تشييع مسعود وسط مطالب بالانتقام من طالبان وباكستان وبن لادن

TT

وادي بانشير (افغانستان) ـ باريس ـ وكالات الأنباء: ودع آلاف الأشخاص في وادي بانشير بشمال أفغانستان أمس أحمد شاه مسعود وسط مشاعر حزن ومطالب بالثأر لهذا القائد الذي صنع أسطورة المقاومة ضد الاجتياح السوفياتي خلال الثمانينات. كما جرى الربط أيضا بين الاعتداء على مسعود وبين الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي.

وكانت وفاة مسعود قد أعلنت أول من أمس إثر تعرضه الأسبوع الماضي لهجوم انتحاري نفذه مهاجمان انتحلا صفة صحافيين عربيين يعملان لمحطة تلفزيونية أوروبية.

وقد حضر مراسم التشييع أمس نجله محمد والجنرال فهيم الذي خلفه على رأس قيادة قوات المعارضة والرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني. وقد لف نعش مسعود بالعلم الأخضر والأبيض والأسود الخاص بالحكومة المخلوعة التي كان وزيرا للدفاع فيها. وقال محمد، البالغ من العمر 13 سنة، بصوت حازم أمام الحشد الذي اغرورقت عيونه بالدموع «اريد فقط متابعة نهج والدي وتحقيق استقلال بلادي». وأضاف نجل مسعود «كان أحد أهداف والدي أن يكون شهيدا، ولقد حقق ذلك لكن ليس في الوقت المناسب». وقد رفعت الاعلام السود على كل منزل وسيارة تقريبا في المنطقة، بالاضافة الى صور مسعود ويافطات تحيي «البطل مسعود»، كما كتب تحت إحدى الصور «أنت في قلب كل افغاني، لقد حطمت قلوبنا بوفاتك».

وفيما توقف النعش أمام منزل مسعود المتواضع شن رباني هجوما على حركة طالبان الحاكمة في كابل وعلى حليفتها باكستان وأسامة بن لادن. وقال رباني ان «طالبان تخضع لسيطرة بن لادن وهي من صنع باكستان»، مضيفا أنه «سيتم القضاء عليهم ان شاء الله». وسار الآلاف وراء الجثمان في مكان شهد قتال مسعود ضد السوفيات وضد طالبان لأكثر من 20 سنة. ونادى أحد المشيعين عبر مكبر الصوت «الموت لباكستان ولطالبان وأسامة. سنحارب من أجل الحرية حتى النهاية».

وكان من أبرز الغائبين عن مراسم التشييع من ائتلاف المعارضة، عبد الرشيد دوستم الزعيم الأزوبكي الأصل الذي يتخذ من إقليم بلخ الشمالي مقرا له، واسماعيل خان الحاكم السابق لاقليم هراة الغربي.

وقد وجه البرلمان الأوروبي وروسيا وبريطانيا رسائل تعزية بمقتل مسعود. كما تجمع في باريس نحو 300 شخص بينهم رئيسة البرلمان الاوروبي نيقول فونتين تكريما لذكراه. وشارك في التجمع عدد من رجال السياسة الفرنسيين، مثل بريس لالوند رئيسة منظمة لحماية البيئة «جينراسيون ايكولوجي»، وريشار كازيناف، النائب عن التجمع من أجل الجمهورية ورئيس المجموعة البرلمانية المكلفة شؤون افغانستان.

وبعد ان ربط المشاركون بشكل مباشر بين الاعتداء على مسعود والاعتداء على مركز التجارة العالمي في نيويورك، طلبوا من الديمقراطيات الغربية وبينها فرنسا، ان تساعد المقاومة الافغانية التي تقاتل ضد طالبان المسيطرة على أكثر من 90 في المئة من الأراضي الأفغانية. وقالت شقيبة هاشمي، رئيسة جمعية «افغانستان حرة» إن «الإرهابيين أنفسهم هم الذي اعتدوا على القائد مسعود ونفذوا الاعتداء ضد الولايات المتحدة».

وقالت بريس لالوند «امتنعنا عن مساعدة مسعود وها هو بن لادن يحل مكانه لأننا رفضنا مساعدته». وأشارت رئيسة البرلمان الأوروبي التي استقبلت مسعود الربيع الماضي خلال زيارته إلى أوروبا، انها تعتزم التوجه في نهاية اكتوبر (تشرين الأول) المقبل إلى المملكة العربية السعودية «للتحذير من المخاطر التي تشكلها طالبان على المنطقة» وتطلب «مساعدة الاسلام المعتدل».