فضائح جديدة محورها وزير الدفاع الألماني تهز حكومة شرودر

مطالب باستقالة شاربينغ بسبب استخدامه النفاثات العسكرية للاستمتاع مع عشيقته

TT

عادة ما يكون انتهاء الاجازة والعودة الى العمل امرا صعبا على الجميع، لكن الامر بالنسبة لوزير الدفاع الالماني رودلف شاربينغ كان اكثر صعوبة، اذ عاد ليجد نفسه وسط معمعة لا يعرف كيفية الخروج منها. فبعد انتهاء اجازة الصيف الطويلة وعودة الحكومة الالمانية الى استئناف اعمالها بجاهزية كاملة، الاثنين الماضي، وجد شاربينغ نفسه في مواجهة دعوات تطالبه بتقديم استقالته. ويتمثل الذنب الذي اقترفه في قضائه وقتا مرحا وصاخبا رفقة صديقته الجديدة بينما كانت قيادة الجيش الفيدرالي الالماني تحضر لمشاركة قواتها في عملية «الحصاد الاساسي» التي أطلقها حلف شمال الاطلسي في مقدونيا. وبلغت شدة افتتان القائد الاعلى للجيش الالماني بعشيقته الجديدة كرستينا بيلاتي الى درجة سماحه لمجلة «بانتي» بالتقاط صور لهما وهما يمرحان ويقفزان ويسبحان على شواطئ جزيرة مايوركا الاسبانية، وهي الصور التي تعكس اللهو في وقت الشدة والتي يجدها المحافظون في البلاد «مسيئة».

علاوة على ذلك، فان شاربينغ سمح لنفسه باستخدام النفاثات العسكرية في التنقل للقاء عشيقته. وفي احدى المرات وهو يسعى للوصول الى بيلاتي، بلغت المسافة التي قطعها في واحدة من تلك الطائرات 8 ساعات وبكلفة وصلت الى 200 الف دولار. وهذا كله في الوقت الذي يحاول الجيش الالماني تخفيض نفقاته الى حد الطلب من قواته ترشيد استهلاك محارم دورات المياه، الامر الذي دفع بالبعض لان يصف الوزير بـ«عدم الاحساس بالمسؤولية وسوء استخدام السلطة».

فقد انقلب ما كان يفترض انه مجرد اجازة بريئة في منتجع اسباني الى ازمة حقيقية بالنسبة للوزير شاربينغ الذي يبلغ من العمر 53 سنة، وامتدت آثار هذه الازمة لتصل الى المستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي خسر 6 وزراء حكوميين في وقت سابق لارتكابهم فضائح اخرى خلال اقل من 3 سنوات على تسلمه زمام الامور في البلاد.

من جهة أخرى، تكشف الفضيحة الجديدة للوزير الالماني عدم الارتياح الذي لا يزال يشعر به كثير من الالمان عند اطلاعهم على التفاصيل الحميمة لحياة زعمائهم الشخصية. وقبل الكشف عن الاتهامات الاكثر جدية من الاستخدام المفرط للطائرات الحكومية لاغراض شخصية خلال الاسبوع الماضي، كان الهجوم على شاربينغ محصورا في ذوقه السيئ باختياره تصوير نفسه وعشيقته واستعراض نفسيهما على انهما احدث زوجين جذابين.

وتستهدف عدسات المصورين كلا من المستشار شرودر ووزير خارجيته يوشكا فيشر لاناقة زوجتيهما (وهما الزوجتان الرابعتان بالنسبة لكليهما) الشابتين اللتين يمكن ان تكونا في اعمار بناتهما. الا ان عامة الالمان يسخرون من وزير الدفاع الاصلع الذي يرتدي النظارات وطلق زوجته البالغة من العمر 29 سنة من اجل عشيقته الشابة الشقراء.

وقد شجبت اسبوعية «دير شبيغل» الواسعة النفوذ وزير الدفاع الاثنين الماضي مشيرة الى ان «الطريقة التي تصرف بها كانت اشبه ما تكون بتصرفات صبيان المدارس». اما رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي جودو فسترفيل فقد ذكر انه «ليس في وسع وزير للدفاع تنقصه الهيبة البقاء في منصبه»، مشيرا بذلك الى تداعيات اجازة شاربينغ ووقوعه في اسر التهكم العام. اما مايكل جالوس، احد المحافظين البارزين، فقد صرح لاذاعة محلية «ان هناك حدودا للذوق السليم، يبدو انه جرى تجاوزها منذ وقت طويل، وعلى نحو مفرط».

وبعد عودته الاحد الماضي من اجازته، نقلت صحف الاحد الالمانية عن شاربينغ قوله انه لم يرتكب اي فعل خاطئ ولا نية له في الاستقالة من منصبه. واضاف شاربينغ لصحيفة «فلت او سونتاج» لقد «قطعت اجازتي 3 مرات لاسباب مهنية وتقيدت بالقواعد المطلوبة (باستخدام وسائل نقل تمولها الدولة)». وبدوره دافع شرودر عن وزيره قائلا «لقد تقيد شاربينغ بالقواعد الحكومية في استخدام الطائرات الرسمية، وكل ما عدا ذلك، فهو امر شخصي ما بين بالغين، ولا يمكن اخضاع الامر للجدل السياسي».

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»