شباب عرب حصلوا على شهادات جامعية مزيفة في البوسنة خلال فترة الحرب

الحكومة البوسنية تدرس إلغاء الشهادات بعد اكتشاف التلاعب

TT

تدرس الحكومة البوسنية مشروع قرار لإلغاء الشهادات الممنوحة للخريجين اثناء فترة الحرب، وذلك بعد اكتشاف وجود تلاعب ورشاوى قدمت لبعض الاساتذة من اجل الحصول على الشهادة الجامعية في مختلف التخصصات المعرفية المعروفة عالميا بما فيها الهندسة والطب والمحاسبة والادارة والمحاماة والصحافة وغيرها. ومن بين الذين حصلوا على تلك الشهادات المزورة شباب عرب كانوا موجودين في البوسنة اثناء فترة الحرب، يحملون الآن شهادات مزيفة حصلوا عليها بالمال والنصب والاحتيال، وقد حصل بعضهم بسببها على ترقيات في بلدانهم. ولا يقتصر الامر على الشهادات الممنوحة من قبل اساتذة اضطرتهم ظروف الحرب، وما شهدته سنوات 1993 وحتى ما بعد 1995 من قساوة لبيعها، بل ان خبراء عربا في مجال الحاسب الآلي قاموا بتزوير الشهادات وسلموها لآخرين، مقابل مبلغ من المال او غير ذلك (...) وبعضهم لا يجيد اللغة البوسنية، ولا يتقن الانجليزية لدرجة يمكنه ان يقول انه قدم بحثه باللغة الانجليزية او غيرها.

وان كان البوسنيون الذين حصلوا على شهادات جامعية، سواء حصلوا عليها بجدارة او الشراء سيعيدون الامتحانات، او يقدمون بحوثا جديدة للاعتراف بشهاداتهم، فان غير البوسنيين، كما يقول المراقبون، من عرب وايرانيين وكروات وغير ذلك، قد لا يطالهم ذلك الاجراء حيث يعملون! وسيعملون بتلك الشهادات في بلدان اخرى، ويديرون ادارات بشهادات مزيفة اغلبها «ماجستير ودكتوراه» حصلوا عليها بالمال والنصب والاحتيال.

احد الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» طالب الجهات المعنية في الدول العربية التأكد من شهادات مواطنيهم القادمين من البوسنة، وذلك بالاتصال بالكليات البوسنية التي صدرت باسمها الشهادات، حيث ان كثيرا من الخريجين حصلوا على شهاداتهم عن جدارة، وآخرين بطرق كثيرة اخرى، وما يجب فعله هو معرفة الحقيقي من المزيف.

واضاف الاستاذ الجامعي «ان الخريجين العرب الذين عملوا في البوسنة بعد تخرجهم سواء في مجالي الطب والهندسة او غيرهما مشهود لهم بالكفاءة، وشهادات العمل في المؤسسات البوسنية تثبت حصولهم بطرق مشروعة على شهاداتهم». وقالت شخصية تربوية لـ«الشرق الأوسط» «منح الشهادات بطرق غير شرعية، وتزوير الشهادات عن طريق «الكومبيوتر» استمرا الى ما بعد توقف القتال، فالاسباب الدافعة ظلت كما هي بعيد الحرب، وحتى بعد تحسن الوضع المادي نسبيا، فهناك من يحمل شهادات غير موثقة في الكليات البوسنية اي مزورة وتاريخها لم يمض عليه وقت طويل».

واحد الحاصلين على شهادة جامعية في فترة ما بعد الحرب قال لـ«الشرق الأوسط» ان الذي يدفع الطالب الى هذه الوسائل عدة اسباب منها انه قضى فترة طويلة في مقاعد الدراسة من دون بارقة امل في الحصول على الشهادة بطريقة شرعية. ثانيا انه يفكر في ماذا سيقول لأهله والجيران والناس عندما يعود بدون شهادة لبلده. ثالثا اي مؤسسة ستقبله للعمل فيها وهو بدون شهادة.

ويضيف الخريج «اما الذين قدموا للبوسنة للعمل فلا اجد لهم عذرا مقبولا في شرائهم شهادات، او استخدام (خبراء) الكومبيوتر في استخراج شهادات مزيفة ومزورة واستخدام النصب والاحتيال».