الإمارات تشهد تغيرا في المزاج الإعلامي وزيادة في الإقبال على الصحف على خلفية الهجمات على أميركا

TT

غيّرت التطورات السياسية المتلاحقة والتداعيات العسكرية المنتظرة، للهجمات الارهابية الاخيرة في نيويورك وواشنطن من المزاج الاعلامي في دولة الامارات العربية المتحدة.

فعلى الرغم من التسابق المحموم بين القنوات الفضائية العربية والاجنبية على توفير تغطية واسعة لتلك التطورات والتداعيات فإن ما يلفت الانتباه، زيادة حصة الاهتمام بالصحافة المكتوبة بين وسائل الاعلام المختلفة التي توفر تغطية لتلك التطورات والتداعيات.

ويعيد هذا الى الذاكرة ما حدث إبان حرب الخليج الثانية، حيث لم تستطع القنوات التلفزيونية الفضائية، بالرغم من الدهشة والاثارة التي احدثتها في الساحة الاعلامية في ذلك الوقت، ان تقلل من اهتمام الناس بالصحافة المكتوبة التي ظلت اقدر على توفير تغطية بانورامية وتحليلية اوفى من تلك التي توفرها القنوات التلفزيونية.

وتظهر ارقام توزيع العديد من الصحف المحلية والعربية والاجنبية اليومية زيادة ملحوظة تختلف باختلاف حجم التغطية التي توفرها هذه الصحف للاحداث والتطورات السياسية الجارية حالياً.

ويقول محمد ناصر الطرابيشي مدير شركة الامارات للتوزيع التي تتولى توزيع اكثر من 300 مطبوعة عربية في الامارات ان هناك زيادة كبيرة في توزيع العديد من الصحف اليومية بسبب الاحداث السياسية والتطورات المنتظرة.

ويشير في هذا الصدد الى ان الصحف الناطقة بلغات باكستانية وهندية زاد توزيعها اضعافاً مضاعفة، حيث زاد توزيع الزميلتين «أوردو نيوز» و«الميليام» الصادرتين عن الشركة السعودية للابحاث والنشر بنسبة 400 في المائة عما كانت عليه قبل اسبوع من الهجمات على نيويورك وواشنطن.

ويعكس هذا التطور في توزيع هاتين الصحيفتين حجم الاهتمام الذي تبديه الجاليتين الباكستانية والهندية بتطور الاحداث السياسية التي لم تكن تشكل إلا نسبة ضئيلة في مجمل اهتمامات هاتين الجاليتين.

ويزيد تعداد الجاليات الهندية والباكستانية والافغانية في الامارات عن مليون نسمة، مما يعطي للصحافة الصادرة بلغات تلك الجاليات فرصة كبيرة لزيادة توزيعها.

ويقول اعلامي باكستاني يعمل بالامارات ان القنوات الفضائية الباكستانية والهندية ليست مصممة، في ما يبدو لتغطية الاحداث السياسية، فمعظم القنوات التي يتم استقبالها في منطقة الخليج هي قنوات ترفيه وتسلية، مما يعطي للصحافة المكتوبة فرصة منافسة اكبر.

ويضيف ان عمليات عسكرية في افغانستان، وتورط دول آسيوية اخرى فيها قد يعيد رسم الخريطة الاعلامية في تلك الدول، لكن هذه الخريطة لا تزال حتى الآن تميل لصالح الصحافة المكتوبة.

ورغم ان ما شهدته ارقام توزيع الصحف الباكستانية والهندية في السوق الاماراتية من تطور يعد لافتاً للانتباه، الا ان هذا التطور لم يكن فريداً ونالت الصحف العربية جانباً منه.

وفي هذا المجال يقول محمد ناصر الطرابيشي إن توزيع «الشرق الأوسط» زاد الاسبوع الماضي بنسبة مائة في المائة في الامارات ويربط هذه الزيادة بالهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة والتطورات السياسية التي تلتها.

ويبدو ان وجود اسماء عربية ضمن قائمة المشتبه فيهم في الهجمات، وتباين ردود الفعل العربية ازاء التحضيرات الاميركية المتخذة للرد على هذه الهجمات، ساهم في زيادة الاهتمام بالموضوعات التي تجد فرصة تركيز اكبر في الصحافة المكتوبة.