الأمين العام المساعد للاتحاد الإسلامي في أميركا الشمالية: العمل الإسلامي يتطلب الآن أسلوبا جديدا لتجاوز حادث الثلاثاء وتداعياته

د. أحمد حطاب لـ«الشرق الأوسط»: المؤسسات والمراكز الإسلامية تدعو المسلمين لضبط النفس تجاه تحرشات البعض ضدهم نتيجة لهذا الحادث

TT

أكد الدكتور احمد حطاب الأمين العام المساعد للاتحاد الاسلامي في اميركا الشمالية ان الحادث الأليم الذي وقع في نيويورك وواشنطن جاء ليهز ما سعى المسلمون في القارة الاميركية الشمالية خلال العقدين الماضيين الى تحقيقه، وبالذات في ما يتعلق بازالة الشبهات حول الاسلام وتقديم الصورة المشرقة والكريمة والحضارية عن رسالة الاسلام.

وقال الدكتور حطاب لـ«الشرق الأوسط»، معلقاً على آثار هذا الحادث، على المسلمين الاميركيين «كأني بستيفن إميرسون (مؤلف كتاب «الجهاد في أميركا»)، اسمعه يردد ألم أقل لكم انهم (المسلمون) قادمون ليدمروا البنية التحتية لأميركا، ولكن في الوقت نفسه نحن على يقين ان المخلصين والمنصفين مع الأفراد والهيئات الأمنية والفكرية والثقافية في الولايات المتحدة، والذين حقق الاسلام معهم وقطع اشواطاً بعيدة من الفهم المتبادل والتعاون المشترك، سيستمرون في دعم مسيرة الوجود الاسلامي في اميركا. وسيخرج الوجود الاسلامي فيها من هذه العاصفة اصلب عوداً واكثر قدرة على تبليغ رسالة الاسلام الداعية الى المحبة والسلام».

وأضاف اننا نعلم ان هذه العاصفة تتطلب اسلوباً جديداً للتحرك وقدرة فائقة وجهوداً مخلصة لتجاور هذه الأزمة واستيعاب تداعياتها. ولعل المبادرة التي قام بها المسلمون من خلال كل المؤسسات الاسلامية من استنكار شديد وادانة هذا العمل الاجرامي اللاانساني وتدفق عشرات الآلاف من المسلمين الاميركيين للتبرع بدمائهم لانقاذ حياة الجرحى والمصابين، وما سخروه من امكاناتهم المادية والبشرية، وبالذات الأطباء المسلمين في اميركا، وما اظهروه كمواطنين اميركيين من تفاعل صادق مع الحدث من خلال منابرهم في المساجد والمراكز الاسلامية ومن تعاطف مع أسر الضحايا والتنسيق بينهم وبين المؤسسات الاميركية الاخرى في اقامة الصلوات والشعائر ترحماً على ارواح الضحايا. ودعوتهم لأجهزة الاعلام المختلفة للتعبير عن موقفهم ومناشدتهم الأجهزة الامنية والاعلامية ألا تستعجل النتائج وألا تصل الى قناعات مبكرة عن فاعلي هذا الحادث الأليم، قبل استكمال جوانب التحقيق الذي تجريه حالياً الأجهزة الامنية.

وأشار الامين العام الى ان المسلمين في اميركا اصدروا العديد من البيانات، وناشدوا المسلمين ان يلتزموا ضبط النفس والحكمة امام ما يتوقعونه من تحرشات وتهديدات من بعض الاميركيين نتيجة لهذا الحادث الاجرامي. وكذلك دعوتهم للمشاركة مع قوافل وفرق الانقاذ والإغاثة. وقال: ان المؤسسات والمراكز الاسلامية في اميركا اشادت بمبادرة اجهزة الأمن والشرطة بتوفير الحماية اللازمة للمراكز والمدارس الاسلامية والأحياء التي يكثر تجمع المسلمين فيها. ولكن مع هذا، لم يمنع ذلك تعرض بعض الافراد المسلمين والمسلمات، خاصة النساء المحجبات للسب والاعتداء. كما تعرضت بعض المدارس والمؤسسات الاسلامية لردود فعل غاضبة من بعض الاميركيين.

وأشاد الدكتور حطاب بمناشدة كولن باول وزير الخارجية الاميركي والرئيس الاميركي الأسبق جورج بوش (الأب) الاميركيين بألا يصدروا احكاماً جزافية على الاسلام والمسلمين، وان الاسلام في حقيقته بريء من هذا العنف والاعتداء الصارخ على الآمنين. وقال: ان بعض الكنائس ناشدت اتباعها بتقديم العون والدعم المعنوي للمؤسسات والمراكز الاسلامية لما تمر به من محنة افرزتها الأحداث الاخيرة.

وأوضح الدكتور حطاب ان عدة هيئات ومؤسسات ومنظمات اسلامية من اوروبا وأميركا الشمالية واميركا اللاتينية المشاركة في الاجتماع الثالث للجنة الخبراء المكلفة بتنفيذ خطة حماية الأقليات المسلمة في الدول غير الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الذي عُقد اخيرا في صوفيا ببلغاريا، قد ارتأت ضرورة اصدار بيان مشترك يعبر عن موقفها تجاه هذا الحادث الاجرامي الذي تعرضت له كل من نيويورك وواشنطن. وقد تضمن البيان، اولاً: ادانة العمل الاجرامي واللاإنساني بضرب المدنيين في نيويورك وواشنطن، وتقديم العزاء والمواساة لأسر الضحايا، ثانياً: تبرئة الاسلام من مثل هذه الاعمال الارهابية، ثالثاً: دعوة المسلمين الى التبرع بدمائهم وتقديم كل صور المساعدة والعون اللازمين للمتضررين، ومناشدة الأطباء المسلمين التوجه الى مناطق الأحداث لتقديم المساعدات الميدانية الطبية والإغاثية، رابعاً: مناشدة اجهزة الاعلام بأن تتحرى أسباب الدقة والموضوعية في ما تنقله عن مجريات التحقيق.

وختم: ان البيان ناشد الشعب الاميركي وغير المسلمين في العالم ألا يظلموا حقيقة الاسلام بمثل هذا الاعتداء الغاشم، لأن الاسلام منه بريء، فهو رسالة الرحمة للعالمين.