«فتح» تعود إلى تنظيم خلايا فدائية من صفوف «فلسطينيي 48»

TT

بعد حوالي عشر سنوات من الامتناع التام عن تجنيد فدائيين من صفوف «فلسطينيي 48»، عادت حركة «فتح» كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الى هذا النشاط. واعلنت المخابرات الاسرائيلية، امس عن ضبط خلية كهذه في بلدة دير حنا في منطقة البطوف (ما بين طبريا وعكا).

وتضم هذه الخلية اربعة شبان، ثلاثة منهم تقل اعمارهم عن 18 عاما. وقالت اسرائيل انهم ذكروا خلال التحقيق معهم انهم انضموا الى «فتح» بمبادرتهم الشخصية. وقالوا كما ذكر ناطق بلسان الشرطة انهم سافروا الى جنين قبل عدة اشهر والتقوا مع اثنين من قادة الحركة هناك، هما محمد ابو الطول وبهاء كريم عويس، وعرضوا عليهما القيام بعمليات عسكرية ضد اسرائيل، وتلقوا التدريبات المناسبة لذلك. وبعد فترة حصلوا على عبوات ناسفة لتفجيرها في مناطق اسرائيلية، وخططوا للقيام بأول عملية تفجير قرب مدرسة في بلدة كرمئيل اليهودية، القريبة من مكان سكنهم، لكنهم وجدوا انها محمية بحراسة امنية مشددة، فوضعوا العبوة يوم الجمعة الماضي، في محطة باص على مفرق مسكنة (طريق الناصرة ـ طبريا)، آملين ان تنفجر بالجنود الاسرائيليين الذين يوجدون هناك بكثافة.

وكان جندي عربي من قرية عيلبون المجاورة (ايضا من فلسطينيي 48) قد اكتشف العبوة، وابعد الجنود وغيرهم من المسافرين المنتظرين في المحطة. ولهذا، فإن انفجارها لم يسفر عن اصابات.

وبعد يوم واحد من انفجارها، اعتقل الشبان الاربعة. واعتبر ناطق امني تشكيل هذه الخلية تطورا خطيرا في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية. اذ ان «فتح» بالذات، اوقفت تجنيد فدائيين جدد من «فلسطينيي 48» منذ مطلع الثمانينات، وفي اتفاقات اوسلو، التزمت بالتوقف التام عن العمليات العسكرية وعن تجنيد «فلسطينيي 48» حتى للنشاط السياسي للحركة. وتنظر اسرائيل بقلق الى تغيير سياسة «فتح» وكذلك الى سهولة تجنيد مواطنين عرب في اسرائيل لعمليات كهذه.

وكانت السلطات الاسرائىلية قد اطلقت سراح المواطنة العربية من مدينة الطيبة، منى عبيد، امس، بكفالة مالية بقيمة 30 الف شيكل (700 دولار) وتقييد تحركاتها، بعد شهر من اعتقالها، للاشتباه في أنها وشقيقين اخرين لهما اقاموا خلية تابعة لحزب الله.