بري يرفض القول بوجود حالة إسرائيلية في لبنان ويعتبر المطالبة بنشر الجيش على الحدود «مؤامرة»

TT

اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان المطالبة بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع اسرائيل «مؤامرة على الجيش»، مؤكداً ان الجيش موجود في الجنوب دائماً في الثكنات. ورفض بري في لقائه مع مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب ملحم كرم القول بوجود حالة اسرائيلية في لبنان، مشيراً الى ان هناك اشخاصاً وجواسيس يتعاملون مع اسرائيل.

وفيما اكد بري مشاركة رئيس الجمهورية قوله اول من امس امام وفد نقابة محرري الصحافة اللبنانية بأن لا خلاف بين اهل الحكم بعد اليوم، إلا انه توقع ان يحصل اختلاف في الرأي لا خلاف. ودافع الرئيس بري عن اقرار تعديل قانون اصول المحاكمات الجزائية وتساءل لماذا «الندب» الذي يبديه بعض النواب من جراء هذا التعديل، معزياً ذلك الى ايجاد ضغط معنوي على المجلس الدستوري الذي تسلم مراجعة طعن في القانون المذكور.

واستهل الرئيس بري كلامه بالقول: «اعتقد ان موضوع الجيش في الجنوب، وموضوع وقف المقاومة اصبحت مواضيع قديمة، على كل حال، ما اريد ان اقوله، ولكن بالاسلوب الواقعي، الجيش موجود في الجنوب، ولا يقال للجيش اللبناني، وعلى ارض لبنان اين سيتمركز، هو يتمركز في اي مكان في لبنان، ولكن في الجنوب تحديداً. وطالما ان السؤال مطروح، الجيش موجود في الجنوب، وهذا الكلام الذي قلته امام آلاف مؤلفة من الناس في بنت جبيل، قلت ان الجيش موجود في كل الجنوب وبالعدد ايضاً، فهل يعقل ان يتحدث احد غير الواقع امام مئات الآلاف من الناس. الجيش موجود في الجنوب منذ التسعينات. ومنذ العام 1993، الا اذا كنا نعتبر ان صيدا ليس لها علاقة بالجنوب، والنبطية ليس لها علاقة بالجنوب، وكذلك صور، وبنت جبيل، (يوم الجمعة الماضي بمناسبة ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر) الخ... هناك اكثر من خمسة آلاف او ستة آلاف جندي، ولكن كيفية انتشارهم، واين ينتشرون؟ من يطرح هذا السؤال؟ في اتفاقية الهدنة واجهنا المشاكل مع اسرائيل التي رفضت اكثر من 1500 جندي في كل الجنوب، الآن هناك خمسة آلاف، او ستة آلاف، وقائد الجيش «رايح، جايي» الى الجنوب، فما هي القصة؟ اصبح العدو الاسرائيلي يريد ان «يموضعنا»، ويحدد اماكن تمركز الجيش».

واضاف: «دعني اصحح السؤال، من يطرح موضوع الجيش في الجنوب، انما يفرض على الجيش، او يحاول ان يفرض عليه اين سيتموضع، وهذا امر غير معقول، وغير موجود في اي بلد في العالم، ولنتحدث بصراحة اكثر، هؤلاء الناس يطلبون ان يقف الجيش على الخط الازرق، على «الحافة»، هذه مؤامرة على الجيش، لأنه سيكون بين أمرين، اولاً، فهل نعتبر ان ارضنا تحررت كلها، فلنطرح هذا السؤال، وهل هناك احد في لبنان يعتبر ذلك، واريد جواباً من الذين يطالبون بالجيش على الحدود، لأنه اذا كان المطلوب ان يصون الجيش في الجنوب، فهو موجود فليحسم هذا الامر، موجود في كل مناطق من صيدا، الى صور، الى النبطية، الى مرجعيون وميس الجبل، هؤلاء يقصدون ان يكون الجيش على الحدود. اننا نسألهم التالي: «هل يعتبر هؤلاء الاخوة اللبنانيون الذين يقولون بهذه المقولة ان لبنان حرر كل اراضيه، اذا كان الجواب نعم، سأقف معهم، ولكن انا متيقن ان جوابهم بالاجماع هو لا، لانه لم يعد هناك نقاش حول مزارع شبعا ولبنانيتها، ولا تلال كفرشوبا، اذن، طالما ان هناك متراً من الارض لم يتحرر، اعتقد اننا لا نختلف على ان حقنا في المقاومة، ما زال قائماً، فكيف نضع الجيش بمتناول الاسرائيليين فاذا حصلت عملية ستضع اسرائيل المسؤولية على الجيش، هذه هي المؤامرة على الجيش.

