الوفد الباكستاني يعود إلى إسلام آباد بجواب طالبان المعهود حول تسليم بن لادن

إسلام آباد: الوفد لم يحمل أي إنذار إلى حكومة طالبان

TT

ذكرت مصادر حركة طالبان في افغانستان ان الوفد الباكستاني المكون من اربعة اشخاص برئاسة رئيس المخابرات الجنرال محمود احمد، عاد على متن طائرة الى العاصمة اسلام اباد. واشارت مصادر الحركة في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» في العاصمة كابل، ان الاجتماعات استمرت لعدة ساعات طوال امس داخل السفارة الباكستانية بمنطقة وزير، اكبر خانة بحي السفارات بالعاصمة الافغانية، واشارت الى ان نتائج الاجتماعات المرتبطة بوجود اسامة بن لادن على الاراضي الافغانية ستعلن في وقت لاحق. ونفت مصادر الحركة التي تسيطر على 90 في المائة من الاراضي الافغانية، ان يكون قادتها قد ابدوا استعدادهم لمحاكمة بن لادن في دولة محايدة مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة، بالاضافة الى وقف المساعدات الخارجية خاصة العسكرية للمعارضة الافغانية في شمال البلاد والتي تسيطر على نحو عشرة في المائة من افغانستان، وقال احد قادة الحركة، (رفض الكشف عن اسمه) «حاشا لله ان يكون حدث ذلك». واجرى الوفد الباكستاني مباحثات استمرت ثلاث ساعات اول من امس مع الزعيم القوي لطالبان الملا محمد عمر في قندهار بجنوب افغانستان، شارك فيها وكيل احمد متوكل وزير الخارجية الافغاني. ووصفت مصادر افغانية المحادثات بانها «مهمة في الدقائق الاخيرة لتجنب ازمة كبرى». وكان الوفد الباكستاني قد مدد زيارته يوما آخر في مسعى لاقناع حركة طالبان بالمخاطر التي تواجهها نتيجة ضربات انتقامية اميركية محتملة.

وقالت اذاعة «صوت الشريعة» الناطقة باسم حركة طالبان ان الملا عمر طلب من مجلس العلماء، بحث قضية وجود بن لادن على الاراضي الافغانية من وجهة النظر الشرعية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية رياض محمد خان خلال مؤتمر صحافي في اسلام اباد امس ان «باكستان لم تتلق اي انذار ولم يحمل الوفد اي انذار».

وكانت معلومات رجحت ان يكون قد نقل الى قادة طالبان انذار بمهلة 72 ساعة من اجل تسليم بن لادن والا تعرضوا لضربة اميركية. وتعتبر واشنطن بن لادن الذي لجأ الى افغانستان منذ حوالي خمسة اعوام، المشتبه فيه الرئيسي في اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول).

وقال خان ان مهمة الوفد كانت «استعراض جدية الازمة امام المحادثين وتسليم قيادة طالبان رسالة من الرئيس الباكستاني برويز مشرف». واضاف «ننتظر من طالبان الاستجابة الى المطالب الدولية، وتسليم بن لادن لمصلحة بلادهم والشعب الافغاني». ولم يشر الناطق الى رد طالبان المحتمل على الوفد الباكستاني موضحا ان الاخير سيلتقي فور عودته مشرف لاعلامه بنتيجة مهمته. كما لم يرغب في الحديث عن الشروط التي يحتمل ان تكون طالبان وضعتها لتسليم اسامة بن لادن. واضاف الناطق ان باكستان ارسلت هذا الوفد كونها «دولة صديقة» لافغانستان. كما انها «تدعم الصراع الدولي ضد الارهاب الذي تقوده الولايات المتحدة وليس من الوارد معاقبة افغانستان وشعبها، بل المسألة تتعلق بمعاقبة الارهاب ومرتكبيه وشبكاته والمشتركين في مجزرة 11 سبتمبر».

ومن جهته كشف «المرصد الاعلامي الاسلامي» وهو هيئة حقوقية تتخذ من لندن مقرا لها، وتتعاطف مع اخبار الاصوليين، نقلا عن مراسله في قندهار العاصمة الدينية للملا عمر، ان الشيخ عبد الله ذاكري هو الذي يتولي رئاسة مجلس العلماء، الذي سيخرج اليوم ببيانه النهائي حول قضية وجود بن لادن على الاراضي الافغانية. واشار المرصد الى انه: «لا تغيير في الموقف المعلن السابق من قضية وجود بن لادن».

واضاف مراسل «المرصد الاسلامي» ان الوفد الباكستاني لم يفلح في تغيير موقف الحكومة الافغانية من بن لادن بالطلب منه مغادرة الاراضي الافغانية، او تسليمه للسلطات الاميركية، وقال نقلا عن مصادر مقربة من قادة طالبان، ان الاتجاه العام يشير الى نية طرح مبادرة جديدة تتعلق بوجود بن لادن في افغانستان. ونقلت مصادر افغانية نقلا عن وزير التعليم امير خان متقي، الاعلان عن تأجيل اجتماع مجلس العلماء بسبب غياب بعض المشاركين، الذين يمثلون كافة المقاطعات الافغانية، لكن رئيس بلدية كابل الملا حمد الله نعماني اعلن ان الاجتماع لم يرجأ بعد «رسميا»، وانه قد يعقد لاحقا خلال النهار في حال وصول الممثلين من الاقاليم البعيدة. وقال نعماني انه «وصل اكثر من 300 من مشارك العلماء (من اصل 700) الى كابول» قادمين من المناطق القريبة من العاصمة.

وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة من بيان صادر عن قيادات الافغان العرب في افغانستان، حمل توقيع القيادة العام لـ«القوات المسلمة» (اللواء الثاني). وحذر البيان الصادر عن القيادة العامة للواء الثاني في القوات المسلمة «كل من تسول له نفسه ضرب أي بقعة من أراضي المسلمين».

وحذرت قيادة القوات المسلمة اميركا وحلفاءها أو من يساعدها، بأنها ستكون الهدف الاستراتيجي الأول لكل عمليات اللواء الثاني، ولكل من يمت لها بصلة. ولم يتسن الكثير من التفاصيل عن قيادة القوات المسلمة، وهي المرة الاولى التي يطل فيها هذا الاسم.