خرائط وتصاميم لمخابئ وأقبية بن لادن في أفغانستان أصبحت بحوزة الأميركيين

TT

غادر بن لادن مدينة قندهار، ومعه زوجاته وأطفاله وعدد من أبنائه، الى جهة سرية لم يكشف عنها داخل أفغاستان، بحسب ما ذكرته صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية أمس، مضيفة أن لديه الكثير من المخابئ في جبال وعرة بمنطقة جلالاباد الجبلية، القريبة من قندهار، حيث له قاعدة.

وقد أطلعت «الشرق الأوسط» في اليومين الماضيين على تفاصيل تخص مخبأ صرف عليه بن لادن ملايين الدولارات بعد 6 أشهر من ضربات وجهتها القوات الأميركية لمعسكراته بأفغانستان اثر الاشتباه بأنه المخطط والممول لعملية تدمير مقري السفارتين الأميركيتين في منتصف 1998 بنيروبي ودار السلام، حيث بنى مخابئ وأقبية يصعب تدميرها في ما لو لجأ وبعض المقرّبين منه اليها، كواحدة منها حصل عليها مكتب التحقيقات الفدرالي «إف.بي.آي» من مهندس ألماني يزعم بأنه شارك في 1998 باعداد بعض هذه التصاميم لصالح «جهة» حكومية في أفغانستان. الا أنه يعتقد الآن بأن ما شارك فيه، وتم بناؤه في ما بعد أو يكاد يشرف على الانتهاء، لم يكن سوى المعقل الرئيسي لبن لادن في الجبال القريبة من جلالاباد وقندهار، وهي وعرة وصخرية وممتدة حتى الحدود الجنوبية ـ الغربية لأفغانستان مع الباكستان.

وتبدو الأقبية والمخازن الرئيسية في التصاميم التي تذكرها المهندس الألماني وأعاد رسمها من جديد ليسلمها للأميركيين. وهي تقع أسفل سفح جبلي على عمق 47 مترا، مرتبطة ببعضها بأنفاق ودهاليز وبمصاعد تتحرك بطاقة كهربائية تستمدها من مولدات عملاقة، تقع في جانب من الأقبية المزودة بكل ما يكفل بقاء أكثر من 80 شخصا على قيد الحياة طوال 6 أشهر على الأقل.

ويمتد الى موقع السفح الجبلي طريق رملي وعر للسيارت والشاحنات، التي تدخل الى «عش النسور» كما يحلو لوسائل الاعلام الغربية تسميته تشبها بالمعقل الرئيسي لهتلر في الحرب العالمية الثانية، حيث ان لها عند الدخول مرآب خاص، تفرغ عنده حمولتها الى مصاعد، غير معروف عددها، وحيث تتوزع بعدها على مخازن للأسلحة والذخيرة، أو برادات للمواد الغذائية، أو مكتبة مع توابعها من غرف للقاءات والاجتماعات، أو الى مواقع لبقية الاحتياجات في الأقبية، التي من الممكن أن تكون محتوية على آبار ارتوازية لضخ الماء الصالح للشرب والاستخدامات، وكذلك بأجهزة ومعدات تسمح بتجديد الهواء داخلها مرات عدة في اليوم، بالأسلوب الذي يتم فيه تجديد الهواء في الأنفاق الخاصة بالقطارات تحت الأرضية في المدن.

تبدو في التصاميم أيضا مواقع عند مداخل الأقبية من اسمنت مسلح يجلس عندها حرس مزودون طوال 24 ساعة بالذخيرة والسلاح المضاد لكل ما قد يباغت من هجمات برية وجوية على المعقل، وفق ما قاله المهندس، الذي لم يرد اسمه في وكالات للأنباء ألمانية تطرقت أمس للمعقل الرئيسي لبن لادن، حيث يركز الأميركيون الآن على أن يكون الهدف الأول لهم حين بدء القصف على أفغانستان، مستعينين بذلك بقنابل يمكنها أن تنفجر بعد الوصول الى عمق 25 مترا تحت الأرض وتحدث تدميرا شاملا عند هدف دائرته 150 مترا على الأقل.

=