الجزائر: 7 قتلى و11 جريحا في هجوم مسلح

مسلحان دخلا مطعما وهما يخفيان سلاحيهما تحت منشفتين وأمطرا الزبائن بالرصاص

TT

أثار هجوم مسلح، خلّف خمسة قتلى و11 جريحا، على منطقة سياحية بغرب العاصمة الجزائرية امس، هلعا كبيرا لدى السكان وقلقا لدى اصحاب المحلات والمرافق السياحية التي اعتاد روادها جو الامان والهدوء.

ويروي شهود عيان، التقتهم «الشرق الأوسط» امس في المركب السياحي مزافران (غرب العاصمة) ان المنطقة كانت، كالعادة، تعيش ليلة هادئة ولم يكن هناك اي شيء ينبئ بأن الامر سيتحول بين لحظة واخرى الى فوضى وذعر، نظرا لحركة سيارات الاسعاف وقوات الامن. ويقول صاحب مطعم «نادي التنس»، حيث وقعت الجريمة، ان مسلحين دخلا المطعم في حدود العاشرة والنصف ليلا من دون ان يثيرا انتباه الزبائن، وتدخل احد شركائه ليشير الى انه لاحظ عليهما شيئا مريبا، اذ قال «لم يسبق لي ان شاهدتهما من قبل، وكانا يبدوان وكأنهما يبحثان عن شيء او يريدان قضاء امر مستعجل، وهو سلوك لا يظهر على رواد مطعمنا». ويضيف نفس الشاهد انه راقب لعدة ثوان هذين الشخصين، وهما يقطعان حانة المطعم من دون ان يتوقفا، ثم توجها مباشرة الى سطح المحل الغربي، حيث كانت مجموعة من الزبائن جالسين يتناولون الطعام فأسرعا نحو الطاولة التي كان حولها شاب وكهلان فأطلقا عليهم النار مع ثلاثة آخرين، منهم امرأة اصيبت برصاصة طائشة. وقبل ان يقفز المسلحان فوق السور الصغير لسطح المطعم ويختفيان في الغابة المقابلة، كان اكثر من عشرة اشخاص يتلقون اسعافات اولية من قبل الناجين الآخرين الذين جاءوا من سطح ثان، يرتاده عادة سياسيون وموظفون كبار.

ويروي صديق احد الضحايا ان المسلحين دخلا بلباس مدني (جينز) وكانا يخفيان سلاحيهما (كلاشنيكوف تحت منشفتين وضعاها على كتفيهما، وفور وصولهما الى السطح رميا المنشفتين وشرعا في اطلاق الرصاص صوب الضحايا». ولم يكن بمقدور احد من الذين سألناهم الاجابة إن كان المسلحان يستهدفان الضحايا بعينهم ام انهما أطلقا الرصاص بصفة عشوائية.

وقبل نحو ساعة من وقوع مذبحة «نادي التنس» سجلّت جريمة اخرى، يعتقد ان نفس المجموعة كانت وراءها، حيث عثر على جثتي رجل وامرأة داخل سيارة غير بعيد عن احد شواطئ المنطقة. واشار احد الذين رأوا الضحيتين الى ان «منظرهما كان رهيبا، فقد عمد القتلة الى تشويه الجثتين بصورة بشعة، خاصة المرأة التي قطع المجرمون اجزاء حساسة من جسدها».

واوضح مسؤول في فندق مزافران الذي تديره المجموعة الكويتية «سفير» ان هذه العملية «أثرت كثيرا على رواد الفندق الذين سارع بعضهم الى مغادرة المكان». واضاف «لحسن الحظ ان هذا وقع مع نهاية موسم الاصطياف». ونفس التخوف ابداه مسؤول «نادي التنس» عندما اكد ان «هذه العملية من شأنها ان تهرب الزبائن، لكن علينا ان ننتظر يوم الخميس (عطلة نهاية الاسبوع) لنقدر حجم تأثير العملية.