الجبهة الشعبية تتبنى انفجارات القدس أمس

إصابة خمسة إسرائيليين بجروح في سلسلة عمليات لـ«كتائب أبو علي مصطفى»

TT

قالت الشرطة الإسرائيلية ان سيارة مفخخة وعبوة ناسفة وضعت تحت سيارة اخرى انفجرتا أمس في حيين يهوديين في ضواحي القدس واسفرتا عن اصابة ثلاثة اشخاص بجروح طفيفة، وذلك ضمن سلسلة من العمليات العسكرية الفلسطينية ضد إسرائيل بلغ مجموع الإصابات الإسرائيلية فيها خمسة.

وقالت مصادر الشرطة نفسها ان أمراة اصيبت اصابة طفيفة عندما انفجرت السيارة المفخخة فى الوسط التجاري في حي هغيفعا هاتسرفاتيت الاستيطاني في شمال الشطر الشرقي من القدس الذي احتلته إسرائيل وضمته عام .1967 واسعفت المرأة المصابة وتدخل رجال الاطفاء لاخماد الحريق الذي شب. واضافت ان شخصين آخرين اصيبا بجروح طفيفة عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة تحت سيارة تابعة لبلدية القدس متوقفة في محطة وقود في حي جيلو الاستيطاني وهو ايضا في الشطر الشرقي من القدس.

وقامت الشرطة بتمشيط المنطقة مستعينة بالكلاب المدربة لاكتشاف اي عبوات اخرى محتملة. وقال قائد الشرطة في القدس ميكي ليفي للاذاعة الاسرائيلية «هذه الاعتداءات هي على الارجح من تدبير خلية ارهابية واحدة.. انني ادعو الاسرائيليين الى الحذر: انتم عيوننا وآذاننا ويجب الابلاغ عن اي سيارة مشبوهة فى محيطكم.. احرصوا على ان تتحققوا حتى من صندوق سيارتكم الشخصية».

اما دوري غولد مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فوجه اصابع الاتهام مجددا الى عرفات في هذه العمليات، على الرغم من أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلنت مسؤوليتها عن هذه العمليات انتقاما لاغتيال زعيمها أبو علي مصطفى.

وقال غولد في اشارة الى الاتفاق الاسرائيلي ـ الفلسطيني الاخير حول عودة الهدوء الى بيت جالا والى حي جيلو الاستيطاني جنوب القدس «ان وقف اطلاق النار، كما يراه عرفات يعني ضوءا احمر للرمايات على احياء القدس، لكنه يعني ايضا ضوءا اخضر لوضع القنابل في السيارات».

وكانت الشرطة عثرت قبل ذلك على عبوتين ناسفتين في ضواحي الشطر الشرقي من القدس: الاولى كانت تحت شاحنة متوقفة في معالوت دافنا، فيما كانت الثانية في حي هغيفعا هاتسرفاتيت وانفجرت قبل ان يتمكن خبراء المتفجرات من تعطيلها.

من جهة اخرى اصيب اسرائيليان بجروح طفيفة أمس في حادثين منفصلين ليل الاحد ـ الاثنين الاول قرب القدس والثاني قرب الخليل في الضفة الغربية.

وأوضحت المصادر نفسها ان اسرائيليا اصيب اصابة طفيفة بنيران رشاش فيما كان داخل سيارته قرب بلدة أبو غوش على الطريق بين القدس ويافا داخل إسرائيل. وقالت ان السيارة اصيبت بـ15 رصاصة بدت اثارها على الهيكل، الا ان السائق اصيب اصابة طفيفة من شظايا الزجاج. اما الاسرائيلي الثاني فقد جرح قرب الخليل في ظروف مماثلة.

واستنادا الى المصادر نفسها فقد القيت زجاجة حارقة على شاحنة صغيرة للشرطة الاسرائيلية قرب باب الاسباط في القدس القديمة لم توقع اصابات.

واخيرا اشارت مصادر عسكرية الى ان عشرات القنابل اليدوية القيت على موقع للجيش الاسرائيلي قريب من رفح بقطاع غزة على الحدود بين غزة ومصر ولم تسفر عن أي اصابة.

ورأت اسرائيل في هذه الحوادث الاربعة خطورة بالغة، اذ انها تتم، رغم حالة الاستنفار الامني العالية التي اعلنتها، ورغم اغلاق الطرقات بين القدس والضفة الغربية. والخطورة الاكبر هي في حادث اطلاق الرصاص من داخل اسرائيل (قرب ابو غوش)، حسب الناطقين الاسرائيليين، مما يستدعي المزيد من الاحتياطات الامنية، خصوصا ان الجبهة الشعبية التي اعلنت مسؤوليتها قالت انها اتفقت مع مختلف تنظيمات المقاومة الفلسطينية على القيام بسلسلة عمليات ضد اسرائيل انتقاما لاغتيال الامين العام للجبهة، ابو علي مصطفى، وانها تنوي ايضا القيام بقتل شخصيات سياسية وعسكرية اسرائيلية.

من جهة ثانية اعترفت اسرائيل بأنها قصفت ودمرت مقر المخابرات الفلسطينية في دورا الخليل، وقالت انها فعلت ذلك ردا على اصابة مستعمر يهودي في المنطقة فجر امس برصاص فلسطيني. وقالت ان الصواريخ المدمرة اطلقت من ثلاث طائرات مروحية مقاتلة من نوع اباتشي (اميركية الصنع).

ويذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي، بنيامين بن اليعزر، اعلن امس عن سلسلة اجراءات لتخفيف الحصار على البلدات الفلسطينية «التي لا تشارك في اطلاق الرصاص والعمليات ضد اسرائيل». لكن الفلسطينيين نفوا ان تكون هناك اي اجراءات تخفيف. وقالوا ان هذا التصريح جاء عشية الانتخابات الداخلية لحزب العمل الاسرائيلي، التي ينافس فيها بن اليعزر، وهدفها كسب اصوات اعضاء حزب العمل العربي (فلسطينيي 48) الذين قرروا منح معظم اصواتهم لمنافسه، ابرهام بورغ، المعروف انه اكثر اعتدالا.