في إطار الجهود الدولية والاقليمية الحثيثة لاحتواء التوتر في الأراضي الفلسطينية يصل إلى القاهرة مساء اليوم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في زيارة تستغرق يوماً واحداً يلتقي خلالها مع الرئيس المصري حسني مبارك لبحث سبل تنسيق المواقف وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.
وتأتي زيارة سولانا إلى القاهرة في إطار جولة له بمنطقة الشرق الأوسط تستهدف دفع جهود السلام التي يحاول الاتحاد الأوروبي احياءها بشكل جاد.
من ناحية أخرى قال مصدر فلسطيني مسؤول ان مساع واتصالات وجهودا مصرية أوروبية أميركية تبذل حالياً من أجل انجاح اللقاء المرتقب بين الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس للعمل على تنفيذ توصيات لجنة ميتشل والذي توقع ان يعقد نهاية الأسبوع الجاري.
وأوضح المصدر أن لقاءات واتصالات مصرية فلسطينية تتم حالياً لوضع اطار للقاء الرئيس عرفات وبيريس يقوم على تنفيذ توصيات ميتشل كما جاء في تقريره وليس كما وافقت عليه اسرائيل وتنفيذ المبادرة المصرية الأردنية.
وأضاف أن الجانب الفلسطيني يرى مع الجانب المصري ان اللقاء يجب أن يركز على كل توصيات ميتشل وليس بند الأمن فقط، مشيراً إلى أن الاطار الذي يرتكز عليه تقرير ميتشل هو انسحاب اسرائيل إلى ما قبل 28 سبتمبر (ايلول) وفتح المعابر والمنافذ والأجواء والسماح للعمال بالعمل داخل الخط الأخضر والصيادين داخل البحر والافراج عن الأموال المجمدة لدى اسرائيل للسلطة واعلان اسرائيل تجميد الاستيطان وتنفيذ الاتفاقات المرحلية المتفق عليها وعودة التنسيق الأمني بالصيغة التي وضعت في اتفاقات تينيت وبدء المفاوضات النهائية حول قضايا الوضع النهائي والحل الدائم.
وأعرب المصدر الفلسطيني عن خشيته من أن يكون هذا اللقاء خدعة ومناورة من أجل تهدئة الأوضاع خوفاً من سيطرته على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها القادم.
وكشف عن أن الجانب الاسرائيلي يرفض عقد الاجتماع في أوروبا ويفضل عقده داخل المنطقة ولا يريد لأوروبا المشاركة فيه لتكون شاهداً عليه، وهناك حديث لعقده في مصر ولكن الأمر حتى الآن في طور الدراسة والمباحثات.
وقال المصدر ان الجانب الفلسطيني لن يشارك في اللقاء إذا لم يعلن بيريس انه يمتلك الصلاحيات والتفويض ويناقش الاطار الذي وضعته لجنة ميتشل وتنفيذه بالكامل وعدم اقتصار اللقاء على الموضوعات الأمنية.
وأوضح أن وزارة الخارجية الروسية أبلغت الجانب الفلسطيني ان اتصالات تجرى حالياً بين أوروبا وروسيا والولايات المتحدة وأطراف أخرى من أجل عقد لقاء لأطراف مؤتمر شرم الشيخ بالاضافة إلى روسيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل العمل على تنفيذ توصيات ميتشل.