وقال الرئيس بري: «هناك انتخابات بلدية خلال الايام المقبلة، وبالامس عقد اجتماع لمجلس الامن الداخلي برئاسة وزارة الداخلية، لقد تقرر ان يتوجه خمسة آلاف عسكري من الدرك اضافة للعدد الموجود في الجنوب، خلال فترة الانتخابات، من هنا فإن الدولة لا تسأل، عندما تكون هناك ضرورة ترسل كل قواها الامنية، وعندما لا تكون هناك ضرورة فلا ضرورة».

اما موضوع المطالبة الخارجية فهو من اجل حماية اسرائيل، ولكن هل الداخل يريد ان يحمي اسرائيل، الخارج لا يهمني، لانه لم يكن في يوم من الايام معنا، ولكن عندما نكون نحن اللبنانيين مع بعضنا البعض، نفرض موقفنا على الخارج.

وقال الرئيس بري: «الامر الثاني وكما ورد في سؤال النقيب، وكأن الحالة الاسرائيلية، لا تزال مقيمة في لبنان، الجواب بالنفي، لا توجد حالة اسرائيلية في لبنان، ليس من اليوم، منذ ان اتفقنا، وبالتحديد منذ عام 1993، ومن ثم عام 1996، اي منذ الاعتداء الاول، والثاني «عناقيد الغضب»، بالتحديد الخيارات اللبنانية، كانت كلها مع الدولة، ومع المقاومة، واثبتت هذا الامر واقعياً. لا توجد حالة اسرائيلية في لبنان ابداً، كل ما في الامر، هناك اشخاص تعاملت، هذه امور موجودة في كل العالم، فلماذا نتهم شعبنا وكأن هناك فريقاً «طويلا عريضا» متورط في هذا الامر؟ ... هناك اشخاص يتعاملون، هناك جواسيس، كما قلت هذا الامر موجود في كل بلدان الدنيا، وطبعاً هذا الامر ينكد عيش اسرائيل، التي تحاول الدخول بأي وسيلة منه الوسائل الى المعطى اللبناني».

وتطرق بري الى الانتخابات البلدية التي ستجري في المناطق الجنوبية المحررة يوم الاحد المقبل فقال: «هذه الانتخابات فرصة، وهناك من يراها فرصة سياسية، وآخرون يرونها فرصة هيمنة، وهناك من يراها «محدلة» انا شخصياً اراها فرصة انمائية، وهناك من يقول ان التحالف بين حركة «امل» و«حزب الله» بالتحديد حتى يفرض هذان الحزبان ارادتهما على الواقع الموجود في المنطقة المسماة «الشريط الحدودي» اذكر هؤلاء بالانتخابات الماضية للبلدية في المنطقة التي كانت محررة قبل ذلك، من النبطية وصور، لم يكن هناك تحالف مع «حزب الله» عقدت مؤتمراً صحافياً وطلبت ان لا تترشح حركة «امل» بعناصرها لرئاسة بلدية او نيابة رئاسة او بلدية، ويومها قالوا نبيه بري خائف من «حزب الله»، قلت لهم لا، الموضوع ليس موضوع خوف، الموضوع يتعلق بالانماء وخيارات البلدية» وقال بري: «ما هو الاتفاق بين «امل» و«حزب الله»، وبالتحديد بيني وبين السيد حسن نصر الله، لقد عقدنا عدة اجتماعات واتفقنا على ما يلي.

