الرسميون في الجزائر يقللون من أهمية فرار قيادي في «الإنقاذ» إلى الخارج

TT

رفضت مصادر رسمية، امس، في الجزائر التعليق على خبر فرار احد قادة «الجبهة الاسلامية للانقاذ» المحظورة من البلاد، في حين قال مقرب من الحزب المحظور ان ذلك «أقل ما يمكن ان يفعله انسان لا يزال يعتقد ان حياته في خطر».

من جهتها، حاولت مصادر رسمية، اتصلت بها «الشرق الأوسط»، التقليل من أهمية مغادرة عبد القادر عمر الجزائر نحو وجهة لا تزال مجهولة. واضافت ان «هذا الشخص ليس وحده الذي لجأ الى بلد اجنبي ولا ننتظر ان يفعل هناك اكثر مما فعله غيره». ورفضت هذه المصادر تقديم «أي تعليق آخر» حول هذا الخبر الذي اعلنت عنه هيئة «التنسيق للجبهة الاسلامية للانقاذ» في الخارج. واعتبر مؤسس في الحزب الاصولي المحظور وأحد رفقاء عبد القادر عمر ان ما قام به هذا الاخير «له دلالة واحدة، وهي ان الجزائر، عكس ما يحاول الرسميون ايهام الناس به، فالبلد لا يزال يخشى ابناؤه البقاء فيه خوفا على حياتهم». واضاف نفس المصدر ان «الشيخ عبد القادر عمر كان فعلا يفكر في مغادرة البلد، ليس خوفا على حياته فحسب، بل هروب من محيط اغلق عليه كل الابواب، فصار مع الكثير من اخوانه بمثابة الذي خرج من سجن صغير الى سجن اكبر منه». وفضل العضو القيادي السابق إبقاء وجهة رفيقه سرا، الى ان يعلن عنه المعني بالامر نفسه. ويعد عبد القادر عمر ثاني شخصية قيادية في الحزب المحظور التي تغادر الجزائر في ظروف مجهولة بعد رابح كبير الذي فر بواسطة جواز سفر مزور واستقر في المانيا طيلة العشرية الماضية. وكان آخر ظهور علني لعبد القادر عمر، قبل اكثر من عام، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حركة «الوفاء والعدل» التي يرأسها وزير الخارجية الاسبق الدكتور احمد طالب الابراهيمي. وكان قد أكد خلال تصريحات للصحافيين، بالمناسبة، ان الجهات الرسمية هي التي تقف وراء اغتيال صديقه عبد القادر حشاني.