طالبان: المبشرون الغربيون الثمانية سيشنقون إذا أدانتهم المحكمة

TT

اعلن رئيس المحكمة العليا في افغانستان مولوي نور محمد شكيب امس، ان الغربيين الثمانية العاملين في منظمة مسيحية المانية غير حكومية، الذين تجري محاكمتهم حاليا في افغانستان بتهمة التبشير بالمسيحية قد يشنقون في حالة ادانتهم. وكان الدبلوماسيون الممثلون للبلدان التي ينتمي اليها المتهمون قد اشتكوا من عدم ابلاغم عن بدء محاكمة رعاياهم. والغربيون الثمانية المحتجزون هم اربعة المان واميركيان واستراليان، وتم توقيفهم بين الثالث والخامس من الشهر الماضي ويعتقلون منذ ذلك الحين في كابل مع 16 من زملائهم الافغان العاملين في منظمة «شلتر ناو انترناشيونال»، وهي منظمة غير حكومية متخصصة باعادة بناء المساكن المدمرة بفعل الحرب.

ولم تنشر طالبان اي معلومات عن مصير 16 افغانيا يواجهون عقوبة الاعدام، ولا عن موعد محاكمتهم. وعندما سئل عن الاجانب الثمانية، قال القاضي شكيب: «انهم سيعاقبون وفق الشريعة الاسلامية، أكان بالسجن او بالشنق. فاذا كانوا قد انتهكوا القانون الى درجة تفرض شنقهم، فسيشنقون».

وجرت المرحلة الاولى من المحاكمة التي بدأت رسميا صباح الثلاثاء الماضي بشكل مغلق، رغم تعهدات وزير الخارجية الافغاني بان تكون المحاكمة مفتوحة امام الدبلوماسيين والصحافيين. وافادت مصادر رسمية ان القاضي شكيب وبعض فقهاء طالبان عقدوا اجتماعا جديدا في كابل امس.

وحضر الدبلوماسيون الالماني والاميركي والاسترالي الى المحكمة العليا امس على امل استقبالهم من قبل القاضي شكيب، لكن طلبهم قوبل بالرفض وابلغوا بانه سيطلب منهم الحضور عندما تدعو الضرورة.

واشتكى اليستر ادامز قنصل استراليا المعتمد في باكستان، والموجود منذ ايام عدة في كابل، من ابعاده عن المحاكمة وتساءل عما يجري فيها. وقال: «نريد ان نعرف ما يجري». وأضاف انه وزميليه لم يتلقوا «أي شرح للعملية القضائية أو ما يحدث في هذه القضية.. لم نتلق أي كلمة رسمية على الاطلاق ...علمنا من التقارير الصحافية أن القضية بدأت لكن لم يتم ابلاغنا بشيء رسمي حتى هذه اللحظة».

وكان القاضي شكيب الذي درس القانون على ما يبدو في احدى المدارس الدينية في باكستان، قد اكد ان المحكمة لم تقر بعد ما اذا كان بامكان مراقبين مستقلين حضور المحاكمة. لكنه اعلن انه سيتم الاستماع الى اقوال المتهمين كما سيحق لهم الاستعانة بمحامين، وان لم يكن ذلك امرا رائجا في افغانستان.

واضاف: «ليس لدينا اعتراضات بان يستعينوا بمحامين، مسلمين او اجانب. اذ نقوم بدراسة ملفات المتهمين ونتحقق من القوانين الاسلامية. وعندما نرى ضرورة فاننا سنطلب حضورهم (المتهمين) الى المحكمة».

وألقي القبض منذ أكثر من أربعة أسابيع على 24 من العاملين بوكالة «شلتر ناو انترناشونال» بتهمة محاولة تحويل أفغان من الاسلام للمسيحية وهي تهمة يمكن أن تصل عقوبتها للاعدام. وفي القاهرة اقترحت عائلة الشيخ عمر عبد الرحمن المرشد الروحي للجماعة الاسلامية في مصر، القيام بوساطة بين طالبان وواشنطن من اجل اطلاق سراح العاملين في المنظمات الانسانية المحتجزين في افغانستان. واعلن عبد الله عبد الرحمن نجل الشيخ عمر عبد الرحمن ان والدته عائشة «وجهت رسالتين الى الرئيس الاميركي جورج بوش والمسؤولين في طالبان تناشدهم ان يوافقوا على تبادل الاسرى مع افغانستان مراعاة لصحة الشيخ» الذي حكم عليه بالمؤبد منذ عام 1996 في الولايات المتحدة بسبب اتهامه بالارهاب. واضاف ان والدته «ارسلت الرسالتين الى رامزي كلارك لينقلهما الى المسؤولين الاميركيين وطالبان». واشار عبد الله الذي يحضر اطروحته في جامعة الازهر ان والدته «تناشد طالبان الموافقة على المبادلة نظرا لانه رجل مسلم، والذي يفرج عن كربة مسلم يفرج الله عن كربة من كربه يوم القيامة».

واوضح: «ان المبادلة يجب ان تتم بعد محاكمة الثمانية، وحتى اذا حكم عليهم بالموت فبالامكان تعليق الحكم ومبادلة الاسرى، وهو موضوع قائم منذ قديم الازل ومن ايام النبي».

وأضاف أن الرسالة الموجهة إلى حركة طالبان تحوي نداء من أسرة الشيخ للحركة للعمل على اطلاقه باعتباره عالماً من علماء المسلمين، وسبق له الدعوة للجهاد وزيارة أفغانستان وساهم في حرب تحريرها من الاحتلال السوفياتي.

ودعت الرسالة الحركة إلى أخذ موضوع الافراج عن عبد الرحمن مأخذ الجد بسبب تدهور حالته الصحية. وقال عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «سننتظر حتى تنتهي المحاكمة فإذا صدرت أحكام بالسجن بحق الأميركيين المتهمين بالتبشير فسوف نوجه نداء جديداً لتبادل «الأسرى» بين هؤلاء الاميركيين والشيخ». واكد: «ان هذا التبادل من السنن الشرعية المؤكدة منذ زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحتى الآن ولا يمثل مخالفة للشرع».

اما الرسالة الثانية الموجهة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش فدعت الى الافراج عن عبد الرحمن بسبب كبر سنه وتدهور حالته الصحية والتفاوض مع طالبان في امكانية التبادل في حالة موافقة الحركة. وقال عبد الله: «ان الدعوة لتبادل الأسرى جاءت بمبادرة من أسرة الشيخ في القاهرة ومن منظور شرعي، فنحن نرى أن حركة طالبان حركة اسلامية تطبق الشريعة الاسلامية، لذلك فإننا نتوقع أن توافق على عملية المبادلة».

ونفى ان تكون المبادرة قد صدرت عن تنظيمات أو شخصيات أصولية ولم يشارك فيها شقيقاه المقيمان في أفغانستان، وقال «ما حدث بمبادرة شخصية منا وسوف يقوم كلارك بتسليم الرسائل ومتابعة الاتصالات». وأضاف أن «أسرته لم تجر أية اتصالات مع حركة طالبان حتى الآن لكننا نأمل في استجابتها لمطلبنا».

وفي واشنطن قال مسؤول اميركي لـ«الشرق الأوسط» ان الادارة الاميركية لا تجري اي بحث في هذا الموضوع.