نجاة أحد ناشطي «فتح» من محاولة اغتيال إسرائيلية بالصواريخ ومقتل اثنين في الهجوم

رائد الكرمي وزملاؤه استدرجوا إلى موقع الهجوم بافتعال اشتباك في قرية قريبة من المدينة

TT

مرة اخرى تلجأ اسرائيل الى طائراتها المروحية في محاولة لتصفية كوادر ونشطاء في الانتفاضة الفلسطينية تتهمهم بقتل اسرائيليين. فقد نجا رائد محمد الكرمي احد كوادر كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لتنظيم فتح في الضفة الغربية، من محاولة اغتيال اسرائيلية ظهر امس في مدينة طولكرم، بعد ان اصاب الصاروخ الاول الذي اطلقته مروحية اسرائيلية مقدمة الجيب الذي كان الكرمي يستقلها.

وتمكن الكرمي الذي يطلق عليه اسم «صائد المستوطنين» وزميله حازم حطاب الذي كان يقود السيارة، وهي جيب من طراز نيسان اليابانية الصنع، تسلمها اول من امس فقط، من الهرب وخرجا من محاولة الاغتيال باصابات غير بليغة. اما الراكبان الاخران وهما عمر محمود صبيح من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (21 سنة) ومصطفى عنبس من فتح (19 سنة)، اللذان كانا يجلسان في المقعد الخلفي للجيب، فلم يتمكنا من الهرب فقتلا على الفور بعد ان اصاب الصاروخ الثاني الذي اطلقته المروحية، وهي من طراز اباتشي الاميركية الصنع، الجيب اصابة مباشرة.

وحملت السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية، مسؤولية التصعيد العسكري والاستمرار في اعمال القتل والاغتيال وعمليات القصف. وجاء هذا التصريح على لسان نبيل ابو ردينة المتحدث الاعلامي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي قال «اننا نحمل حكومة اسرائيل مسؤولية هذا العدوان والتصعيد العسكري والاستمرار في اعمال القتل والاغتيال التي تواصلها رغم الجهود الدولية المبذولة». ووصف نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي محاولة الاغتيال بأنها «جريمة قتل بدم بارد وتمثل امتدادا لجرائم سابقة يقوم بها ويأمر بها (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون شخصيا، وهي محاولة جديدة لافشال الوصول الى اي تسوية سياسة في هذه الفترة ولقاء الرئيس ياسر عرفات مع (وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون) بيريس». واضاف شعث «هذه محاولة لفرض الحل العسكري الذي لن يؤدي الا للمزيد من القتل والدمار ولا يستطيع شارون ان يوهن الانتفاضة بهذه الجرائم او يوهن عزيمة شعبنا في مقاومة العدوان».

واعترفت اسرائيل بمسؤوليتها عن الجريمة. واصدر الجيش الاسرائيلي بياناً اكد فيه انه «نفذ الهجوم في محاولة لقتل رائد محمد الكرمي (27 سنة) قائد خلية تابعة لتنظيم فتح في طولكرم».

وتحمل اسرائيل الكرمي المسؤولية عن مقتل ما لا يقل عن 6 اسرائيليين وجرح العشرات. وتزعم بانه كان يخطط لمزيد من الهجمات ضد اهداف اسرائيلية. وتقول المصادر العسكرية الاسرائيلية ان الكرمي يتلقى التمويل مباشرة من مروان البرغوثي امين سر اللجنة الحركية العليا لفتح في الضفة الغربية.

وتدعي هذه المصادر انه يشرف على تدريب الشباب الفلسطيني على اختطاف وقتل الاسرائيليين خاصة المستوطنين.

وورد اسم الكرمي في قائمة اسماء المطلوبين التي قدمتها اسرائيل للسلطة الفلسطينية. ومن بين العمليات التي تتهمه اسرائيل بالمشاركة فيها حسب المصادر الاسرائيلية:

ـ اختطاف يهوديين من مطعم في طولكرم في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي وقتلهما في منطقة قريبة.

ـ قتل 3 اسرائيليين في قرية باقة الشرقية شمال مدينة طولكرم في مايو (ايار) الماضي.

ـ قتل مستوطن من حوميش بين نابلس وطولكرم في 18 يونيو (حزيران) الماضي.

وقالت مصادر فلسطينية في طولكرم لـ«الشرق الأوسط» ان القوات الاسرائيلية استدرجت الكرمي وزملاءه الى موقع الهجوم بافتعال اشتباك واطلاق نار من موقع للجيش الاسرائيلي على قرية نور شمس شرق مدينة طولكرم حوالي الساعة الثانية عشرة والربع ظهرا حسب التوقيت المحلي.

وتعرف اسرائيل انه عند وقوع اشتباك يهب المسلحون الفلسطينيون للنجدة وبالفعل وقع الكرمي في الفخ. فتوجه الى موقع الاشتباك مع 3 من زملائه بجيب من طراز نيسان.

واضافت المصادر انه في اللحظة التي توقف فيها الجيب في نقطة ليست بعيدة عن خط التماس اطلقت طائرة مروحية اسرائيلية من طراز اباتشي اول صاروخ على الجيب فأصاب مقدمته وتمكن الكرمي الذي كان يجلس في المقعد الامامي وكذلك السائق حازم الحطاب من الهروب قبل ان تبادره المروحية الاسرائيلية بصاروخ ثان قتل على الفور الراكبين اللذين كانا يجلسان في المقعد الخلفي. ونجا الكرمي بجروح طفيفة وكذلك الحطاب. كما جرح عدد من المارة قرب مكان الجريمة.

يذكر ان الكرمي كان قد اعتقل مطلع فبراير (شباط) الماضي مع مسلمة ثابت وفلسطينيين آخرين على خلفية اختطاف الاسرائيليين من مطعم في طولكرم في 23 يناير الماضي انتقاما لاغتيال اسرائيل للدكتور ثابت ثابت امين سر حركة فتح في طولكرم.

وقال حسين الشيح، أمين سر مرجعية حركة «فتح» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: ركزت المخابرات الاسرائيلية اخيرا بعمليات اغتيالات عديدة ضد من يوصفون داخل الجناح العسكري لحركة «فتح» بـ«صائدي المستوطنين»، وكانت احدى عمليات الاغتيال الفاشلة قبل اسابيع لمهند ابو الحلاوة الذي تتهمه اسرائيل بقتل ثمانية مستوطنين من بينهم نجل مائير كاهانا مؤسس حركة «كاخ» اليهودية المتطرفة، ونجا ابو الحلاوة بأعجوبة من تلك العملية الفاشلة، كما نجا اليوم (امس) الكرمي وهو احد صائدي المستوطنين في طولكرم».

وقال حسين الشيخ «ان اسم رائد الكرمي ضمن قائمة من سبعة اسماء طلبت اسرائيل من السلطة الفلسطينية اعتقالهم اخيرا، والمحاولة التي تعرض لها الكرمي تبين ان اسرائيل بدأت بتصفية الأشخاص الواردة اسماؤهم في القائمة».