أصوليون مصريون يطرحون رؤى متباينة حول قضية الاندماج في مؤسسـات المجتمع المدني

TT

اعتبرت كوادر أصولية بالقاهرة ان عملية انخراط الشباب المنضوين تحت لواء الجماعات الاصولية المصرية في مؤسسات المجتمع المدني هو أفضل وسيلة لتفريغ طاقاتهم في العمل الأهلي، بدلا من ممارسات العنف السياسي ضد الدولة خاصة في ظل عدم سماح القانون بتأسيس احزاب سياسية على أساس ديني.

ونظم المركز الدولي للدراسات بالقاهرة بالتنسيق مع المنبر الدولي للحوار الاسلامي ندوة أمس حول تجارب الاسلاميين في المجتمع المدني ناقشت المشروعات الاهلية التي أسسها اصوليون وممارسة بعض التيارات لأدوار سياسية من خلال التركيز على العمل الأهلي في الجمعيات الخيرية ونوادي اعضاء هيئة التدريس بالجامعات.

واشار أبو العلا ماضي وكيل مؤسس حزب الوسط وممثل جيل الوسط بجماعة الأخوان، الى ان تجربة جماعة الاخوان المسلمين في العمل النقابي خاصة في نقابات الاطباء والمحامين والمهندسين ساهمت الى حد كبير في دخول جيل الوسط للعمل العام في ظل ممارسة القيادات التاريخية باعاقة وتعطيل مشاركة جيل الوسط، مشيرا الى أن تجربة العمل النقابي للاخوان في السنوات العشر الأخيرة افادت حركة الاخوان السياسية من حيث بناء قاعدة جماهيرية والتأثير في القرار السياسي وفتح منافذ عدة بالاضافة للحضور السياسي على المستويين المحلي والدولي.

واشار ماضي الى أن التحام الاسلاميين بالنقابات المهنية في مصر ساهم في تنشيط الأدوار النقابية في مواجهة بعض الاخطاء الحكومية وكان سببا في وجود مؤثر فعال للنقابات المصرية في بعض الاتحادات الدولية، مثل اتحاد المنظمات الهندسية واتحاد المنظمات الطبية للدول الاسلامية، بالاضافة لتنمية الموارد البشرية بشكل كبير مثل نموذج نقابة المهندسين وما ترتب على ذلك من زيادة المعاشات والاعانات والخدمات والمشروعات الجديدة للعاملين.

ورغم ايجابيات عدة رصدها ماضي لانخراط الاصوليين في مؤسسات المجتمع المدني، الا انه لاحظ عدة سلبيات على ذلك الدور الاصولي على رأسها انفراد الاسلاميين بادارة عدد كبير من مجالس النقابات العامة وابعاد كثير من القوى السياسية الأخرى، مما أدى الى احساس التيارات الأخرى خاصة الليبرالية واليسارية والناصرية باقصاء الاسلاميين لهم وانتهى الأمر بتجميد نقابتي المحامين لفترة طويلة ثم تجميد نقابة المهندسين حتى الآن.

واضاف أن من بين السلبيات تكثيف الاسلاميين لدورهم السياسي في النقابات المهنية بدرجة خلقت تصادما مع الاحزاب والقوى السياسية والتيارات الفاعلة الأخرى.

وأشار ماضي الى ان الممارسة السياسية للحركة الاسلامية في النقابات بات لها وجهان بارزان، فعلى المستوى الثقافي تحولت النقابات لحزب سياسي معارض لوجهات الدولة والحرص على اشراك رموز وقيادات الاخوان بغض النظر عن فائدتها أو تخصصها في الموضوع المثار، والوجه الثاني إمكان تحول النقابات الى مؤسسات للتثقيف العام خاصة في قضايا متعلقة بفلسطين والبوسنة والحريات وحقوق الانسان.

ومن جهته شدد هشام جعفر رئيس تحرير «الموقف العربي» لشبكة «اسلام أون لاين» على أهمية زيادة مشاركة التيارات الأصولية في العمل الأهلي من خلال اعادة بناء الحركات السياسية الاسلامية لصفوفها وترتيب قواعدها والبعد عن السياسة «الصراعية» مع الاطراف الأخرى لاعادة تعريف السياسة بشكل متطور، مشيرا الى أن هناك 3 أنماط للممارسة السياسية للتيارات الأصولية، الأول يتبع نظام السياسة الصراعية بطرح نفسها كبديل قوي عن النظام القائم، والنوع الثاني يمارس دور «جماعة الضغط» أما النوع الثالث فيطلق من سياسة اصلاحية تستهدف توفير البنية الاساسية للممارسة السياسية على المستوى الثقافي والقيمي.