اصوليون اتراك وعرب يستعدون لتوحيد صفوفهم من اجل دخول البرلمان الالماني

TT

بسرية تامة تجري التحضيرات لتأسيس حزب خاص، يخوض الأصوليون (الاسلاميون) في المانيا تحت واجهته الانتخابات النيابية العام المقبل، حسبما سيكشف تقرير شامل سيعرضه على الصحافة وزير داخلية ولاية بافاريا جونتر بيكشتاين بعد غد.

ويشير التقرير الذي اعدته دائرة حماية الدستور في بافاريا (مديرية الامن العامة) الى محاولات منظمة «ميللي جوروش» الأصولية التركية للم شمل مختلف المنظمات الاصولية تحت لواء حزب واحد بهدف خوض الانتخابات العامة الى البرلمان (الرايخشتاغ) يوم 22 سبتمبر (ايلول) .2002 كما يكشف التقرير ان هذه المنظمة التي تعتبرها دائرة حماية الدستور، هي الذراع الخارجي لحزب «الفضيلة» التركي المحظور الذي كان يقوده رئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان. وعممت المنظمة توجيهات داخلية تطالب اعضاءها وانصارها بانجاز معاملات تجنسهم في المانيا بأقصى سرعة، بغية الحصول على حق التصويت في الانتخابات الالمانية. واعتبرت مجلة «فوكس» الالمانية ان «اجراس الحذر» قد قرعت في اروقة الحكومة المحلية في بافاريا (عاصمتها ميونيخ)، وان الوزير اوصى بتحويل كافة معاملات التجنس التي يتقدم بها الاصوليون في المانيا الى دائرة حماية الدستور بهدف تدقيقها.

وتتعامل دائرة حماية الدستور مع منظمة «ميللي جوروش»، التي يقودها ابن اخي اربكان، كمنظمة اصولية متطرفة تطالب باقامة نظام في تركيا على غرار النظام الايراني. ولا تعرض نشاطات المنظمة الامن الالماني الداخلي للخطر لكنها تتعارض مع السياسة الخارجية الالمانية من ناحية الموقف من تركيا واسرائيل. وتقدر الدائرة عضوية المنظمة في المانيا باكثر من 26 الف عضو ونصير (200 الف عضو في اوروبا) وتنتشر منظماتها الفرعية (500 فرع) في كافة المدن الالمانية الكبيرة. كما تحتفظ المنظمة بفروع كبيرة في كندا وفرنسا والسويد واستراليا والدنمارك وهولندا وبلجيكا وجمهوريات اسيا الوسطى.

وسبق لمجلة «دير شبيجل» ان كشفت في تقرير لها قبل عدة سنوات عن نشاط مرسوم لمنظمة «ميللي جوروش» للتسلل داخل الحزب الديمقراطي المسيحي (الحاكم آنذاك) وتسلم بعض المراكز القيادية فيه، وخصوصا في برلين وبافاريا. كما تعتبر ولاية بافاريا صاحبة افضل علاقة ثنائية مع حكومة انقرة، ويرتبط الجانبان بتعاون سياسي وثقافي وامني خاص. وأقرت ولاية بافاريا، على اساس هذه العلاقة الخاصة، بتدريس الدين الاسلامي في مدارسها باللغة التركية وجعلت المناهج وتعيين المعلمين بيد وزارة التعليم التركية رغم وجود جالية عربية وبوسنية كبيرة في الولاية. وتتولى وزارة التعليم في انقرة عادة اختيار المعلمين من نقابة المعلمين الاتراك في تركيا وتمنحهم بافاريا اقامات خاصة تنتهي بانتهاء مهماتهم التعليمية في المانيا.