ديل بونتي تتعقب كرادجيتش وملاديتش بين سراييفو وبلغراد

TT

واصلت كبيرة ممثلي هيئة الادعاء في محكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلا ديل بونتي محادثاتها امس مع المسؤولين البوسنيين قبل لقائها بقادة صرب البوسنة في مدينة بنيالوكا. والتقت بونتي امس باعضاء مجلس الرئاسة البوسني وهم بيريز بلكيتش (بوشناقي مسلم) وجيفكو راجيجيتش (صربي ارثوذكسي) وجوزو كريجانوفيتش (كرواتي كاثوليكي)، كما التقت بمجلس الوزراء الذي يضم وزراء من الطوائف البوسنية الثلاث، وممثل المجتمع الدولي في البوسنة فولفجانج بيتريتش الذي يتمتع بصلاحيات واسعة في البوسنة، تخوله عزل اي مسؤول بوسني بما في ذلك اعضاء مجلس الرئاسة والوزراء.

كما التقت بونتي برئيس بعثة الامم المتحدة في البوسنة جاك كلاين، وقائد القوات الدولية في البوسنة مايكل جونسون الذي سيغادر منصبه قريبا وسيخلفه الجنرال جون ب. سيلفيستر بدءا من يوم غد الجمعة.

كذلك التقت امس برئيس وزراء صرب البوسنة ميركو شاروفيتش وعدد من المسؤولين الصرب. وحثت بونتي في كل من سراييفو وبنيالوكا على الاسراع بتسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب، ولم تكشف عن اسماء المتهمين، الا انها قالت ان عددهم يفوق 120 متهما اغلبهم من الصرب، ومن بين الاسماء المرشحة من القائمة البوشناقية رئيس بلدية مدينة بوجوينو السابق احمد مليفو، وقائد القوات البوسنية الاسبق ووزير المهجرين الحالي صافت خليلوفيتش وهو من السنجق. وقالت مصادر في الخارجية البوسنية لـ«الشرق الأوسط» ان عدد البوشناق المسلمين المطلوبين حوالي عشرة متهمين.

من جهته اكد قائد القوات الدولية في البوسنة والهرسك الجنرال مايكل جونسون مجددا انه يعلم مكان كل من رادوفان كرادجيتش زعيم صرب البوسنة الاسبق والجنرال راتكو ملاديتش القائد السابق للميليشيات الصربية في البوسنة. وقال انه لا يستطيع ان يشير الى مكان معين حيث لا يعيشان في البوسنة، ولكنهما يأتيان اليها بسرعة ويغادرانها على عجل. واضاف «كرادجيتش وملاديتش لا يعيشان في البوسنة، ولذلك لا يمكن القبض عليهما بسهولة، بينما القوات الدولية غير مسموح لها بالوجود حاليا الا في البوسنة». وقال «مهما تكن الظروف فان كرادجيتش وملاديتش سيعتقلان سواء عن طريق القوات الدولية او الشرطة الفيدرالية او الصربية او شرطة الجبل الاسود». وكشف جونسون لكارلا ديل بونتي عن وجود تعاون من داخل الحكومة الصربية مع المتهمين بارتكاب جرائم حرب من الصرب، وفي مقدمتهم كرادجيتش وملاديتش، وتتمثل المساعدة في الجانب المالي واللوجستي، فهناك من يؤمن الطرق لكرادجيتش وملاديتش اثناء تنقلهما. واكد جونسون في لقائه ببونتي ان الحكومة الصربية المحلية في بنيالوكا لا تراقب تحركات كرادجيتش وملاديتش ولا تريد اعتقالهما. وختم جونسون حديثه مع بونتي بالدعوة لتكوين «وزارة دفاع على مستوى الدولة البوسنية وتكوين جيش بوسني موحد حيث توجد الان وزارتان للدفاع احداهما في سراييفو والاخرى في بنيالوكا، وهو وضع غير طبيعي في دولة ذات سيادة وعضو في الامم المتحدة ومرشحة للدخول للمجلس الاوروبي.

وفي بلغراد نفى رئيس وزراء صربيا زوران جنجيتش تصريحات ديل بونتي التي قالت فيها ان السلطات اليوغوسلافية وافقت على تسليم الجنرال ملاديتش قائد قوات صرب البوسنة خلال فترة الحرب البوسنية، والموجود الان في يوغوسلافيا. واضاف: «جرى حديث مع ديل بونتي حول الجنرال ملاديتش، لكن الجانب اليوغوسلافي اكد للمدعية العامة ان ملاديتش لا يحمل الجنسية اليوغوسلافية، ولا يقيم على ارض يوغوسلافيا، وان هذه المشكلة ليست من اختصاص اي من الحكومة الاتحادية او الصربية وان الاشاعات الاعلامية بوجود ملاديتش داخل يوغوسلافيا ليس لها اساس من الصحة».

كما اكد هذا النفي وزير العدل الصربي فلادن باتيتش الذي اجرى محادثات مع بونتي حول الموضوع ذاته. وكانت الصحف الصربية قد اعلنت قبل وصولها الى بلغراد ان الجنرال ملاديتش يقيم في بلغراد في 80 شارع كنيز ميهايلوفيتش وان السلطات الصربية واليوغوسلافية تعرف ذلك.