صحافي بريطاني يستقيل من صحيفة «التايمز» احتجاجاً على تأثرها باللوبي الإسرائيلي

TT

تحدث الصحافي البريطاني سام كيلي عن رقابة قال ان صحيفة «تايمز» البريطانية الرصينة تمارسها على الاخبار التي تُضر بسمعة إسرائيل حتى ولو كانت على درجة كبيرة من الواقعية. ورد الصحافي المعروف الذي عمل مراسلاً لـ«التايمز» في إسرائيل والاراضي الفلسطينية، هذا الموقف الى العلاقة الوثيقة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون وروبرت ميردوخ، رجل الاعمال الاسترالي صاحب «تايمز».

وسرد الصحافي في مقال نشره اول من أمس في صحيفة «"إيفنينغ ستاندارد» اللندنية التي انتقل اليها إثر خلافه مع «تايمز»، تفاصيل علاقة العمل المضطربة التي عاشها مع فريق التحرير المسؤول عن الاخبار الخارجية في «التايمز». وأشار الى ما وصفه بموجة «الرعب الهستيري» التي اجتاحت محرر الشؤون الخارجية كلما وردت رسالة احتجاج على هذه الكلمة أو تلك من أحد أعضاء اللوبي الاسرائيلي في بريطانيا، بسبب علم المحرر بمدى متانة الصلة بين ميردوخ وشارون. وأضاف إن ذلك دفع محرر الشؤون الخارجية الى فرض نوع من الفيتو على تقارير كيلي. ولهذا قرر المحرر المسؤول عدم نشر قصة سبق صحافي حققه كيلي حين استطاع الوصول الى عناصر الوحدة الاسرائيلية التي قتلت الطفل محمد الدرة وإجراء مقابلات معهم، ما لم يوافق المراسل على «عدم ذكر الطفل القتيل». ودأب المحرر أيضاً على استبدال كلمات من قبيل «الاغتيالات» او «القتل غير القانوني والاعدام» بعبارة «القتل» وحدها أو «القتل المستهدف» التي أصرت إسرائيل دائماً على استعمالها في محاولة لتمويه فظاعة ممارساتها، على حد قول كيلي.

والادهى ان كيلي لم يعد قادراً حتى على إطلاق صفة «الحكومة المتشددة» على وزارة شارون، مع أن الاخير قد يرفع قضية ضده لو اعتبره معتدلاً أو «رقيقاً»، حسبما قال الصحافي بشكل ساخر.

وبينما ركز كيلي على الدهاء الاسرائيلي لجهة التلاعب باللغة بهدف تلطيف ممارساتهم العنيفة ضد الفلسطينيين، فقد اتهم الفلسطينيين بالعمل أيضاً على استعمال «حيل» مشابهة لبلوغ هدفهم السياسي. وأخذ على الجانب الفلسطيني اعتبار «كل قتيل فلسطيني شهيداً». وأبدى ارتياحه لانسحاب الولايات المتحدة من مؤتمر ديربان لمكافحة العنصرية لأن «أعداء إسرائيل» اصروا على تجريد كلمات «الابادة» و«العنصرية» و«العزل العرقي» من معانيها الحقيقية واتهام إسرائيل بها كلها، على حد قوله.

ومن جهته، نفى رئيس تحرير «التايمز» بيتر ستوتارد أي تأثير لميردوخ على السياسة التحريرية للصحيفة. وقال في تصريح نشرته صحيفة «الغارديان» امس إن ميردوخ «لم يلعب أي دور على الاطلاق في القصص التي تنشرها «التايمز» حول الشرق الاوسط أو أي موضوع آخر».