رئيس بلدية الكويت يربط بين تجفيف الأهوار العراقية وموت الأسماك .. وبغداد تتهم القوات الأميركية بأنها وراء التلوث

TT

تراجعت التكهنات بعقد دورة برلمانية طارئة لمناقشة كارثة نفوق الاسماك في الكويت وباءت المحاولات النيابية بجمع تواقيع 32 عضوا في مجلس الامة بالفشل، إذ لم يتمكن المنادون بالدورة من جمع اكثر من 15 توقيعا وهو رقم لا يشجع دستوريا بحتمية الانعقاد، فيما حذر رئيس المجلس البلدي الكويتي المهندس أحمد العدساني في تصريح للصحافيين من ان أي تأثير على البيئة البحرية من دول الجوار سينعكس سلبا على الحياة البحرية. وقال ان تجفيف الاهوار «الذي يقوم به النظام العراقي بين الحين والآخر هو محل اهتمام من الجهات المختصة لتأثيرها البالغ على الحياة البحرية». وتمنى العدساني عدم اقحام البيئة البحرية في القضايا السياسية، باعتبار ان الحياة البحرية تنصب في صالح الجميع ولها أبعاد انسانية. واعلن عن التوجه لازالة بعض المنشآت من الشواطئ لتأثيرها الواضح على البيئة البحرية ونقلها الى أماكن أخرى بعيدة. في غضون ذلك، حملت الصحف العراقية امس القوات الاميركية مسؤولية ظاهرة نفوق الاسماك في الكويت، معتبرة ان «تلوثا اشعاعيا» نجم عن استخدامها اليورانيوم الناضب في حرب الخليج (1991) والنفايات التي تخلفها في مياه الخليج.

واتهمت صحيفة «الجمهورية» الادارة الاميركية بـ«تخزين وتكديس اسلحة اليورانيوم في الخليج».

اما صحيفة «بابل» فقد رأت ان «حاملات الطائرات الاميركية التي توجد في الخليج حاملات نووية التوليد وتترك مخلفات ضارة ليس فقط بالاحياء البحرية وانما بالانسان ايضا».

من جانبه أكد رئيس المنظمة الاقليمية لحماية البيئة الدكتور عبد الرحمن العوضي (وزير صحة سابق) أن الجهد يتمحور على عملية انقاذ جون الكويت والحد من التأثيرات السلبية للدمار الذي حل به.

وقررت شركة الاسماك الكويتية المتحدة امس وقف بيع الاسماك الطازجة المحلية والمستوردة «على ضوء التعليمات الصادرة من الجهات المعنية القاضية بمنع بيع الاسماك الطازجة المحلية والمستوردة من الخارج حتى اشعار آخر».

من جانبه، قال مدير عام الهيئة العامة للبيئة الدكتور الصرعاوي ان هناك حاجة ماسة لاجراء دراسات متأنية ومتكاملة لظاهرة نفوق الاسماك حتى لا تتكرر مستقبلا او الحد منها في المستقبل. وطالب باعادة النظر في كل ما يتعلق بنظام الصرف الصحي حول جون الكويت، وقال ان هناك ضرورة لتكاتف الجهود من اجل منع تسرب نقطة واحدة من الصرف الصحي الى مياه البحر. وكان الصرعاوي اعلن اول من امس ان سبب ظاهرة نفوق الاسماك في جون الكويت بكتيريا تدعى علميا الستريبتوكوكس. وقال الصرعاوي ان «جميع التقارير تفيد بأن تكاثر بكتيريا الستريبتوكوكس التي وجدت على جميع العينات النافقة هي السبب في ظاهرة نفوق الاسماك». وقالت الدكتورة جان لاند سبيرج الباحثة بمركز فلوريدا لحماية الاسماك والحياة البحرية ان نفوق الاسماك الذي شهدته الكويت لا يعتبر ظاهرة فريدة. واشارت الى ان هناك اسبابا كثيرة تؤدي الى هذه الظاهرة. واضافت ان «من المهم الآن التركيز على عدم تكرار هذه الظاهرة ومنع حدوثها مستقبلا». وذكرت ان «علينا الاخذ في الاعتبار التقليل من الانشطة التي تزيد من الضغط على البيئة البحرية في الكويت». بينما اوضحت البروفيسورة باتريسا جلبرت من مركز العلوم البيئية بجامعة ميريلاند انه بعد مقارنة جون الكويت باماكن اخرى «وجدنا ان جون الكويت يتعرض لمؤثرات بيئية اكثر من غيره».

واكدت ان مياه الشرب في الكويت سليمة واثبتت خلوها من أي مخاطر على المستهلك. من جانبه قلل المستشار بلجنة البيئة في مجلس الامة ورئيس قسم صحة البيئة بكلية العلوم الصحية الدكتور فيصل الشريفي من التقرير الذي صدر حول ظاهرة نفوق الاسماك. واعتبر التقرير ناقصا نتيجة لعدم تضمنه الاسباب الاخرى التي ادت الى هذه الظاهرة. وقال الشريفي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية ان اخفاء أي معلومة حول هذه الظاهرة ليس من مصلحة احد لان جون الكويت هو ملك لجميع الكويتيين. واشار الى ان التقرير الصادر لم يكن مكتمل الاضلع من الناحية العلمية لهذه الظاهرة. واشار الى انه اي كان سبب هذه الكارثة الا انه يجب ان يصرح عنها بشكل واضح، حتى يتم اتخاذ الاجراءات الاحترازية لعدم الوقوع فيها مرة اخرى، مؤكدا ان جون الكويت تعرض الى ملوثات عديدة كيميائية فيزيائية بيولوجية. وذكر الشريفي «يجب علينا ان لا نبعد اللوم عن اي جهة مسببة كانت وراء تلك الظاهرة»، داعيا الى «التعامل معها بخطوات عملية سريعة ومدروسة للحد منها»، مشيرا الى ان ما تم جمعه من الاسماك النافقة حتى الآن بلغ 2066 طنا.