كشف أمس مصدر أردني مطلع النقاب عن ان ابن عم الرئيس العراقي صدام حسين الذي اعلن الاثنين الماضي انه يسعى الى طلب اللجوء السياسي في دولة عربية غادر عمان الى العراق.
وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن علاء المجيد غادر الفندق الذي كان يقيم فيه في العاصمة الأردنية برفقة أربعة أشخاص لم يكشف المصدر عن هويتهم، إلا أن موظفي الفندق أبلغوا «الشرق الأوسط» أن لهجة الأشخاص الأربعة عراقية.
وأشار المصدر إلى أن المجيد وافق على العودة إلى العراق عقب لقائه السفير العراقي في عمان صباح ياسين. وقال مصدر دبلوماسي عربي في عمان ان مدير المخابرات العراقية طاهر خليل حبوش اتصل بعلاء عبد القادر سليمان المجيد (46 سنة) هاتفيا و«تحادث معه مطولا وقدم له ضمانات»، مؤكدا له ان «حياته ليست في خطر»، وقالت مصادر المعارضة العراقية ان المجيد عمل منذ 1990 في جهاز المخابرات ووقف خلف عدد من عمليات النظام الوحشية ضد المعارضة.
واوضح المصدر الدبلوماسي العربي ان «اتصال مدير المخابرات العراقية اثر على قرار المجيد بالعودة الى العراق»، مؤكدا ان الخلاف كان «ماليا وليس سياسيا».
وكان ابن عم صدام حسين قد اعلن في عمان أنه كان يعمل مساعدا لصدام طوال الفترة من 1970 إلى 1990، وانه يرغب في الحصول على اللجوء السياسي في دولة عربية بسبب خلافات مع النظام العراقي. وقال المجيد «ابحث عن بلد عربي يؤمن لي اللجوء السياسي» وذلك اثر «خلافات» بينه وبين النظام العراقي لم يرد ان يوضحها.
وكان السفير العراقي في الاردن صباح ياسين قد اتصل بالمجيد وطلب لقاءه. وأبدى المجيد آنذاك استعداده للقاء السفير ثم عاد وغيّر رأيه ورفض لقاء الدبلوماسي.
وحاول السفير العراقي مرتين لقاء المجيد يوم الاثنين الماضي، من دون ان يتمكن من ذلك. لكنه اعلن الثلاثاء للصحافة انه التقاه وقام بتسوية المشكلة.
من جهته قال مصدر عراقي في المنفى انه «بحكم كون عائلته بقيت في العراق، تعرض (المجيد) لضغوط دفعته الى العودة». واضاف المصدر ذاته ان والد المجيد، عبد القادر «كان يقوم باعمال تجارية مع المغرب منذ سنوات»، وقال ان «نجله تابع ذلك وتمكن من جمع ثروة كبيرة».
ونقل عن مصدر حكومي اردني قوله ان علاء عبد القادر سليمان المجيد غادر الاردن بعدما اعتبرته السلطات المعنية شخصا غير مرغوب فيه.
وعلاء المجيد هو ايضا ابن عم حسين كامل حسن المجيد صهر الرئيس العراقي الذي فر الى الاردن في أغسطس (آب) 1995 مع شقيقيه احدهما هو صهر الرئيس العراقي ايضا برفقة ابنتي صدام رغد ورنا.
وقتل حسين كامل وشقيقاه لدى عودتهما طوعا الى العراق في فبراير (شباط) 1996 على ايدي «افراد من عشيرتهم» حسب رواية السلطات العراقية.