مجلس الشورى المغاربي يدعو لتفعيل هياكل الاتحاد ودعم دوره في الفضاء المتوسطي

TT

دعا مجلس الشورى المغاربي في دورته الرابعة المنعقدة بالرباط الى وضع صياغة وحدوية جديدة لتفعيل هياكل الاتحاد المغاربي، الذي يعيش حالة توقف لأزيد من عقد من الزمن، والعمل على تجاوز الخلافات السياسية التي تقف امام كل محاولات الوحدة والتنسيق بهدف تحقيق موقف مغاربي موحد على المستويين الاقليمي والدولي.

وستبحث هذه الدورة التي انطلقت اشغالها امس قضايا جديدة تهم واقع التعاون الاورو ـ متوسطي وآفاق الحوار المغاربي ـ الاوروبي والشراكة المغاربية ـ الاوروبية والتضامن العربي ـ الافريقي فضلا عن قضايا دولية مثل الوضع في منطقة الشرق الاوسط.

وأعرب محمد عمامو الامين العام لاتحاد المغرب العربي عن شجبه للحملات الخارجية التي تشن على الدول المغاربية، وانعكاس بعضها على مستقبل الاتحاد. واعتبر عمامو ان اتحاد المغرب العربي يمثل مشروعا حضاريا يخطط لمستقبل المنطقة بكاملها، ورغم حالات الخطر المفروضة على بعض دول الاتحاد، فان مستقبل الاتحاد رهين بارادة الشعوب المغاربية ورغبتها في اثبات الذات امام تحديات العولمة. كما طالب عمامو المجتمع الدولي برفع حالات الظلم التي تمارس في حق الشعب الفلسطيني والحصار الذي يعانيه الشعب الليبي وطالب باطلاق سراح المواطن الليبي عبد الباسط المقراحي المتهم بتفجير طائرة بانام الاميركية في بلدة لوكربي.

من جهته، قال سليمان ساسي الشحومي الرئيس السابق للمجلس، ان هذه الدورة تمثل استئنافا لاشغال الاتحاد التي تعطلت بسبب الصعوبات الناجمة في تباين وجهات النظر بخصوص بعض القضايا الطارئة. واضاف انه يتعين على الدورة الرابعة ان تشكل انطلاقة حقيقية للعمل المغاربي سيما انها تأتي في ظل جملة تغييرات بالمنطقة. وبعد ان ذكر بالاجتماعات السابقة ومانجم عنها من نتائج لم تتخذ، طالب الشحومي بان «تتهيأ الظروف لاستمرار الاتحاد المغاربي تحسبا لاجتماع قمة رؤساء دول الاتحاد التي نتمنى ان تنعقد خلال هذه السنة». وبالنظر الى التحولات التي تعرفها المجتمعات المغاربية، يقول الشحومي، ان العمل الوحدوي المغاربي لن يجد نفسه وفاعليته الا داخل فضائه الطبيعي والمتمثل في العالم العربي وافريقيا.

بدوره، قال عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب المغربي ورئيس الدورة الحالية، «اننا نتطلع الى ان تشكل هذه الدورة انطلاقة جديدة تمكن من تقييم العمل المغاربي المشترك وتحليل المرحلة بكل واقعية». واضاف الراضي ان الاوضاع الاستثنائية في منطقة المغرب العربي وعدم تنفيد مقررات الدورات السابقة تستدعي اعتماد آليات بديلة للعمل المغاربي «قصد مجابهة تحديات ظاهرة العولمة بما تفرضه من تنافسية قوية في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية والثقافية مما يستدعي منا تحضير أنفسنا في مختلف الاصعدة لخوض غمار المنافسة بالتنظيم والتضامن، وتوفير متطلبات التأهيل الاقتصادي والاجتماعي».

وصرح عبد الوهاب دربال، الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان الجزائري، ان حضور وزراء العلاقات مع البرلمان في الدول المغاربية لهذا اللقاء يمثل لحظة مهمة للتعامل بين الجهازين التشريعي والتنفيذي، داعيا في ذات السياق المشاركين في الدورة الى العمل على اعادة النظر في هياكل الاتحاد ومنحه شروط الحضور الفعلي في المجتمع الدولي الذي يعيش على الصراعات الدائمة والبحث عن شروط التكتل. وشدد دربال على ان الغد المغاربي يقتضي منه المزيد من العمل وتأجيل الخلافات السياسية والاقتصادية الى حين، وقال «ان مهمة مجلس الشورى المغاربي في دورته الحالية، هو ردم الهوة بين الفرقاء المغاربيين، وتدارك ما فات من الفرص واهدار الوقت».

وقال رشيد ولد الصالع، وزير الاعلام المكلف العلاقات مع البرلمان الموريتاني، ان مجلس الشورى هو الذي يتحمل بناء المنطقة، والعمل الاولي يقتضي من المجلس التصريح العلني بالعوائق قصد تجاوزها وبناء اتحاد المغرب العربي الكبير. وشدد رشيد ولد الصالح، ان موريتانيا معنية بأي قرار جديد يدعو الى الوحدة المغاربية، ويواجه العوائق بروح مشتركة.

وشدد محمد بوزوبع وزير العلاقات مع البرلمان المغربي ان ما ميز هذه الدورة هو انها مدعومة من قبل برلمانات الدول المغاربية، ويشارك فيها برلمانيون من الدول الخمس. ويضيف بوزوبع ان المطلوب الآن من المجلس هو العمل على جعل قرارات الدورة نافذة. واضاف «ان التطور الذي سجلناه هو الدور الجديد للجمعيات والمجتمع المدني في الدول المغاربية التي تشكل افقا جديدا للتعاون والشراكة بين الدول الاعضاء». وتابع «ان التحدي الاكبر الذي يواجهنا في المنطقة الاورومتوسطية هو ان الشراكة المغاربية لم تجد بعد الفضاء الامثل للتنفيذ». واوضح ان الاتحاد الاوروبي نفسه ما يزال ينتظر وحدة المغرب العربي، قصد تحديد شراكة متكاملة بين شمال المتوسط وجنوبه.