رسالتان من الملك فهد للملك عبد الله الثاني والرئيس لحود والعاهل الأردني يبدي تقديره للتحرك السعودي

سعود الفيصل: الوضع ينتقل من سيئ إلى أسوأ وحان الوقت لتتحمل أميركا مسؤوليتها وتمنع العدوان الإسرائيلي

TT

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز برسالتين الى الرئيس اللبناني العماد اميل لحود، والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في اطار التشاور والتنسيق بين السعودية والاردن ولبنان لتوحيد الموقف العربي ازاء عدد من القضايا، وفي مقدمتها تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، سلمهما في بيروت وعمان الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي.

وفي بيان صحافي اردني عبر الملك عبد الله الثاني عن تقديره للتحرك السياسي السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة.

وقال الامير سعود الفيصل انه يحمل رسالة الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد والامير عبد الله من الملك عبد الله الثاني.

وفي تصريحات اخرى قال وزير الخارجية السعودي لاسرائيل «ان الكيل قد طفح»، وحث الولايات المتحدة على التدخل لمنع إسرائيل من مهاجمة الفلسطينيين. وأضاف ان العرب لا يتحملون المسؤولية عن «فشل» عملية السلام في الشرق الأوسط.

وكان الامير سعود الفيصل يتحدث للصحافيين في مطار عمان لدى وصوله إلى العاصمة الاردنية، المحطة الاخيرة في جولته الخاطفة التي زار خلالها مصر وسورية ولبنان. وقال «ان المسؤولية تقع على السياسات الاسرائيلية، سياسات الترويع وسياسات العدوان وسياسات التراجع عن الاتفاقات الموقعة وسياسات الهروب من تحمل مسؤوليات السلام».

واضاف «انتظرت الدول العربية بصبر تغير هذه السياسة. وكما يقول المثل فان الكيل قد طفح. وحان الوقت كي تتحمل اسرائيل مسؤوليتها. وحان الوقت كي يحمل المجتمع الدولي اسرائيل على ان تواجه مسؤوليتها ازاء عملية السلام».

ومضى يقول «حان الوقت بشكل خاص كي تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتها الخاصة وتمنع العدوان الاسرائيلي على العالم العربي». واكد ان الوضع في الشرق الاوسط ينتقل من سيئ الى أسوأ بسبب العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وكان الملك عبد الله الثاني قد استقبل في بيت البركة وزير الخارجية السعودي الذي نقل له رسالة من الملك فهد في إطار التشاور والتنسيق بين البلدين لتوحيد الموقف العربي إزاء عدد من القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وقال بيان صدر عن الديوان الملكي الأردني ان الملك عبد الله الثاني أكد خلال اللقاء الذي حضره رئيس وزرائه علي أبو الراغب ورئيس الديوان الملكي فايز الطراونة ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب والسفير السعودي لدى الأردن عبد الرحمن العوهلي، أهمية التحرك مع الجهات الدولية وخصوصا مع الولايات المتحدة لحثها على ايجاد حلول سلمية عملية لوقف دوامة العنف.

وأضاف البيان أن العاهل الأردني أعرب عن تقديره للتحرك السياسي السعودي، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها عملية السلام. وذكر البيان أن وزير الخارجية السعودي أطلع الملك عبد الله الثاني على نتائج مباحثاته في دمشق وبيروت.

ووصل الامير سعود الفيصل الى الاردن قادما من بيروت، حيث سلم رسالة من الملك فهد والأمير عبد الله إلى الرئيس اللبناني إميل لحود واجرى محادثات مع القادة اللبنانيين. وقال الفيصل للصحافيين في بيروت «ان العنف الاسرائيلي بكل معانيه سواء العنف تجاه المواطن الفلسطيني البريء او العنف الاقتصادي، كل هذه الامور يجب ان تتوقف». ونفى الوزير السعودي ان يكون من اهداف جولته العربية التحضير لقمة عربية طارئة او مصغرة.

من جهته، أكد الرئيس اللبناني دعم لبنان للجهود التي تبذلها السعودية من اجل بلورة موقف عربي موحد يدعم القضايا العربية والحقوق الفلسطينية ويرفع الظلم عن كاهل الشعب الفلسطيني، مؤكدا «دعم لبنان للانتفاضة الفلسطينية في وجه الاحتلال الاسرائيلي»، ومشيراً الى «ان الامثولة التي اعطتها المقاومة اللبنانية في تحرير الجنوب خير دليل على ان اسرائيل لا يمكن ان تعيد الحقوق الى اصحابها الا بهذه اللغة».

واشار لحود لدى استقباله الامير سعود الفيصل قبل ظهر امس الى «ان التشتت العربي وعدم وضوح الموقف الموحد حيال ما يجري يشجع اسرائيل على التمادي في قمعها واعتداءاتها وعنصريتها التي بات العالم كله يدركها». وقال: «ان عملية السلام قد توقفت بسبب هذا الانحراف الاسرائيلي في ظل تجاهل دولي للحقوق العربية المشروعة وفي ظل غطاء غير مبرر لسياسة العدوان الاسرائيلي». وكرر تأكيد تمسك لبنان بمرجعية مدريد وضرورة تنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة.

واستقبل الرئيس لحود الامير سعود الفيصل في حضور وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود، وحضر من الجانب السعودي ايضاً مدير الادارة العربية في الخارجية السعودية السفير الدكتور خالد الجندان.

وبعد انتهاء اللقاء قال الفيصل للصحافيين ردا على سؤال حول المقترحات السعودية الملائمة لمعالجة الموقف الخطير والتي حملها عبر رسائل في جولته الحالية «انها جولة تشاورية لاستطلاع الرؤى حول المقترحات التي حملتها، وطرحت المواضيع وحللت الاوضاع وهناك رؤى وافكار عند القادة الذين زرتهم، سأتشرف برفعها الى مولاي والى سيدي سمو ولي العهد».

وحول سؤال عما اذا كانت جولته في اطار التحضير لقمة عربية مصغرة، قال: «في الحقيقة هذا جديد علي، وهناك قمة اعتيادية تعقد سنوياً، وان شاء الله ستكون في لبنان، وبالضبط الهدف من الجولة التشاور والوصول الى رؤى مشتركة».

وسئل الفيصل، هل هناك مخاطر تحدق بالدول العربية استدعت قيامه بهذه الجولة الخاطفة؟ فأجاب: «نحن نرى ان الامور تسير من سيئ الى اسوأ، والعنف الاسرائيلي بكل معانيه، سواء العنف ازاء المواطن الفلسطيني البريء او العنف الاقتصادي، الذي لا يقل اهمية عن العنف الامني، كل هذه الامور يجب ان تتوقف».

وسئل ما اذا كان البحث بينه وبين الرئيس اللبناني قد تطرق الى موضوع التأهب العسكري الاسرائيلي على الحدود مع لبنان؟ فأجاب: «درست كل التهديدات والمخاطر التي تشكلها الادارة الاسرائيلية على الوطن العربي».