نصر الله: طبول الحرب تقرع ولا ترهبنا أو تخيفنا و إذا كانت تحسم مصير المنطقة فلتكن ونحن واثقون من نتائجها

افتتاح اجتماع بيروت التحضيري لإحياء الذكرى الأولى لانطلاقة الانتفاضة

TT

قال الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله «ان طبول الحرب التي تقرع على الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني لا ترهبنا ولا تخيفنا» مؤكداً «ان الصهاينة يملكون ادوات الحرب لكنهم لا يملكون ارادة الحرب خشية عواقبها وان كان لا بد من الحرب لحسم مصير المنطقة فلتكن ونحن واثقون من نتائجها».

ورأى نصر الله «ان بعض الانظمة في امتنا العربية تسخر اجهزتها الامنية لمنع اي محاولة لايصال الدعم والاسلحة الى الشعب الفلسطيني وتلعب دور الحارس الامين لاسرائيل وتزج مناضلين ومجاهدين في سجونها» معتبراً «ان لا فرق بين السجون العربية والسجون الاسرائيلية».

موقف نصر الله جاء في كلمة القاها في افتتاح اجتماع بيروت التحضيري لاحياء الذكرى السنوية الاولى لانطلاقة انتفاضة الاقصى الذي انعقد امس في بيروت بحضور ممثلين عن رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي ومجلس الوزراء، ومشاركة 80 شخصية من رؤساء وقادة الهيئات والمؤتمرات والاتحادات العاملة على المستويات العربية والاسلامية. وركز نصر الله على اهمية صمود الانتفاضة الفلسطينية وما ينشره «من رعب وما تلحقه من هزيمة بالكيان الصهيوني».

وتطرق الى الواقع العربي حيال الانتفاضة فقال: «هناك خطان عند امتنا، الاول يسعى الى تدخل اميركي جدي وهو يعلم موقع الولايات المتحدة من اسرائيل، والثاني يراهن على الانتفاضة ويرى انها وحدها القادرة على صنع المصير ودحر الاحتلال».

واضاف: «للأسف الشديد ان اتباع الخط الاول يمنعون ويحولون دون السير في الخط الثاني، فالبعض عدا عن انه لا يفعل شيئاً للانتفاضة والشعب الفلسطيني يمنع حتى التظاهر او التجمع ويقمعها بالقوة ويعمل عن بعد حارساً لاسرائيل ويسخر اجهزته الامنية لمنع حتى محاولات بسيطة لايصال بعض الاسلحة الى الداخل الفلسطيني ويعلن ذلك ويفتخر انه في شهر واحد يمنع العشرات من محاولات التسلل عبر حدوده لمساعدة الفلسطينيين العزل بمواجهة الجيش الاسرائيلي المدجج بالسلاح الاميركي المتطور. بل يلعب دور الحارس الامين الذي لا يسمح ان تفوته شاردة او واردة قد تزعج خاطر الصهاينة. وفي هذا الاطار اريد ان اقول لكل الفصائل المناضلة التي بات لها مناضلون ومجاهدون في بعض السجون العربية تتهمهم بمحاولة تهريب السلاح لفلسطين، على هذه الفصائل ان تفخر بهؤلاء المناضلين والمجاهدين وان تعرف ان هؤلاء كإخوانهم القابعين في سجون الصهاينة ولا فرق بين هذه السجون العربية والسجون الاسرائيلية».

وقال: «مسؤوليتنا نحن اتباع الخط الثاني الذي يراهن على الانتفاضة ان ندرس دائماً وفي كل مرحلة ماذا نستطيع ان نفعل». واكد نصر الله «على الاستمرار في تحمل مسؤولياتنا المباشرة من كل الضغوط والارهاب والتهويل بالحرب على لبنان وسورية، وطبول الحرب التي تقرع على طول الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني لا ترهبنا ولا تخيفنا، ان زيارة شارون وبن اليعازر وموفاز وآخرين للحدود تعبّر بدقة من هو الخائف والمضطرب ومن هو المطمئن الواثق، ان احتمال قيام «حزب الله» بعمل ما ـ كما يقولون ـ كان كفيلا بأن يحقق الكثير من اهداف واغراض المقاومة حتى دون اطلاق رصاصة واحدة. هم لوحدهم اغلقوا المصانع في الاسابيع القليلة الماضية ومنعوا المزارعين من التوجه الى حقولهم في موسم الحصاد، وتعطلت الحياة في المستعمرات وحشدوا الجنود والصواريخ واثاروا موجة من الذعر في وسط المستوطنين والكثير من الضجيج السياسي حول ما يمكن ان يحصل على الحدود اللبنانية، وكل ذلك ولم يحصل شيء من جانبنا فكيف لو حصل، وهذا كله جرى ولم يعرفوا ماذا يدور في ذهن حزب الله وماذا يريد ان يفعل».

