الحريري: سياسة إسرائيل تهدد أمن المنطقة كلها

TT

أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري «ان السياسة الاسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني تهدد الوضع الاقليمي بمخاطر كثيرة»، مشيرا الى ان هذه المخاطر لا تستهدف الشعب الفلسطيني وحده، بل تهدد الامن والاستقرار في المنطقة كلها.

وأشار الحريري في مداخلة له في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت برئاسته بعد ظهر امس الى «ان زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل الى بيروت ولقاءاته مع المسؤولين تندرج في اطار التحرك العربي، انطلاقا من الشعور بالخطر الذي تجسده الحكومة الاسرائيلية».

وقال «ان لبنان يؤيد هذا التحرك ويشارك اخوانه العرب نظرتهم تجاه اسرائيل وسياستها والخطر على الاستقرار ومسيرة السلام في المنطقة، فالحكومة الاسرائيلية تعمل لاجهاض اي تفكير سلمي واية محاولة لتهدئة الاوضاع، وهي مصرّة على الاستمرار في ضرب الشعب الفلسطيني واضطهاده وتسجل سابقة، كونها الدولة المحتلة الاولى التي تأخذ قرارا باغتيال قادة شعب تحتل ارضه، اضافة الى الحصار الاقتصادي الذي لم يعد يحتمل، ولم يعد احد قادرا على السكوت عنه، خصوصا ان الامم المتحدة التي بات مسؤولوها يقولون ان استمرار هذا الحصار سيؤدي الى تجويع الشعب الفلسطيني.

واضاف الحريري: «ان كل هذا يدل على تعنت الحكومة الاسرائيلية، وارتفاع نسبة منتقديها والمنبهين الى خطر سياستها، وقد تابعنا جميعا ما جرى في مؤتمر ديربان في جنوب افريقيا حول العنصرية والحملة التي تعرضت لها اسرائيل، ان هذه المخاطر لا تستهدف الشعب الفلسطيني وحده، بل تهدد الامن والاستقرار في المنطقة كلها. ونحن جميعا معنيون بمواجهتها، خصوصا في لبنان».

وجدد رئيس مجلس الوزراء اللبناني التأكيد على الثوابت الوطنية وتلازم المسارين بين لبنان وسورية وتعميق الثقة بين البلدين والتنسيق المستمر بينهما في الصراع العربي الاسرائيلي.

وشدد الحريري على «ان المسؤولية تقضي بعدم فتح اي ثغرة يمكن ان تدخل منها اسرائيل او ان تستفيد منها بشكل او بآخر، معتبرا ان الهم الاقتصادي يعني كل لبنان ويجب العمل معا لمواجهته وهذا يتطلب استقرارا سياسيا، وتابع «ينبغي ان نسقط كل خلافاتنا الداخلية ونوقف صراعاتنا لتثبيت الاستقرار وتعزيزه»، لذلك ندعو الى الابتعاد عن السجالات التي تؤدي الى اهتزاز الاستقرار السياسي، وهي بالتأكيد لا تصب في صالح اللبنانيين وتعزيز ثقتهم بوطنهم ووقف هجرة ابنائهم الى الخارج، ونحن متفقون على العمل بشكل جماعي مع فخامة الرئيس (اميل لحود) والمجلس النيابي، ونأمل ان يتعاون الجميع معنا لتثبيت الاستقرار في الداخل وتعزيز العلاقات مع اخواننا السوريين».

واشاد الحريري بأهمية انجاز مشروع الموازنة لعام 2002 الذي سيناقشه مجلس الوزراء في جلسته الخميس المقبل، مؤكدا ان الموازنة ستعمل على تخفيض العجز بشكل كبير من 51 في المائة الى حوالي الـ40 في المائة وسيكون لهذا المشروع صداه الايجابي.

وناقش مجلس الوزراء جدول اعماله واقر معظم بنوده. وردا على سؤال عما اذا كان مجلس الوزراء تطرق الى بيان مجلس المطارنة الموارنة، اعتبر وزير الاعلام غازي العريضي ان توقيت البيان خاطئ ولا يصب في مصلحة الهدوء التي تشهدها الساحة الداخلية حاليا، مؤكدا ان مجلس الوزراء لم يتطرق الى هذا البيان تفاديا للسجالات