الناصريون المصريون يستعدون لانتخابات داخلية لاختيار أمين عام جديد خلفا لداؤود

TT

وسط اجواء ساخنة واستعدادات مكثفة لاجراء الانتخابات الداخلية للحزب الناصري المصري المعارض لاختيار الامين العام الجديد لقيادة الحزب خلفا للامين العام ضياء الدين داؤود، يشهد الحزب اجتماعين متتاليين لامانته العامة ولجنته المركزية يومي 27و 28 سبتمبر (ايلول) الجاري لاجراء الترتيبات الخاصة بهذه الانتخابات التي ستجرى خلال شهري اكتوبر (تشرين الاول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين تمهيدا لعقد المؤتمر العام الثالث للحزب.

وكان المكتب السياسي قد قرر في اجتماع سابق له تشكيل لجنة تحضيرية محايدة للاشراف على الانتخابات في سابقة تعد الاولى من نوعها لضمان نزاهة الانتخابات التي تجرى لاول مرة منذ انشاء الحزب في عام 92 ووسط متناقضات كثيرة وأزمات داخلية يعيشها الحزب انعكست على الاوساط الناصرية المنضمة للحزب والخارجة عليه.

وتأتي الانتخابات في ظل تأكيدات متكررة من الامين العام للحزب بعدم اعادة ترشيح نفسه للمحافظة على منصبه وفي سياق اعتراف علني لداؤود بوجود سلبيات جسام يعاني منها الحزب خلال المرحلة الماضية، وان الاوضاع الراهنة لا تساعد على بلورة برنامج جديد للحزب لتفعيل نشاطه في وقت يسعى فيه الحزب لتحسين وضعه السياسي على خريطة العمل السياسي والحزبي في مصر.

في غضون ذلك تفاعلت المعركة الانتخابية داخل الحزب على منصب الامين العام بين اقوى مرشحين للمنصب عضو البرلمان حمدين صباحي الذي يدعمه رئيس الهيئة البرلمانية للحزب عبد العظيم المغربي ويمثلان التوجه الاصلاحي داخل الحزب في مواجهة امين التنظيم احمد حسن الذي يزكيه الامين العام للحزب، على خلفية ازمة سابقة بين داؤود وصباحي اسفرت عن انشقاق الاخير وتجميد نشاطه ومحاولة تأسيس حزب جديد تحت مسمى الكرامة غير ان المغربي تمكن من ضمه الى هيئة الناصريين البرلمانية عقب نجاحه كمستقل في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، في وقت لم يستبعد ترشيح الامين العام المساعد حامد محمود للمنصب رغم محاولات البعض لابعاده عن الترشيح.

ورغم سخونة الاحداث وتصاعد المعركة الانتخابية داخل الحزب الا ان تخوفات كبيرة تعالت داخل الحزب من احتمالات تعرضه الى ازمة ادارية تؤدي الى تجميده في ظل احتمالات كبيرة بالصراع على قيادته على غرار ما حدث لحزب الوفاق القومي الذي أسسه ناصريون وصدر قرار بتجميده قبل عدة اسابيع وهو احد المنافذ الناصرية التي كانت تطل على الساحة السياسية فضلا عن قرار التجميد السابق الذي صدر ضد حزب العمل المصري المعارض منذ اكثر من عام.

ووسط هذه التخوفات من احتمالات ضلوع اشخاص في تجميد الحزب بدأت قيادات الناصريين الحزبية في دعوة الرموز الناصرية غير الحزبية وكذلك اعضاء الحزب في التكاتف لتحسين صورة الناصريين امام الرأي العام والجماهير المصرية باجراء انتخابات نزيهة تعبر عن مطالب الناصريين وطموحاتهم في اعادة تشكيل حزبهم السياسي.