الأفغان يبدأون رحلة نزوح جديدة وإيران تغلق حدودها لمنع عبورهم إليها

TT

طهران ـ أ.ف.ب: اغلقت ايران حدودها مع افغانستان اعتبارا من اول من امس استعدادا لمواجهة احتمال تدفق الالاف من اللاجئين الافغان عليها في حال نفذت الولايات المتحدة عمليات عسكرية في افغانستان، وحذرت من انها لن تقبل باي «انتهاكات» من جانب اللاجئين.

وايران التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 21 سنة، تجد نفسها في قلب الازمة وهي تتقاسم مع افغانستان حدودا تمتد لحوالي 900 كلم. فهي من جهة تستعد وبالتعاون مع المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين لمواجهة تدفق عشرات الاف اللاجئين الى حدودها، وتسعى من جهة اخرى للبقاء بمنأى عن انعكاس النزاع في حال نشوبه.

واعلن نائب محافظ اقليم خراسان المحاذي لافغانستان (شمال شرق ايران) حسين زاري ـ صفات المكلف الشؤون الامنية «مهما حدث فاننا مصممون على الدفاع عن اراضينا ولن نسمح بأي انتهاكات على حدود ايران».

وابدى المسؤول الايراني خوفه من «تدفق اللاجئين الافغان» في حال شنت الولايات المتحدة هجمات على افغانستان التي تؤوي اسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي في الاعتداءات الارهابية التي استهدفت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي.

وتوقع زاري ان يتجه اللاجئون الافغان «على الارجح الى باكستان والى الحدود الافغانية ـ الايرانية في الجنوب».

واشار الى ان ايران التي استقبلت حتى الان مليوني لاجئ افغاني تقريبا تريد اقامة المخيمات على الاراضي الافغانية وليس على اراضيها.

وتدور مفاوضات بين السلطات الايرانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين حول تحديد موقع هذه المخيمات وفق ما افاد سوراندرا بينداي مسؤول المفوضية في زاهدان اكبر مدن اقليم سيستان ـ بالوشستان (جنوب شرق ايران) المحاذي لافغانستان وحيث يتوقع وصول اكبر عدد من اللاجئين.

وقال المسؤول «ليست لدينا معلومات بشأن وصول (لاجئين) الى الحدود» الايرانية، لكننا «نعرف ان تحركات السكان (في افغانستان) زادت ثلاث مرات عن معدلها العادي». واضاف «نتوقع تدفقا سريعا ونحن نستعد لمواجهته».

من جهتها اكدت صحيفة «ايران» الحكومية ان «العديد من الافغان» بدأوا بالتوجه اما الى ايران واما الى المناطق الافغانية الخارجة عن سيطرة طالبان خوفا من «عمليات انتقامية» اميركية.

ونصح نائب وزير الخارجية الايراني محمد صدر الولايات المتحدة بتفادي «العنف»، مؤكدا على وجوب ابقاء ايران خارج النزاع. وقال في تصريح نشرته صحيفة «نوروز» امس «لا يمكن الرد على العنف بالعنف» وهذا «لن يحل المشكلات العالمية».

واضاف «في حال هاجمت الولايات المتحدة افغانستان، ليس هناك اي مبرر لان تتحمل ايران العواقب لان ايران تدين الارهاب بشكل واضح. والعالم باسره يعلم ان ايران الاسلامية هي ضد الارهاب».

واعتبر صدر ان «السلطات الاميركية ليست متهورة الى درجة اغتنام هذا الوضع والقيام بعمل مخالف للقوانين الدولية» عبر التعرض لايران.

ووجه نائب اصلاحي هو علي شاكوري ـ راد نداء الى الرئيس محمد خاتمي طالبا منه التدخل في الازمة. وقال في ندائه «على خاتمي الذي ادان الجرائم الارهابية ان يمنع، بصفته وراء انشاء حوار الحضارات (الذي كرسته الامم المتحدة عام 2001)، حصول اعمال انتقامية عسكرية تعرض حياة ابرياء للخطر».