رائد الكرمي لـ«الشرق الأوسط»: رأيت الصاروخ وهو يضرب مقدمة الجيب فقفزت وزميلي قبل أن يصيبها الصاروخ الثاني

أنا متزوج ولدي طفلة عمرها شهران واسمها فلسطين

TT

خرج رائد الكرمي (27 سنة) احد قادة «كتائب شهداء الاقصى» التابعة لحركة «فتح» في الضفة الغربية المعروف بلقب «صائد المستوطنين» اكثر تصميما على القتال بعد محاولة اسرائيل قصف سيارة كان يستقلها مع 3 من زملائه قرب مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

واسم رائد الكرمي حسب قوله يتصدر قائمة المطلوبين السبعة التي تقدمت بها الحكومة الاسرائيلية للسلطة الفلسطينية من اجل اعتقالهم. فهو متهم بقتل عدد من الاسرائيليين في منطقة طولكرم وجرح عدد آخر.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» من سريره في مستشفى طولكرم حيث خضع لعملية جراحية في عينه لاستئصال شظية من احد الصواريخ الثلاثة التي اطلقتها المروحيات الاسرائيلية عليه «ان هذه المحاولة لم تزدني الا عزما واصرارا وتصميما على مواصلة النضال. وسنمضي في قتل المستوطنين والجنود حتى يخرجوا من بلادنا».

ووصف رائد الكرمي، الأب لطفلة عمرها شهران فقط واسمها فلسطين، قصة محاولة الاغتيال منذ اللحظة التي بلغه فيها، بأن دبابات اسرائيلية تقتحم مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم وتوجهها الى المخيم للاشتباك مع العدو، وحتى مشاهدته الصاروخ الاول وهو يضرب مقدمة الجيب الذي كان يقله وزملاءه.

وردا على سؤال عن الاسباب التي دفعته الى التوجه للمنطقة وهو يعرف انه مطارد ومطلوب لسلطات الاحتلال، قال الكرمي «كنت جالسا مع 4 من الاصدقاء والزملاء قرب منزل احدهم عندما تلقيت اتصالا هاتفيا يبلغني بأن الدبابات الاسرائيلية تقتحم مخيم نور شمس. ركبنا سيارة الجيب انا والاخوان الثلاثة حازم الحطاب (فتح) ومصطفى عنبس (فتح) وعمر محمود صبيح (من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) وتوجهنا فورا الى مخيم نور شمس. ولدى وصولنا الى مفترق قرية اكتابا الى الشمال من المخيم، نبهني صديقي حازم الذي كان يقود السيارة الى صوت غريب. فتحت باب الجيب للتأكد، واذ بالصاروخ قادم نحونا ويضرب مقدمة السيارة، فقفزت انا وحازم بسرعة البرق من السيارة واختبأنا في محل لقطع السيارات، فألحقت المروحية الصاروخ الاول بصاروخ ثان اصاب السيارة بشكل مباشر ولم يمهل الشهيدين عمر ومصطفى حتى يهربا فاستشهدا على الفور. وأطلقت المروحية صاروخا ثالثا نحوي بعد ان كنت قد هربت الى محل قطع غيار السيارات فأصبت بجروح بسيطة... شظية في العين وحرق بسيط في اليد، وكذلك الوضع بالنسبة لحازم. وأصيب في الاعتداء ايضا بعض اصحاب المحلات المحيطة. هذا كل ما حصل».

* في اي ساعة وقعت محاولة الاغتيال؟

ـ بحدود الساعة الثانية عشرة والربع من ظهر امس.

* هل في اعتقادك أن هناك عملاء متورطين في هذه المحاولة؟

ـ اكيد كان هناك عملاء على الارض يقدمون المعلومات عن تحركاتنا.

* هل شاهدت الصاروخ وهو ينطلق مسرعا نحوكم؟

ـ كما قلت سمعنا صوتا ففتحت باب الجيب فاذا بالصاروخ يضرب مقدمة السيارة؟

* كيف كان احساسك وانت ترى الصاروخ مقبلا نحوك؟

ـ ايماني بالله قوي جدا. ونحن والحمد لله لا نخاف من شيء اسمه الموت. بالعكس نحو نتوجه صوب الموت فهذه شهادة في سبيل الله. والشهادة احسن من هذا العيش الذي نعيشه. فاما ان يعطونا ما نريد ويخرجوا من اراضينا او اننا سنواصل نضالنا وقتل جنودهم ومستوطنيهم انتقاما لعمر ومصطفى اللذين استشهدا.

* هل قفزت من السيارة قبل ان يصيبها الصاروخ ام بعد اصابته؟

ـ قفزت من السيارة بعد ثوان من اصابة مقدمتها بالصاروخ الاول. وكنت قد غادرتها عندما اصابها الصاروخ الثاني. لكن لم يستطع الشهيدان عمر ومصطفى. واطلقت المروحية الصاروخ الثالث وانا احاول الاختباء. فأصبت عندها بشظية في العين وحرق بسيط في اليد. وكانت اصابة حازم طفيفة ايضا فقد كانت عبارة عن حرق في الرجل وشظايا في الذراع.

* لماذا لم يتمكن الشابان الآخران من الهرب؟

ـ الصاروخ الثاني عاجلهما ولم يمهلهما لانهما لم يكونا متنبهين للهجوم مثلنا، فكانا جالسين في المقعد الخلفي.

* كيف تشعر الآن وقد كتب لك حياة جديدة؟

ـ الحمد لله. لكننا كما قلت لا نهاب الموت. ونحن نقول للعالم اننا نطالب بحقنا وسنأخذ هذا الحق.. بالقوة او بغير القوة سنحصل على حقنا، وسواء بقتل الجنود والمستوطنين او بأساليب اخرى فسنحصل على هذا الحق. وسننتقم لاستشهاد عمر ومصطفى بخطف جنود وقتلهم في اقرب وقت.

* الاسرائيلون يحملونك مسؤولية قتل 6 منهم؟

ـ فليقولوا ما يريدون، فسواء قتلت 6 او مائة فسأواصل القتل حتى يخرجوا من ارضنا. سنتحداهم ونعبر الخط الاخضر ونخطف الجنود وسنواصل المقاومة والانتفاضة.

* يعني محاول الاغتيال لم تردعك عن المقاومة؟

ـ بل بالعكس زادتني اصراراً وعزماً وتصميماً على قتل الاسرائيليين. وردنا الانتقامي لاستشهاد عمر ومصطفى سيكون في أسرع وقت.

* هل انت متزوج يا رائد؟

ـ نعم انا متزوج ولدي طفلة عمرها شهران واسمها فلسطين.

وانتهى الحديث لحاجة رائد للراحة.