ماهر يؤكد لقاء الباز وبيريس في قبرص وينوه بأهمية اجتماع الأسد مع عرفات

TT

أكد احمد ماهر وزير الخارجية المصري امس حدوث لقاء بين الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري وشيمعون بيريس وزير الخارجية الاسرائيلي في قبرص الاسبوع الماضي. ويعد هذا اول تأكيد مصري لخبر اللقاء الذي بثته اذاعة اسرائيل.

وقال ماهر في تصريحات للصحافيين ان لقاء الباز وبيريس يأتي في إطار استخدام قناة دبلوماسية خدمة للقضية الفلسطينية والعالم العربي وحتى نكون فاعلين في دفع عملية السلام، مؤكداً ان الاتصالات التي أجراها الدكتور الباز تعد جزءاً من الاتصالات المصرية مع مختلف الاطراف، وهي اتصالات تهدف الى استئناف المفاوضات على الأسس المعروفة وصولا الى تسوية نهائية لعملية السلام.

وفيما رحب ماهر بالدور الأوروبي في عملية السلام أكد على ضرورة وجود دور اميركي أكثر انصافاً وأكثر نشاطاً، قائلا اننا نعمل مع الجميع. ونفى ماهر ان تكون مصر تنفذ طلبات اميركية أو ان اجتماع الباز وبيريس تم بناء على رغبة واشنطن لقطع الطريق على الأوروبيين موضحاً ان بلاده تنفذ سياستها فقط.

ورداً على سؤال عما تردد عن وجود احتمالات لاقناع الرئيس الاميركي جورج بوش بعقد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قال ماهر: ان هذا اللقاء هام، ونحن نرى انه من المهم لجهود الولايات المتحدة، ولحسن تفهم الادارة الاميركية الجديدة للموقف ان يحدث مثل هذا اللقاء، ولكن ليس هناك جديد في هذا الأمر.

ورداً على سؤال حول عقد لقاء بين عرفات وبيريس وترتيبات ذلك اللقاء قال ماهر ليس هناك جديد سوى ان هناك اتصالات مبدئية تدور حول الوضع في الشرق الاوسط، كما يبحث الطرفان موعد عقد الاجتماع وبأي هدف.

ورداً على سؤال حول لقاء الرئيسين السوري بشار الاسد والفلسطيني ياسر عرفات وصف ماهر هذا اللقاء بأنه غاية في الأهمية، وقال ان أي تنسيق عربي على هذا المستوى مطلوب لانه سيكون لمثل هذا الاجتماع تأثير ايجابي على الموقف العربي والمنطقة. وردا على سؤال عما اذا كان هذا الاجتماع سيؤدي الى تشدد الجانب الفلسطيني قال ليست هناك دول متشددة ودول غير متشددة هناك دول عربية متضامنة تتفق علي موقف واحد، وهذا الموقف هو انه يجب ان تتحقق تسوية في المنطقة تقوم على انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي التي احتلت في يونيو 67 سواء في فلسطين أو سورية أو لبنان واقامة دولة فلسطينية وتحقيق الأمن للدول العربية واسرائىل.

الى ذلك اعلن ماهر انه تلقى اتصالا هاتفياً من وزيرة خارجية جنوب افريقيا نكوسازانا دي لازوما أمس كما تلقى اتصالا من الوفد المصري المشارك في مؤتمر ديربان لمناهضة العنصرية.

وأوضح ان هذه الاتصالات تستهدف التوصل الى نص مقبول بالنسبة للقضية الفلسطينية غير ان هناك قضية اخرى تتعلق بالمشكلة الافريقية تتبناها المجموعة الافريقية والتي نحن جزء منها وساهمنا بنشاط في جهودها، وقال ان النص الخاص بها مرفوض للاسف من الدول الغربية وهو يتضمن موضوع الاعتذار والتعويضات، وضرورة ان يتم الاعتراف بالمآسي التي سببها الاستعمار والاستعباد للقارة الافريقية.

