وزير الدفاع المقدوني السابق: لا مفر من الحرب الأهلية إذا رفض البرلمان الاتفاق مع الألبان

TT

قال وزير الدفاع المقدوني السابق فلادو بوشكوفسكي الذي اجبر على الاستقالة اخيرا لرفضه اوامر رئيس الوزراء ليبشو جرجيفسكي لاستخدام القوة لاجبار الالبان على مغادرة مقدونيا، لـ«الشرق الأوسط»، امس: «ان محادثات السلام بين الحكومة المقدونية والمقاتلين الالبان، التي انتهت باتفاق السلام، كانت معقدة، وبدأت من النقاط الصعبة لدى الطرفين.

فالجانب المقدوني كان يرفض تقديم اي تنازل مهما كان وتذرع «بالمديح الدولي» لمقدونيا قبل اشهر فقط من بداية الازمة، وكيف انها دولة ديمقراطية تمكنت من الهروب من وابل الحرب اليوغوسلافية. اما الجانب الالباني فكان مصرا على ان الالبان في مقدونيا يعاملون مواطنين من الدرجة الثانية، خاصة في الدوائر الحكومية والمناصب الرسمية.

وهذه التناقضات كانت عقبة كبيرة في وجه الوسطاء الدوليين، لذلك يمكن ان تفهم دوافع الضغوط على الطرفين.

* من كسب ومن خسر في هذا الاتفاق الذي تم بين الطرفين بواسطة او ضغوط دولية؟

ـ كل من الجانبين يظن انه خسر في هذا الاتفاق، لكن شخصيا ما يهمني هو ان مقدونيا لم تخسر شكل الدولة، ولم تقسم، ولم تنشأ فيها دولة اخرى على غرار الكيان الصربي في البوسنة. والآن سيجري تعديل الدستور الذي يحمي حريات جميع الاقليات في مقدونيا. اما الالبان فقد حققوا مطلبهم الرئيسي في استخدام اللغة الالبانية لغة رسمية في المناطق التي تقطنها الاغلبية الالبانية، وتعديل وضعهم داخل نظام الشرطة، والحصول على نوع من الحكم المحلي في جزء كبير من مقدونيا التي اصبحت دولة ديمقراطية مدنية، وليست «دولة قومية».. دولة لجميع مواطنيها بغض النظر عن انتمائهم العرقي.

* كيف ترون مستقبل مقدونيا اذا قبل البرلمان الاتفاق الموقع بين السلاف والألبان، وهل ستنجح قوات الناتو التي بدأت الآن بجمع الاسلحة من المقاتلين الالبان في منع نشوب الحرب الاهلية التي كانت تهدد بقاءها؟

ـ توقيع الاتفاق لا يعني ان الازمة انتهت في مقدونيا فنحن الآن عند منعطف خطر، لكن اظن ان البرلمان سيصوت لصالح الاتفاق الذي وقعه اربعة من زعماء الاحزاب السياسية الكبرى في مقدونيا. في نفس الوقت ستكون هناك مشاكل مع المتعصبين، خاصة من المليشيات الالبانية، لكن «الناتو» اعلن انه سيقف الى جانب الحكومة المقدونية وينهي هذه المليشيات. اما اذا رفض البرلمان هذا الاتفاق فالحرب الاهلية قادمة، ولا مفر منها.