بريطانيا تنفي أي بعد سياسي لاختيارها عمان موقعا لأكبر تمرين عسكري لجيشها

TT

نفى أمس متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن يكون هناك أي بعد سياسي لاختيار عمان لإجراء أكبر تمرين عسكري للجيش البريطاني منذ منتصف الثمانينات غير ما يرمز له التمرين من عمق الصداقة بين البلدين، فيما أكد ذلك متحدث بلسان وزارة الدفاع البريطانية نافيا أن تكون لهذا الأمر علاقة بالأزمة مع العراق، وقال ان اختيار عمان موقعا لهذا التمرين، الذي رصدت له الحكومة البريطانية 93 مليون جنيه إسترليني، تم لأسباب محض عسكرية.

وقال المتحدث بلسان وزارة الدفاع أن بريطانيا التي أجرت تمرينا شبيها في ألمانيا في منتصف الثمانينات اختارت عمان نظرا لطبيعتها الجغرافية التي تتلاءم مع أهداف التمرين من جهة ثم الطبيعة المناخية، بالإضافة إلى استعداد البلد لاستقبال ذلك الكم الكبير من الجنود والأسلحة والمعدات، حيث يشارك في التمرين حوالي 24 ألف جندي بريطاني وهو ما يقدر بربع عدد أفراد الجيش البريطاني.

يشار إلى أن عمان ستشارك في هذا التمرين العسكري بـ12 ألف جندي.

وقال المتحدث البريطاني انه من ضمن الأسباب لاختيار عمان هو بعدها المتوسط نسبيا عن بريطانيا، حيث أن بريطانيا لا تسمح لأسباب عسكرية بابتعاد ذلك العدد من جنودها عن الجزر البريطانية مسافة كبيرة، تحسبا من عواقب ذلك فيما لو حصلت حالة من حالات الطوارئ.

وابحرت امس من ميناء بورتسموث البريطاني اكبر قوة بحرية بريطانية منذ حرب الفوكلاند متوجهة الى عمان. وبالاضافة الى 24 سفينة عسكرية وغواصتين تعملان بالطاقة النووية، وصلت الى عمان قوة من 2000 جندي بريطاني. وسيتم زيادة عدد القوات الى 24 الف جندي وهو ما يماثل تقريبا ربع الجيش البريطاني، وتدعم هذه القوة 400 سيارة مدرعة واسراب من المقاتلات والقاذفات وفرقة من القوات الخاصة.

وتفترض المناورات عبور قوة عسكرية من دولة تدعى امارة «الاوهام» الواقعة على ساحل المحيط الهندي، المقابل لعمان. وتمكنت قوات امارة الاوهام بعد ايام قليلة من الاقتراب من هدفها الاستراتيجي وهو حقول النفط العمانية. الا ان القوات العمانية نجحت في وقف تقدم قوات الاوهام. وتمكنت الامم المتحدة من التوصل الى قرار بوقف اطلاق النار.

وهدف هذه المناورات هو ضمان امتلاك بريطانيا رد الفعل السريع الذي نص عليه برنامج مراجعة الدفاع الاستراتيجي لعام .1998 ونقلت الصحف البريطانية عن الادميرال جيمس بورنل ـ نجنت قائد القوة البحرية ان هذه المناورات مهمة «لثقتنا بذاتنا وتقدير الذات».

وطبقا للمناورات فإنه سيتم انتهاك وقف اطلاق النار في حوالي 15 اكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ربما بعبور خط وقف اطلاق النار. وفي الوقت الذي تشترك فيه القوات في معارك حادة، فإن دولة «الخيال» وهي جزيرة واقعة على بعد 800 ميل بحري من ساحل عمان تتدخل لصالح امارة «الاوهام». وستعود القوات البريطانية الى بريطانيا قبل بدء احتفالات عيد الميلاد المسيحي. وستخلي القوات المنطقة المخصصة للمناورات قبل احتفالات عمان بالعيد الوطني في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) بحيث لا يمكن لأي جانب ان ينتصر.