لاجل تحصين الموقف الوطني وخصوصاً الموقف ضد اسرائيل، خصوصاً في تلك المنطقة، ولأن البلديات هي نموذج انمائي وليس سياسياً نتفق على ما يلي: 1 ـ ممنوع على احد من حركة «امل» و«حزب الله» الترشح لرئاسة البلدية.

2 ـ ممنوع على احد من الحركة او الحزب الترشح لنيابة الرئاسة.

3 ـ ممنوع على حركة «امل» و«حزب الله» ان يتمثلا بأكثر من اثنين في المدن، وبأكثر من واحد في القرى، والهدف من ذلك حتى لا يخرج الاهالي والاحزاب من المشاركة.

وحول قانون اصول المحاكمات الجزائية الذي جرى تعديله بعد اقراره قال: «لقد حصل تطور ايجابي في هذا الموضوع، نقبل الكلام الذي قلته في بنت جبيل كان «الندب» على قدم وساق «شلحونا الندب نحن الشيعة». كانوا يندبون على الحرية، وان المجلس النيابي باقراره هذه التعديلات طير الحريات، وعندما اوضحنا الامر «بالابرة والخيط» وقلنا هذا الامر لمصلحة الحرية الحقيقية، اصبحوا يتحدثون عن التوقيت، وطالما ان القصة انحصرت بالتوقيت، فالجواب هو الآتي نحن على قناعتنا ان «خير البر عاجله» وما قمنا به كان توقيته صحيحاً، ولقد تقدم بعض الزملاء بطعن للمجلس الدستوري فلماذا «الندب»، ان الهدف من «الندب» هو ايجاد ضغط معنوي على المجلس الدستوري لكي يقضي بما يريدون».

واضاف: «ولقد تقدم اخونا النائب بطرس حرب بكل برلمانية واحترام مع زملاء له بطعن للمجلس الدستوري، فلماذا لا ينتظرون رأي المجلس الدستوري لكي تقولوا ان ما جرى صحيحاً اما لا. انا برأيي هذا الندب هدفه ايجاد ضغط معنوي على المجلس الدستوري كي يقضي بما يريدون لذلك طالما ان الكلمة للمجلس الدستوري فنحن على ثقة وننتظر القضاء عبر المجلس الدستوري ليقول كلمته بهذا الموضوع».

وقيل له: خلال لقائنا اول من امس مع الرئيس لحود قال بما يشبه الحسم انه لا خلاف بعد اليوم بين اهل الحكم، فهل تشارك الرئيس لحود هذا القول؟

اجاب: «طبعاً فخامة الرئيس هو الذي يعبر عن موقفه وهو رئيس الكلام، ولكن بالنسبة لي فانني اقول لا، سيحصل اختلاف ولكن المهم ان لا يحصل خلاف. بالنسبة لي اقول انه سيحصل اختلاف ليس بيني وبينه بل بين جميع الناس، ولكن اعتقد ان ما يقصده فخامة الرئيس ـ وان شاء الله يكون ذلك ـ هو الخلاف وليس الاختلاف، وهذا ما نتمناه وهذا يجب ان «يمشي».

وكان الرئيس بري قد التقى الرئيس لحود في اطار لقائهما الاسبوعي حيث تم عرض الاوضاع العامة في البلاد، والتطورات الاقليمية المستجدة.

وافاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية: «ان البحث قد تطرق خلال اللقاء الى موضوع مشروع موازنة العام 2002 حيث تم التوافق على ضرورة الاسراع في انجازه لاحالته الى مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية، وان يكون عصر النفقات في الموازنة بنسبة واحدة في كل القطاعات، على ان يتزامن ذلك مع بحث عن ايرادات جديدة.

وتناول البحث ايضاً موضوع الخصخصة وضرورة انجاز المشاريع الخاصة بها بسرعة ومن دون تسرع، وذلك حتى تؤتي هذه المشاريع النتائج المرجوة منها.

واوضح الرئيس بري انه كرر امام الرئيس لحود ما سبق ان اعلنه في مهرجان بنت جبيل لجهة عدم جواز الاستنساب في ما خص تنفيذ ما تم التوافق عليه في برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي لم يتم العمل به حتى الآن.