تشيني: تركيزنا منصبّ على بن لادن وتنظيم «الجهاد» المصري وعلاقة صدام بالتفجيرات «علاقة لفظية» ولا دليل على تورطه

TT

توعد ريتشارد تشيني، نائب الرئيس الاميركي في اول ظهور علني له منذ وقوع التفجيرات الثلاثاء الماضي، وهدد الارهابيين بأن يتوقعوا من الولايات المتحدة حرباً عنيفة مدمرة ستستغرق سنوات عدة وستستخدم فيها تكتيكات استخبارية غير مسموح بها الآن.

وأكد في مقابلة مع محطة «إن. بي. سي» امس ان هذه الحرب لن تكون مثل حرب الخليج حيث كان تحديد العدو سهلاً، بل ان هذه الحرب تشمل شبكات خفية حول العالم.

وأشار تشيني بكل وضوح الى ان التركيز في هذه المرحلة ينصب على منظمة القاعدة ورئيسها بن لادن في افغانستان وكذلك منظمة الجهاد الاسلامي في مصر. وجماعات اخرى في اوزبكستان. وقال: ان علينا ان ندمر هذه الجماعات والشبكات ونقضي عليها.

وأكد تشيني مثل الرئيس بوش قبله: «ان اسامة بن لادن هو المشتبه الرئيسي». وقال: «انه ليس لدي ادنى شك بأنه ومنظمة القاعدة التي رأسها لعبا دوراً رئيسياً» في الهجمات، كما اكد ان هناك ادلة كثيرة تثبت ان لمنظمته علاقة بهذه العملية (اي التفجيرات).

وشدد على القول: ان ذلك لا يعني عدم وجود آخرين لهم علاقة وخص بالذكر جماعة الجهاد الاسلامي في مصر.

وقال انه سيكون سعيداً ان «يرى رأس بن لادن على طبق» فان القضاء عليه لن يكون نهاية الحرب ضد اتباعه وغيره من الارهابيين. وقال: انه لا يعرف ان كان بن لادن في افغانستان.

وأكد ان هذه الحرب ستركز على اقتلاع الارهابيين ومن ساعدهم ومولهم ودعمهم، وان الولايات المتحدة في حربها لاقتلاع الارهاب وجذوره ستعمل بقوة مع الدول التي تدعم الارهاب وتوفر للارهابيين ومنظماتهم المأوى والملاذ والدعم. والآن ان افغانستان هي التي توفر ذلك. وبالنسبة للدول الاخرى قال: على الذين يوفرون الدعم ان يتوقعوا رداً عنيفاً ان لم يتوقفوا عن ذلك. واكد ان هذه رسالة وبيان مهم لهم. اي الدول الداعمة للارهاب والمستمرة في ذلك. وقال ان حكومة افغانستان تتحمل المسؤولية.

واشار معترفاً ببعض فشل اجهزة الاستخبارات لكنه قال انه من الصعب منع عمل ارهابي يعتزم منفذوه الموت ولكن قال بأن على الاميركيين ألا يعيشوا أسرى الخوف من الاعمال الارهابية.

وعن رسالته لبن لادن قال: رسالتي انه يخطئ فهم الشعب الاميركي. وان الرسالة: «سنجتث ونقتلع جذور الارهاب».

واكد ان الهجمات الارهابية: «لن تؤدي الى تغيير علاقاتنا مع اسرائيل. واننا لن نسمح له بتحقيق اهدافه او يدفعنا الى تغيير سياساتنا».

وقال رداً على اسئلة عن علاقة الرئيس العراقي صدام حسين والعراق بالتفجيرات الارهابية. وعما اذا كان سيتردد في ضربه اذا ثبت ضلوعه: ان الولايات المتحدة لن تتردد اطلاقاً.

ورداً على سؤاله عما اذا كان صدام حسين يؤوي الارهاب حالياً، قال تشيني: انه كان هناك في السابق نشاطات ارهابية لصدام علاقة بها، ولكن تركيزنا في هذه المرحلة ينصب على القاعدة واسامة بن لادن. وان علاقة صدام بتفجيرات نيويورك «علاقة لفظية».

وفي تكرار السؤال عن علاقة صدام او العراق بالتفجيرات او ان هناك دليلاً على العلاقة نفى تشيني وقال (لا). ومع ذلك كما قال: سنواصل سياستنا الحازمة مع العراق.

وحذر الاميركيين قائلاً: انه من الخطأ الكبير لنا ان ندين ونتهم الاسلام بسبب هؤلاء الذين نفذوا التفجيرات.

واكد ان الدول الصديقة في المنطقة، السعودية ومصر والاردن وغيرها، تتفهم وبوضوح ان مصلحتها مثلنا ومثل العالم بأسره في انهاء الاعمال الارهابية والقضاء على الارهاب وجذوره.

وفي المقابلة وصف تشيني الساعات التي اعقبت معرفته بالتفجيرات فور ان اخبرته سكرتيرته بتفجير مركز التجارة فقال: ان الامر تركز على معرفة ما يدور وحماية الرئيس والرئاسة. فبعد ان اتضح حجم ونوع الهجمات جاء الحرس واخرجوه من مكتبه دون ان يستأذنوه او يسألوه. وقال: «ان قدماي كانت مرتفعة عن الارض قليلاً، فالحرس اقوياء وذوو احجام ضخمة، اي رفعوه ونقلوه الى مكان آمن في قبو البيت الابيض، واتصل بالرئيس فوراً في فلوريدا. كما طلب منه تأجيل عودته الى واشنطن والانتقال الى قاعدة عسكرية.

وقال انه امر بنقل رئيس مجلس النواب الى مكان آمن حفاظاً على سلامته وسلامة الرئاسة. ومن يقع في هرم تسلسلها. وقال ان الطائرة التي ضربت البنتاغون كانت تستهدف البيت الابيض. وان الرابعة ربما كانت تستهدف الكونغرس. وقال: ان اخطر قرار كان قرار الرئيس بتوصية منه (تشيني) باسقاط اي طائرة مدنية اذا لم تذعن للأوامر بالابتعاد عن سماء العاصمة.