الطيار السعودي البخاري عاد من مانيلا والفلبينيون اعتذروا له رسميا وسيستأنف عمله بدون أي مشاكل

TT

حرر الطيار السعودي محمد عمر بخاري عقب وصوله الى جدة امس محضرا مطولا عن ظروف اعتقاله من قبل سلطات الامن الفلبينية التي امرت باخضاعه لاستجواب أمني عندما حط بطائرة الخطوط الجوية السعودية التي كان يقودها في رحلة نظامية الى مطار العاصمة الفلبينية مانيلا للاشتباه في لقب عائلته، الذي ورد في اول مذكرة اشتباه علنية تطلقها المباحث الاميركية وحملت اسمي عامر وعدنان بخاري، إلا انه جرى استبعادهما عقب اكتشاف اخطاء فاضحة كانت «الشرق الأوسط» قد نشرتها يوم الجمعة الماضي، تثبت ان عامر بخاري توفي في حادث سقوط طائرة تدريب فوق الاراضي الاميركية قبل اكثر من عام مضى.

وطبقا لمسؤولين في الخطوط السعودية فان الكابتن بخاري الذي يمارس مهنته منذ نحو 30 عاما تسلم خطاب اعتذار رسميا من السلطات الفلبينية «عن الحرج الشديد الذي وقع فيه الطيار جراء اعتقاله للاستجواب الاحترازي» من جانب السلطات الفلبينية التي كانت تتعاون في التحقيقات الدولية بشأن الهجمات الارهابية على نيويورك وواشنطن.

وحظي محمد عمر بخاري في الساعات الاولى من صباح امس باستقبال حاشد من زملائه وافراد اسرته واصدقائه عقب وصوله الى مطار الملك عبد العزيز في جدة على الرحلة 875 القادمة من مطار بانكوك في تايلاند. لكن بخاري الذي ظهرت عليه علامات الارهاق والذهول رفض الادلاء بتصريحات صحافية، واكتفى بالقول «اشكر قيادة وطني على وقوفها الى جانبي عبر المسؤولين السعوديين في مانيلا، يتقدمهم السفير (السعودي) الذي استضافني كفرد من عائلته في منزله هناك». كما رفض الاجابة على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما اذا قد تعرض للضرب. ووفقا لمعلومات عائلة الطيار فانه لم يتعرض لتعذيب بدني «انما خضع لتحقيق عن علاقته باسم مشتبه فيه يحمل نفس اللقب العائلي كانت المباحث الاميركية قد اعتقلته للاشتباه فيه لكن التحقيقات الاميركية توصلت الى انه بعيد تماما عن التخطيط للضربات الارهابية».

ونقلا عن مقربين من الطيار بخاري فان الرجل لم يشعر بالاضطهاد بل كان اقرب الى الاطمئنان من وقفة حكومة بلاده الى صفه حتى يتم اخلاء مسؤوليته، وهو الامر الذي حدث بالفعل، حيث استقبله السفير السعودي في مانيلا واستضافه في منزله الخاص حتى اصدرت مذكرة الافراج عنه عقب انتهاء عطلة الاسبوع الماضي (السبت والاحد). ومن المقرر أن يعود إلى ممارسة عمله قريبا.

في ذات الشأن، شهدت اوساط الطيارين السعوديين منذ اطلاق اول مجموعة اسماء من زملائهم، عبد الرحمن العمري وعامر بخاري وعدنان بخاري، رفضا قاطعا لزج اسماء معروفة بالحلم والايمان، ونبذ التفرقة المذهبية او العرقية بكل درجاتها، حسب تعبيرهم. وطالب طيار سعودي رغب في عدم الكشف عن هويته بأن لا تكتفي الحكومة الاميركية بتقديم خطابات اعتذار مرسله بالبريد الى الادارة العليا في «السعودية» بل ـ الحديث للطيارـ ان تفتح لطاقم «السعودية» باب التحدث في وسائل الاعلام، وتخصيص فترة زمنية في البث التلفزيوني عبر الـ«سي.ان.ان» وغيرها من القنوات الاخبارية مماثلة للست ساعات التي تم فيها تناول معلومات كثيرة كلها مغلوطة عن حياة ومفاهيم الطيارين السعوديين.

وقال طيار آخر «نبحث في ما بيننا وبالتنسيق مع المعنيين حول سبل مؤثرة للتحرك والرد في ضوء تشويه السمعة المتعمد لطاقمنا». وشدد بقوله «مهنتنا تعد من اكثر المهن في العالم احتكاكا بالشعوب والحضارات المختلفة، الامر الذي يجعل من الطيارين بشكل عام بعيدين بالمطلق عن دوائر العنصرية او البغضاء لأي طرف مهما كان.