ارتفاع حدة التوتر بين شرطة نيويورك والصحافيين وسط اتهامات لبعض وسائل الاعلام بـ«خرق القانون»

مراسلون انتحلوا صفة عمال «إنقاذ» وحاولوا الوصول إلى مركز التجارة العالمي بأي وسيلة

TT

ارتفعت حدة التوتر بين الشرطة الاميركية والصحافيين الذين يغطون احداث الهجوم الارهابي على نيويورك، بعد تزايد اعداد الصحافيين الذين توافدوا على المدينة.

وقالت شرطة نيويورك ان اوراق اعتماد بعض الصحافيين قد سحبت منهم لانهم «خرقوا القانون» إما بدخول اماكن غير مأذون بدخولها، او لانهم قد انتحلوا شخصيات رجال الانقاذ، بل ان احد الصحافيين قد استدعي للمثول امام المحكمة لسلوكه غير المنضبط.

وكانت شرطة نيويورك قد اصدرت بطاقات خاصة للصحافيين الذين يغطون الاحداث وقد وصل رقم هذه البطاقات الى 1200 حتى الاحد الماضي.

وقال الصحافيون انهم صادفوا مشاكل مع الشرطة خلال عطلة نهاية الاسبوع اكثر مما حدث لهم قبلها اي قبل توزيع البطاقات. وقال مراسل مجلة «نيوزويك»، اريان كامبو ـ فلوريس، الذي قضى جل اليوم الاول بمركز التجارة العالمي «كان الوضع مضطربا خلال الـ 24 ساعة الاولى ولم تكن الشرطة قادرة حتى على حراسة كل المداخل. وفي تلك اللحظات لم يكن ابعاد الصحافيين من ضمن اولوياتهم».

وقال مراسل صحيفة «لوس انجليس تايمز» لي هوتس، انه كان «واضحا من افراد الشرطة الذين التقيتهم خلال اليومين الاولين ان رسالتهم هي «انت لك مهمتك التي تقوم بها ونحن لنا مهامنا. وكان ذلك مسلكا مهنيا راقيا ومتعاونا».

ولكن هذا الجو تغير. ويقول هوتز «في بعض المواقع اصبح الجو معاديا ويتسم بروح المواجهة».

وقال انه شهد نوبات من الصياح المتبادل بين السلطات والصحافيين خارج مركز بالشارع 69 كان يستخدم كنقطة لمساعدة الاسر. وقد شاهد الشرطة والحرس الوطني وهم يصادرون افلاما من المصورين الصحافيين، وكذلك من السياح، دون ان يقدموا اي تفسير.

وقال بعض ضباط الشرطة لهوتز انهم يحاولون «حماية خصوصية» بعض الاسر وهي تبحث عن مفقوديها. وربما يعود بعض هذا التوتر الى زيادة عدد الصحافيين ورغبة بعضهم في الوصول الى مواقع الكارثة بأية وسيلة ممكنة. وقد قبض على بعضهم وهم يرتدون ملابس عمال الانقاذ.

وفي مواجهة اخرى بين وسائل الاعلام والحكومة، تم توبيخ شبكة «سي ان ان» التلفزيونية الاحد الماضي لاذاعتها فقرة صنفتها «محظورة» تصور الهجوم على مركز التجارة العالمي. وقال الناطق باسم حرس الحدود ماك جراناشان ان طاقم «سي ان ان» سمح له بان يستقل مروحية الحرس لأنه ادعى انه يحضر تقريرا حول الانقاذ والحراسة وسلامة السواحل بميناء نيويورك، وعندما بثت «سي ان ان» صورا من الجو للخراب الذي خلفه انهيار المركز، تم استدعاء كيث ماك اليستر، نائب رئيس «سي ان ان» وطلب منه ازالة كلمة «خاص ومحظور»، واعطاء الصور لاي وسيلة اعلام تطلبها. وقال ناطق باسم الشبكة «لم نكن نعتقد ان الصور التي حصلنا عليها لا يمكن توفيرها مباشرة للاخرين». وقال انهم وافقوا على ما طلب منهم من قبل حرس السواحل.

ولم تتمكن كثير من المؤسسات الصحافية من الوصول الى الاماكن التي يكدح فيها عماد الانقاذ ليل نهار حتى يصلوا لكل شخص يمكن ان يكون على قيد الحياة، وقال شاري بيرج، نائب رئيس قناة فوكس نيوز «الوصول الى مصدر الاخبار كان اصعب مرحلة في تغطية هذه الاحداث». وعندما وجدت «فوكس» ان دخول صحافييها الى الموقع اصبح صعبا طلبت من اولئك الذين دخلوا ألا يغادروا مواقهم حتى يأتي البديل. ولان الشرطة منعت «فوكس» من ادخال حافلة فقد اضطر موظفوها الى حمل الطعام والماء والبطاريات والمعدات الثقيلة على اكتافهم. ولان افراد الشرطة كانوا مشغولين بمختلف المهام فقد اضطر ممثلو وسائل الاعلام الى ان يقفوا الساعات الطوال في صفوف امام مركز الشرطة لأن العدد الذي كان يصدر البطاقات كان قليلا جدا.

واستدعت «سي ان ان» 150 موظفا من خارج المدينة فوصل عدد موظفيها الى 400 بمن فيهم المحررون والمحققون والفنيون والمصورون. ولكن «لوس انجليس تايمز» لم يكن لديها في الموقع اكثر من 30 من المحررين والمراسلين.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»