وأضاف ماهر ان محاولة تصوير ان المؤتمر سيفشل بسبب اتخاذ الدول العربية والاسلامية موقفاً متشدداً هو تصوير خاطىء، مشيراً الى ان موقف دول العالم الثالث من الدول العربية والافريقية والاسلامية لم يقابل للأسف بالاحترام الواجب واللازم من الدول المتقدمة.

وأعرب عن أمله في نجاح المؤتمر وتحقيق الغرض من عقده وهو مناهضة العنصرية والتعصب والتمييز العنصري وكراهية الأجانب، وهو ما يعني في مجمله الحفاظ على حقوق الانسان، وأشار في هذا الصدد الى ان حقوق الانسان الافريقي اهدرت بالاستعمار كما ان حقوق الانسان الفلسطيني تهان كل يوم في فلسطين بسبب التصرفات الاسرائيلية. وقال اننا جميعاً ندين ما عانى منه اليهود في الماضي كما اننا لا نقبل العداء لليهود، ولكن نحن نقول في نفس الوقت انه ليس هناك اي انسان يستطيع أن يحتكر الألم والمعاناة، وهم ـ أي اليهود ـ يضطهدون الشعب الفلسطيني، وأضاف ان هذا المؤتمر يجب ان يبحث حقوق الانسان في اي مكان أو زمان سواء في الماضي والحاضر والمستقبل.

وأكد ماهر ان انسحاب الوفد الاسرائيلي من المؤتمر يدل على ان الآراء التي يحاولون ترديدها ومحاولتهم منع غيرهم من طرح ما يرونه لم تحقق نجاحا ولذلك فانهم انسحبوا من المؤتمر وخرجوا منه كي يطلقوا سحابات دخان ودعايات كاذبة واتهام العرب بأنهم يعرقلون المؤتمر، وهذا لا يستقيم لان المؤتمر لا يتوقف فقط على القضية الفلسطينية ولكن هناك مشكلة أخرى تتمثل في رفض الدول الغربية الموافقة على طلبات الدول الافريقية.

ولفت الى ان العرب ومصر عملوا منذ اليوم الاول ولا يزالون من أجل انجاح المؤتمر لعدة أسباب أولها ان هذا المؤتمر يعقد في جنوب افريقيا التي نكن لها احتراماً شديداً ولكفاحها ونضالها وللزعيم الافريقي نيلسون مانديلا ورئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ووزيرة خارجيته، ونعرف أهمية جنوب افريقيا ولذلك رأينا انه من المناسب أن تستضيف المؤتمر.

ورداً على سؤال حول ما اعلن عن انتقاد الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني للموقف العربي والاسلامي في المؤتمر قال ماهر اننا نرى ان اي هجوم على مواقف الدول العربية لا يفيد في هذه الظروف، مؤكداً «ان علاقاتنا طيبة مع اوغندا ونحن حريصون على هذه العلاقات»، وأضاف لا اتصور ان الرئيس موسيفيني هاجم الدول العربية.

ورداً على سؤال حول لقائه في ديربان مع د.كمال خرازي وزير خارجية ايران قال ماهر ان هذا اللقاء تم بناء على طلب وزير خارجية ايران، حيث اكد حرصه على اقامة علاقات طيبة مع مصر واكدت له نفس الحرص على اقامة علاقات طيبة مع ايران، وانه تم الاتفاق بيننا علي عقد لقاء في نيويورك في أواخر الشهر الجاري حيث سيعرض كل منا متطلبات اقامة العلاقات الطيبة بين البلدين حتى نعمل بأسلوب علمي صحيح، حيث ان العلاقات الطيبة لها متطلبات.

وقال ان كل الدول العربية أكدت تضامنها مع الامارات في قضية الجزر الثلاث وضرورة تسوية هذا الموضوع بالطرق السلمية طبقاً لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة.

وحول المبادرة المشتركة بشأن السودان قال ماهر انه ستعقد اجتماعات على هامش مؤتمر وزراء الخارجية العرب، خاصة بهذه المبادرة لتفعيلها، مشيراً الى ان هذا الاجتماع سيكون على المستوى الوزاري لبحث الخطوات التالية.