصواريخ».

واعتبر ان «الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي كانت فرصة لتأكيد الموقف المصري بضرورة توقف الحكومة الاسرائيلية الحالية عن هذه الممارسات التي لا تحقق اي مصلحة وانما تزيد من التوتر في المنطقة ومن الغضب العربي والدولي».

وانتقد ماهر الموقف الاميركي تجاه الأوضاع الحالية في الشرق الاوسط محملا واشنطن مسؤولية استمرار العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

ودعا ماهر في تصريحات للصحافيين بالقاهرة أمس قبيل مغادرته الى ديربان لحضور مؤتمر مناهضة العنصرية، الادارة الاميركية الى اتخاذ موقف أكثر ايجابية وانصافاً يرقى الى مستوى الاحداث الراهنة في المنطقة.

ورد على سؤال حول النداءات التي تخرج من واشنطن من آن الى آخر حول ضرورة ضبط النفس، قائلا ان حكاية ضبط النفس التي نسمعها من البعض ويطالبوننا بها تثير الاستغراب وعلامات الاستفهام، إذ متى يضرب المدنيون العزل بطائرات اف 16، والتي لا تستخدم إلا في حالات الحرب، كما انه من غير الممكن ان نسمع عن مطالبة بضبط النفس والمساواة بين طرف معتد وآخر يتعرض لهذا العدوان.

وواصل ماهر قوله ان الذي يتحمل المسؤولية كاملة عما وصلت إليه الأمور اليوم هو اسرائيل وسياساتها وممارساتها، وانها باتت لا تكتفي بتوجيه صواريخها العسكرية ولكن الكلامية أيضاً التي تسمم الأجواء وتثير الاحباط ولا تسهم في تهيئة مناخ لاستئناف المفاوضات.

وأشار ماهر الى ان هناك دولا كثيرة عبرت عن معارضتها وعدم موافقتها على السياسات الاسرائيلية بما في ذلك الادارة الاميركية ـ التي كانت مواقفها لا ترقى الى مستوى الاحداث ـ والتي أدانت واستنكرت عملية الاغتيال الأخيرة التي راح ضحيتها أبو علي مصطفى وكذلك عملية احتلال اراض فلسطينية جديدة.

وبرأ ماهر الموقف العربي تجاه اسرائيل نافياً وصفه بـ«الهزيل»، ومؤكداً انه لا يقتصر على الشجب والادانة والاستنكار، بل يقوم بتحرك علمي ومدروس على جميع المستويات، ولا يمكن ان ننتظر نتائج فورية ونحن نعلم ان اسرائيل تمعن في عدوانها وسياساتها الخاطئة التي اتسعت الادانة الدولية لها.

وأكد ماهر ان العرب يملكون من الأوراق التي يمكنهم استخدامها في الوقت المناسب، مجدداً الدعم والتأييد التام لنضال الشعب الفلسطيني. وقال ان التحرر لا يأتي بسهولة ولا توجد حرية أو استقلال بدون تضحيات ومعاناة وسقوط الشهداء.

وحول ما يتردد عن ان القضية الفلسطينية تتعرض لمحاولة اغتيال كما انها دخلت ما يسمى بـ«السيناريو الأسوأ» وعدم خروج الموقف العربي عن الشجب والادانة، قال ماهر: نحن لسنا بصدد موضوع سيناريوهات ولكن هناك سياسات اسرائيلية مرفوضة ومخالفة لكل قواعد القانوني الدولي.

وشدد ان مصر لن تسمح باغتيال القضية الفلسطينية، وان وقوفها بقوة مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته ونضاله ليس محل شك ولا يمكن ان نقبل بغير ذلك، ورغم كل ما يحدث فان مساندة مصر المؤثرة للقضية الفلسطينية ستستمر وسوف تصل الى النتائج التي نريدها. واضاف ماهر ان هناك بالفعل غضباً في الشارع المصري والعربي من سلبية المواقف الاميركية.