فريق علمي مصري ـ أميركي يتوصل لنظرية تغير المفهوم الجيولوجي لعلم الصحراء

TT

توصل فريق علمي مصري ـ اميركي متخصص في دراسة الصحراء الى نظرية علمية جديدة مفادها «أن المناطق الصحراوية التي بها أكبر كمية من تجمعات الرمال يكون أسفلها حاويا لأكبر كمية من تجمعات المياه الجوفية»، وذلك بعد 4 سنوت من دراسة الصحارى من الناحية الجيولوجية.

وحول هذا الكشف الجديد قال الدكتور ابراهيم حميدة رئيس معهد بحوث الصحراء السابق، عالم المياه المصري، لـ«الشرق الأوسط» انه تم تشكيل مجموعات من الباحثين المصريين والاميركيين بالمشاركة مع مركز بحوث الصحراء وتحت مظلة مراكز البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة المصرية وتم اجراء العديد من الدراسات العلمية الدقيقة، وكانت النتيجة الخروج بهذه النظرية الجديدة التي ستغير المفهوم الجيولوجي لعلم الصحراء بالكامل، مشيرا الى أن هذا المفهوم مبني على وجود طبقة في جنوب مصر نسميها الحجر الرملي النوبي الذي تكون أساسا من تفتت جرانيت الجنوب ثم حمله المطر ونقله وترسب في المنخفضات التي جمعت كميات كبيرة من الرمال والمياه وظلت هذه المياه مددا طويلة في هذه المنخفضات وتسربت في الصخور سواء في المسام ما بين حبات الرمال أو في الشقوق والكسور والفوالق الموجودة في هذه الصخور، وتجمعت وبقيت على شكل مياه جوفية في باطن الأرض، مؤكدا انه «عندما نظرنا الى خريطة مصر وجدنا ان الصحراء الغربية بها مقسمة كلها الى ثلاثة أقسام فقط، هي: القسم الشمالي وكله حجر جيري من كربونات الكالسيوم، والقسم الأوسط وكله من الرمال المفككة وهي بحر الرمال الأعظم والفرافرة والداخلة والخارجة، والقسم الجنوبي وكله من الحجر الرملي النوبي. وقد اثبتت الدراسات ان الحجر الرملي النوبي لم ينتقل من الشمال الى الجنوب كما كان معتقدا لأنه لو كان قد نقلته الرياح لكان مصدر هذه الرمال الشمال، ولكن هذا لم يحدث مما يؤكد خطأ الاعتقاد القديم وصحة النظرية الجديدة».

ويذكر انه بتحليل صور الأقمار الصناعية تم رصد المياه الجوفية في الطبقات السفلى وثبت ان بعضها يوجد على اتساع أكبر بكثير من عرض نهر النيل، وانه من خلال ذلك تم التأكد من أن الأمطار هي التي فتت الصخور ونقلت الرمال الى الجنوب ورسبتها في المنخفضات وان المياه التي أتت بالرمال قد تسربت اسفل هذه الرمال، وبعد ان جف المناخ وتحولت البيئة الى صحراء جاء الهواء وأعاد تشكيل الرمال مرة أخرى في شكل كثبان رملية، وهو الأمر الذي يعني ان المناطق التي بها أكبر كمية من تجمعات الرمال يكون في داخلها أكبر كمية من تجمعات المياه الجوفية. وكانت هذه النتيجة هي نظرية جديدة تماما لأن علماء الجيولوجيا كانوا يفكرون في أن الهواء هو الذي أتى بالرمال من الشمال الى الجنوب، ولكن هذه النظرية أثبتت أن المياه هي التي جاءت بالرمال وليس الهواء.

وأكد انه تم القاء النظرة أيضا على الصحراء الافريقية الكبرى كلها، وثبت ان جميع تجمعات الرمال موجودة في منخفضات، ففي ليبيا تخرج مياهها من 5 منخفضات، وفي غرب الصحراء الكبرى بالجزائر والمغرب تتكرر القصة اياها، وفي الصين نجد ان أكبر تجمع للمياه الجوفية ـ هو في منخفضات وكذلك الحال في استراليا، وهو الأمر الذي يعني ان هذه النظرية الجديدة لا تنطبق على مصر فقط بل على العالم كله، بل والأكثر من ذلك انها تنطبق أيضا على المريخ، حيث كان يوجد هناك مطر على سطح المريخ منذ عصور بعيدة أدى الى تكسير وتفتت الصخور وجمعت الأمطار الرمال في وديان ثم جفت الرمال وتحولت المياه الى ثلج وحولت الرياح هذه الرمال الى كثبان رملية.