مصادر لبنانية ترى في بيان مجلس المطارنة الموارنة «انقلاباً على الحوار التوحيدي ومواكبة لحملة ضد سورية»

TT

شكل بيان المطارنة الموارنة الصادر عن مقر البطريركية المارونية اللبنانية في الديمان اول من امس، صدمة على مستوى الساحة اللبنانية ككل، لما تضمنه ـ حسب مصادر لبنانية مطلعة ـ من «الفه الى يائه» من «هجوم على سورية واستهداف مباشر لها، من دون اي مسوغ او مبرر».

وفي هذا السياق، تحدثت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، وفي قراءة اولية «للبيان ـ النداء»، فقالت ان كل ما انجز ويعمل على انجازه سياسياً واقتصادياً وحوارياً لم يره «البيان ـ النداء» الذي تجاوز كل شيء ليدخل البلاد مجدداً في فرز سياسي ومواقف مضادة لا يعلم احد الى اي مدى ستصل.

واضافت المصادر ان توقيت «البيان ـ النداء» جاء، في عز اشتداد الحملة على سورية، وفي ظل تصاعد المأزق الاسرائيلي الداخلي، وكذلك في ظل مرحلة توحيد الجهود لمعالجة المأزق الاقتصادي اللبناني، وما سبق ذلك من اجواء استقرار سياسي ودفع للحوار مع سائر الاطراف بشكل جدي ومسؤول.

ولاحظت المصادر ان «البيان ـ النداء» تجاهل كل الايجابيات التي ساهمت باشاعة اجواء الانفراج على الساحة السياسية، وباعتراف المقربين من بكركي (مقر البطريركية المارونية)، والذين كانت لهم مواقف مختلفة عما جاء في «البيان ـ النداء».

وتوقفت المصادر عند تزامن «البيان ـ النداء» مع حملة الاعلام الفرنسي على الاجهزة الامنية اللبنانية تحت شعار الحريات، واضعة اكثر من علامة استفهام حول هذا الامر. واستهجنت ان يتحول الامر الى تسابق على رفع سقوف تصعيد المواقف لكسب الشارع المسيحي، خصوصاً ان «البيان ـ النداء» يجيء بعد الهجوم العنيف الذي شنه العماد ميشال عون (القائد السابق للجيش اللبناني ) على البطريرك نصر الله بطرس صفير ولقاء قرنة شهوان، وكأن «البيان ـ النداء» جاء ليضع سقفاً اعلى من السقف الذي وضعه الجنرال عون في هجومه الاخير، وليدفع الشارع المسيحي الى مزيد من التطرف.

وتساءلت المصادر اللبنانية المطلعة «ألم يتغير شيء منذ بيان المطارنة الاول الى (البيان ـ النداء) الثاني داخلياً واقليمياً؟» واستطردت تقول « على العكس لقد تغير الكثير، ان لجهة اعادة انتشار القوات السورية او لجهة الوضع السياسي الداخلي. وهذه الامور لم يأت البيان ـ النداء على ذكرها ولم يعترف بايجابياتها، فالمطلوب اذاً ليس المطالبة باعادة الانتشار، انما المطلوب شيء آخر».

وتضيف المصادر قولها: «تحدثوا في البيان الاول عن ازمة اقتصادية وان الحكم لا يعير هذا الامر الاهتمام، وتحدثوا عن الحوار، وكل هذه الامور يعمل رئيس الجمهورية اميل لحود على معالجتها والتصدي لها بمسؤولية، وتوحيد الجهود في سبيل معالجة الازمة الاقتصادية، كما باشر حواراً مفتوحاً مع الجميع، وبالتالي فإن «البيان ـ النداء» يكون، بشكل او بآخر، موجهاً ضد جهود الرئيس لحود».

ورأت المصادر ان المطلوب من وراء «البيان ـ النداء» تغطية حملة عالمية على سورية تحت عنوان اعادة الانتشار، وأن الذي يحصل هو مواكبة عملية للحملة السياسية والدولية على سورية، خصوصاً ان المنطقة تمر بمرحلة سيئة جداً، وموقف المطارنة الموارنة يساعد في هذا الاتجاه، وتساءلت «اذا كانت النوايا حوارية كما يقولون لماذا «القوطبة» على زيارة الوزير فؤاد بطرس اليوم (امس) الى سورية وما الذي يمكن بعد قوله للسوريين».

وختمت المصادر اللبنانية المطلعة بالقول: «ان «البيان ـ النداء» للمطارنة الموارنة سيعيد فرز الساحة السياسية، خصوصاً ان موقف بكركي بعد هذا البيان هو اضعف منه قبل صدوره الامر الذي احرج اصدقاء وحلفاء بكركي وخصوصاً من هم في الصف الآخر. واعتبرت المصادر هذا «النداء ـ البيان» بمثابة انقلاب على كل الجو التوحيدي والحواري في البلد.