اغتالت مجموعة مسلحة، ليلة أول من أمس، ثلاثة أشخاص في هجوم على أحد الشواطئ المعزولة في مدينة عنابة (600 كلم شرق العاصمة).
وحسب شهادات مواطنين من المدينة، اتصلت بهم «الشرق الأوسط»، فإن الضحايا وبقية المصطافين في شاطئ جنان الباي المعزول «لم يكونوا يعتقدون أن الأشخاص المسلحين الذين كانوا متوجهين نحوهم هم من عناصر الجماعات الإرهابية»، وذلك لأنهم كانوا يرتدون أزياء رسمية تابعة لقوات الدرك والحرس البلدي. وحتى يزيدوا المواطنين اطمئنانا جاءوا يقتادون شخصا ملتحيا يرتدي زيا أفغانيا ليوهموا ضحاياهم أنهم من قوات الأمن وانهم ألقوا القبض على عنصر مسلح. لكن ما ان اقتربوا من موقف السيارات حتى سارعوا إلى ذبح أحد الشبان الذي كان موجودا هناك مع فتاة، وأحد أعوان الحماية المدنية. وقد حاول شاب آخر الفرار بعد أن رأى الواقعة، غير أن المسلحين أطلقوا عليه الرصاص فأصيب بجروح بليغة برفقة أربعة آخرين.
وقد أثار صوت الرصاص انتباه المصطافين الذين فضلوا البقاء في الشاطئ إلى ساعة متأخرة من الليل للاستمتاع بآخر ليالي الصيف المقمرة، فسارعوا الى الهرب في كل الاتجاهات للاحتماء من الرصاص، واختار الكثير الهروب باتجاه البحر حيث ظلوا داخل الماء حوالي أربع ساعات في انتظار قوات الأمن «الحقيقية» التي وصلت في حدود منتصف الليل. وقبل أن يختبئ أعضاء المجموعة المسلحة في أدغال غابة سرايدي المطلة على الشاطئ، قاموا بحرق عتاد يملكه أحد الخواص، إضافة إلى عدد من سيارات المصطافين.