رابطة العالم الإسلامي: الإسلام حرم على المسلم أن يكون قاتلا أو وسيلة من وسائل إرهاب الناس

TT

اصدر الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بيانا ادان فيه عمليات الارهاب التي وقعت الثلاثاء الماضي، حيث استخدمت فيها الطائرات المدنية.

واوضح البيان ان الاسلام يحرم الارهاب والعنف وقتل الناس بغير حق، وان الله تعالى حرم ذلك على المسلمين. ودعت الرابطة المجتمعات الانسانية التي تتبنى منهاجا اصلاحيا مستمدا من الايمان بالله ورسالته لمعالجة الارهاب بكل انواعه الذي لا يمكن ربطه بالرسالات الالهية او الجنسيات، لانه منكر عظيم لا جنسية له. وذكر البيان الذي اصدره الدكتور التركي ان الشعوب والاقليات والمنظمات الاسلامية الممثلة في رابطة العالم الاسلامي تدين هذه الجريمة الارهابية التي استهدفت الآمنين. واوضح ان الاسلام الذي نظم العلاقة بين الافراد والمجتمعات حرم قتل النفس الانسانية بلا حق، واعتبر قتل الفرد جريمة تعادل في بشاعتها قتل ابناء الانسانية كلها: «انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا».

واكد د. التركي ان الاسلام بما تضمنه من احكام وتشريعات وما امر به في مجال القصاص وتطبيق احكام الحدود حمى الانسان من العدوان عليه وقتله: «يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى» وهذا جزاء يوقع بشروط شرعية تضمن حق المجتمع وحق الفرد وتحمي الانسانية من شرور القتلة والمجرمين.

وابان د. التركي ان عدالة الاسلام اقتضت ان يحصن المجتمع من مصادر الشر واسبابه وعوامله. وقد امر الله بانفاذ شريعة القصاص من اجل الاحتياط والوقاية من شيوع الاعتداء على الحياة الانسانية: «وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص»، واضاف انه تكريما للنفس الانسانية حرم الاسلام كذلك على الانسان ان يقتل نفسه: «ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما». وحرم ان يلقي الانسان بنفسه الى الهلاك: «ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة».

وقال: ان الشعوب المسلمة انطلقت من ادانتها للاجرام الارهابي الذي حدث في الولايات المتحدة وما حدث كذلك في بلدان اخرى من منطلق اسلامي يقوم على قواعد شرعية حرمت على المسلم ان يكون قاتلا او وسيلة من وسائل القتل او ارهاب الناس او ترويعهم او ايذائهم لأن كل ذلك يدخل في باب البغي المحرم.

واضاف: ان رابطة العالم الاسلامي ترى ان من اهم الواجبات تعريف جميع الناس باحكام الاسلام في قضايا القتل والارهاب ولا سيما انها لاحظت ان بعض وسائل الاعلام في الغرب توجه اصابع الاتهام نحو الاسلام والمسلمين في كل مرة تحدث فيها اعمال ارهابية. وابان ان الرابطة ادانت في بيانات سابقة اعمال العنف والارهاب والاقتتال التي شهدتها مواقع عديدة في العالم مثل آيرلندا والجزائر وافغانستان والقرن الافريقي.

ونبه التركي الى ان اصلاح العالم وضمان امنه وسلامته يقتضي الاسراع بتنفيذ القانون الدولي بمنع جميع اشكال العدوان»، بما في ذلك ارهاب الدولة. وقال ان الانموذج الصارخ لهذا الارهاب المقيت هو ما تمارسه اسرائيل في فلسطين المحتلة حيث تقتل في كل يوم عددا من الابرياء بينهم نساء واطفال وشيوخ عزل. واوضح ان هذا الارهاب الاجرامي يحدث ردة فعل دفاعية، وهو الامر الذي تشهده اليوم ساحات فلسطين. وقال ان على المجتمع الدولي الا يساوي بين المجرم والضحية، مؤكدا ان احلال السلام في فلسطين يبدأ بوقف اسرائيل لجميع اشكال العدوان الارهابي ضد شعب فلسطين.

واثنى على الجهود المخلصة التي تسعى الى عدم ربط الارهاب بالاسلام والمسلمين والتحذير من مغبة ذلك، مشيرا الى ما بذله الامير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي في هذا المجال في مختلف المناسبات، ومنها الاتصال الذي اجراه مع الرئيس جورج بوش وتأكيده اهمية المحافظة على المسلمين المقيمين في اميركا ومنع اي محاولات لايذائهم، كما اشاد بمطالبة بوش لعمدة نيويورك بالحرص على سلامة المسلمين فيها.