عائلة اللبناني زياد الجراح لـ«الشرق الأوسط»: ابننا مخطوف وليس خاطفا وهو غير متديّن

عزّت سفير أميركا في بيروت بضحايا الهجمات

TT

انتقدت عائلة اللبناني زياد الجراح المسؤولين الاميركيين الذين ادرجوا اسمه في عداد خاطفي الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا. واعلنت ان لديها قناعة بأن زياد كان مخطوفاً وليس خاطفاً ، فيما كشف السفير الاميركي في بيروت، فنسنت باتل، ان عائلة الجرّاح عزّته بضحايا الهجمات الانتخارية على نيويورك وواشنطن.

وفي منزل عم زياد العقيد ناظم الجراح، مدير الامن العام في منطقة البقاع، الكائن في بلدة المرج القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية، والذي غص لليوم الثاني على التوالي بافراد العائلة وعشرات المواطنين من ابناء البلدة حيث بدا مجلسهم مزيجاً بين العزاء والحسرة، تحدث شقيقه وعم زياد ايضاً، جمال الجراح، لـ «الشرق الأوسط» فقال: «ما لفتنا في ما نشر اول من امس في وسائل الاعلام الاجنبية هو ما صدر عن السلطات الالمانية التي اعلنت انها دهمت شقة زياد في هامبورغ بألمانيا، حيث يقيم مع صديقته التركية آيلسي، وعثرت على كتب خاصة بتعلم الطيران. واعتبرت ذلك مؤشراً على ضلوعه في عملية الخطف والتفجير».

وتساءل: «اين الغرابة في ذلك خصوصاً ان دراسة زياد هي الطيران. ومن الطبيعي ان يحوي منزله كتباً خاصة بالطيران. اضف الى ذلك ان آيسلي هي التي بادرت الى ابلاغ الشرطة الالمانية بفقدان زياد».

وأشار عم زياد الى ان السلطات الاميركية التي سبق لها ان كشفت بادىء الامر عن ثمانية عشر اسماً عربياً واتهمت اصحابها بالمشاركة في عمليات خطف الطائرات والهجمات التي حصلت في نيويورك وواشنطن، اضافت اسم زياد الى اللائحة ليصبح الرقم 19، وذلك بعد تلقيها نبأ «فقدانه» من المانيا «وهنا يبدو واضحاً تسرع الاميركيين في الصاق التهمة بزياد قبل اكمال التحقيقات واختيار اسماء عربية دون غيرها لالباس اصحابها التهمة».

ورداً على سؤال عما اذا كانت صديقة زياد التركية قد ابلغتهم بدورهم عن «اختفائه» اجاب عمه قائلاً: «لم تخبرنا آيسلي بالامر. وحين حاولنا الاتصال بها لم نعثر عليها. ويبدو انها «اختفت» بأمر من السلطات الالمانية».

وعن تفسيره لوجود زياد في بوسطن علماً انه يتابع دراسته في ميامي، اوضح جمال الجراح ان ابن اخيه الذي يتلقى شهرياً مصاريف دراسته من والده طلب المزيد من المال قبل ايام من وقوع الكارثة وقد برر ذلك بمقتضيات التعليم والتدريب «وقد اجرى اتصالاً بوالده قبل يومين من انفجار الطائرة يؤكد له فيه تسلمه الحوالة المالية».

وفيما كرر جمال الجراح تأكيده ان زياد يهوى الحياة وانه غير متدين ولم ينتم يوماً الى حركة سياسية، اعلن ان لدى العائلة شكوكاً لا بل قناعة بأن ابنها «كان مخطوفاً على هذه الطائرة وليس خاطفاً لها». كما ان هناك احتمالاً ان يكون مخططو العمليات التفجيرية قد قاموا باحتجاز جمال قبل ركوبه الطائرة واستخدام جواز سفره.

وحول ما تبذله السلطات اللبنانية لجلاء حقيقة هذا الامر، اوضح جمال الجراح «ان العائلة لم تتلق اي اتصال من وزارة الخارجية اللبنانية او من سفارة لبنان في واشنطن، الا انها على تنسيق مع الحكومة اللبنانية التي تقوم بدور جيد جداً في هذه القضية».

الى ذلك كشف السفير الاميركي لدى لبنان فنسنت باتل، عقب لقائه امس البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي ترأس قداساً على الضحايا الذين سقطوا في الهجمات على نيويورك وواشنطن، ان عائلة زياد الجراح اتصلت به معزية بالضحايا. ورفض باتل الرد على سؤال عن احتمال استهداف لبنان في العمليات العسكرية التي قد تقوم بها الولايات المتحدة رداً على الهجمات. وشكر للشعب اللبناني «عاطفته تجاه بلاده». وقال: «لقد عبرت عن امتناني العميق لصلوات البطريرك صفير على نية كل المفقودين في بلادنا وبينهم لبنانيون».

من جهته قال البطريرك صفير: «اذا استمر الوضع على حاله فالبشرية كلها في خطر. ولا عجب اذا ما قيل ان ما حدث في الولايات المتحدة سيساعد على تغيير وجه الحضارة الانسانية» مشيراً الى «ان اليأس يعطي جماهير المحرومين في العالم قوة تهديم اشبه ما تكون بما تأتيه القنبلة الذرية». وشدد على «ان عملاً ارهابياً كالذي وقع يستوجب اقصى العقوبات» متسائلاً: «هل العقاب وحده يكفي لردع الفاعلين وامثالهم عن اعتماد مثل هذا الارهاب سبيلاً للوصول الى مآربهم؟».

وتحدث صفير عن: «هول الكارثة التي حلت بالشعب الاميركي الصديق لا بل بالبشرية جمعاء، وهي كارثة تسببت بها جريمة كبيرة مستنكرة شنعاء». واعتبر ان الذين نفذوا الهجمات «ارتضوا بطيب خاطر هذا العقاب وهو الموت والموت العنيف. انما يبقى المخططون والدافعون والمتطابقون. ويبدو انهم كثر وهم يستأهلون العقاب عبرة لسواهم وردعا لهم عن ارتكاب مثل ما ارتكبوا بحق الانسانية البريئة».

وقال صفير: «اننا اذ نستمطر غيث الرحمة على ارواح الضحايا البريئة التي سقطت في الكارثة التي تجمعنا اليوم، وللبنان من بينها ابناء اعزاء، نسأل الله ان يسكب بلسم التعزية على قلوب ذويهم وانسبائهم واصدقائهم وان يحفظ الولايات المتحدة الاميركية، رئيساً وحكومة وشعباً، بلد الحرية والديمقراطية والقيم الانسانية».