وتابع نصر الله قائلاً: «فهمنا ان الحرب هي مغامرة اسرائىلية والتهويل بالحرب لا يجب ان يوتر اعصابنا وتفكيرنا، وان الصهاينة يملكون كل ادوات الحرب ولكنهم لا يملكون ارادة الحرب خشية من عواقبها، وان كان لا بد من الحرب لحسم مصير هذه المنطقة فلتكن ونحن واثقون من نتائجها بإذن الله تعالى. هذه الانتفاضة يجب ان نعمل جميعا من اجل ان تستمر وهذه هي الاستراتيجية الحاكمة، يجب ان نفكر معا ماذا يجب ان نفعل لوقف هذا القتل المنظم لافراد الشعب الفلسطيني والمجازر التي تحصل بالتقسيط، كل يوم تقتل اسرائيل عددا من افراد الشعب الفلسطيني واذا جمعت عمليات القتل الافرادية تصبح مجازر، وصولاً الى الاغتيال المدبّر للقادة الميدانيين من كل الفصائل الجهادية، وآخرها اغتيال الشهيد الكبير الاخ ابو علي مصطفى».

وتوجه نصر الله بالسؤال الى ابناء الامة العربية قائلاً: «هل يجوز ان يمر كل هذا القتل وهذا الاغتيال دون عقاب؟» واستطرد قائلاً: «لا اتحدث عن الانتقام للذين قتلوا واستشهدوا فهؤلاء كانوا طلاب شهادة وشرفهم انهم حصلوا على هذا الوسام الالهي الرفيع، نحن نقيم للشهداء الاعراس وفي فلسطين يتقبلون التهاني والتبريكات بشهدائهم سواء كانوا ابطالا ام قادة كباراً، انما اتحدث عن العقاب بل عن سياسة ردع تمنع هؤلاء الصهاينة من الاغتيال وارتكاب المجازر وقتل القادة».

وختم نصر الله داعياً الى «ايجاد مناخ وارادة شعبية ورؤية وقرار وارادة وسياسة ردع يتبعها الفلسطينيون وكل العرب والمسلمين والى الايمان بحقيقة ثابتة جلية اسمها انتفاضة الشعب الفلسطيني والمقاومة اليومية بالاستشهاد».

بدوره اكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل في كلمة القاها في المؤتمر ضرورة تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للشعب الفلسطيني، ودعا الشعوب العربية الى ممارسة دعمها للانتفاضة بكافة الوسائل، وحض البرلمانات العربية على تفعيل دورها واتخاذ قوانين توفر الدعم للاجئين الفلسطينيين في البلدان المضيفة والدعوة لمؤتمر برلماني دولي لدعم الانتفاضة».

من جهته دعا وزير التربية والتعليم العالي في لبنان عبد الرحيم مراد خلال حفل تخريج طالبات في مدينة صيدا (جنوب لبنان) الى التنبه والحذر واليقظة، «لان الانتفاضة الفلسطينية قد تفرض على اسرائيل تصعيد عدوانها باتجاه لبنان وسورية». كذلك تحدث في حفل الافتتاح مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري الذي تناول في كلمته ما يعانيه الشعب الفلسطيني «من جراء ممارسات اسرائيل الوحشية التي لن تثنيه عن استمراره في المقاومة حتى ينال حقوقه كاملة».

ثم عقد المشاركون في المؤتمر اجتماعاً مغلقاً للبحث في ورقة العمل التي قدمها رئيس المنتدى القومي العربي في لبنان معن بشور من لجنة المبادرة التي تضم، الى الوزير اللبناني السابق ميشال اده وبشور مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي.