شارون يلغي لقاءيه مع رئيس الدوما الروسي والبطريرك لتناقض موقفيهما مع توجهاته بشأن الفلسطينيين

TT

بينما تداولت الاوساط الاعلامية في موسكو خبر «مرض» رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون والغاء لقاءيه مع رئيس مجلس الدوما جينادي سيليزنيوف وبطريرك الكنيسة الارثوذكسية «لاسباب صحية» اكدت المتحدثة الصحافية باسمه ان شارون بخير ولا صحة لما قيل.

غير انها لم تدل بشيء عن اسباب الغاء اللقاءين مكتفية بالقول «لا تعليق».

ويقول المراقبون ان الغاء اللقاءين يعود الى اسباب سياسية بالدرجة الاولى من منظور ان سيليزنيوف والبطريرك يقفان على طرفي نقيض من توجهات وسياسات شارون ويؤيدان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فضلا عن تأكيد تأييدهما لموقف موسكو الرسمي من عملية التسوية في الشرق الاوسط.

ولعل الجانب الاسرائيلي لم يكن في حاجة الى ما يعكر صفو ما حققه شارون من انجازات اعلامية، على حد قول المصادر الروسية، ومن ثم فان اللقاء مع سيليزنيوف رئيس مجلس الدوما كان لا بد ان يعيد الى الاذهان اللقاء العاصف الذي جرى بينهما في العام الماضي في مقر المجلس، فضلا عن ان المسؤول البرلماني سبق ان اعلن في اكثر من مناسبة عن ادانته لسياسة الاغتيالات الاسرائيلية وعدم التزام اسرائيل بما سبق ان وقعته من معاهدات الى جانب رفضها الاستجابة للشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة وهو موقف يقترب منه الى حد كبير بطريرك الكنيسة الارثوذكسية. اما عن «الانجازات» التي تتحدث عنها الصحف والاجهزة الاعلامية الموالية لاسرائيل فتتلخص في الترحيب الشديد بشارون من جانب الكرملين والتعاطف الواضح من جانب الرئيس فلاديمير بوتين الذي استهل لقاءه معه بالاشارة الى ادانته الحاسمة للارهاب «لا شيء يمكن ان يبرر القيام باعمال ارهابية ضد المدنيين». ولاحظ المراقبون ان الرئيس بوتين وفي الجزء المعلن من اللقاء لم يشر الى ادانته لسياسات اسرائيل وما تقوم به من عمليات ارهابية في اطار اغتيال القيادات السياسية الفلسطينية. ولم يصدر عن الجانب الروسي ايضا ما يؤكد انحيازه لبيان «قمة جنوى» في يوليو (تموز) الماضي حول ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي المحتلة، حيث لم يشر ايغور ايفانوف وزير الخارجية في تصريحات عقب مباحثات الكرملين الى هذه المسألة وان اكد تمسك بلاده بضرورة الالتزام بالشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة ومقررات مؤتمر مدريد للسلام واعتبر خطة ميتشل خطوة على هذا الطريق.

وفي الوقت الذي توقع فيه الكثيرون دورا اكثر فعالية من جانب روسيا اكد الرئيس بوتين ان موسكو لن تتقدم بمبادرات جديدة، مكتفية بدعوة الجانبين الى الشروع في تنفيذ خطة ميتشل وما تتضمنه من نقاط حول وقف العنف وخلق مناخ الثقة والتحول الى المباحثات. لكنه اشار الى ان موسكو على استعداد للاسهام بقسطها في هذا الشأن بنفس قدر حاجة الطرفين المعنيين الى ذلك، وهو ما يعد وعلى نحو غير مباشر تراجعا عن مهام رعاية السلام، واقترابا من مواقف الراعي الاخر لعملية السلام ـ الولايات المتحدة.

وفيما يتساءل المراقبون حول اسباب الغاء لقاءي شارون مع سيليزنيوف وبطريرك الكنيسة الروسية اكدت مصادر السفارة الاسرائيلية ان شارون سيلتقي رؤساء المنظمات اليهودية في العاصمة الروسية الى جانب زيارته للمعبد اليهودي.