والد محمد عطا: ابني مسالم ولا يمكن أن يكون نفذ الاعتداءات في نيويورك

TT

استبعد والد المصري محمد الأمير عطا الذي اتهمه مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.اي) بقيادة احدى الطائرتين اللتين قصفتا مركز التجارة العالمي الثلاثاء قبل الماضي، أن يكون ابنه قد قاد الطائرة أو شارك في أية أعمال ارهابية داخل الولايات المتحدة أو غيرها. وأكد في تصريحات له أمس أن ابنه رقيق جداً وليس من الطراز الممارس للعنف بكافة أشكاله، داعياً الانتربول الدولي وأجهزة المخابرات الأميركية الى البحث عن الارهابيين الحقيقيين بدلاً من تلفيق التهم للأبرياء. وقال والد المصري المتهم وهو محام تجاوز الستين بقليل في تصريحات مقتضبة لعدد من الصحافيين ووكالات الأنباء العالمية، انه متأكد من براءة ابنه وان خطاباً رقيقاً وصله منه منذ أيام يؤكد رغبته في العودة الى مصر والزواج من فتاة من القاهرة. وأضاف أن ابنه مهذب ورجل مسالم ولا يجيد قيادة الطائرات، مندهشاً من اتهام مهندس معماري ذهب للخارج لدراسة الدكتوراه، بقيادة طائرة وتفجيرها في مركز التجارة العالمي. وأوضح والد المتهم أن جهات أمنية مصرية وجهت له بعض التساؤلات حول ابنه، مشيراً الى ان عطا بحكم تكوينه لا يقبل ممارسة الارهاب ولا علاقة له مطلقاً.

وفي تصريحات أخرى لوكالة الأنباء الفرنسية أكد والد المصري محمد عطا الذي قاد، على ما يبدو، طائرة اصطدمت بأحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك الثلاثاء قبل الماضي، انه لا يعتقد بوفاة ابنه أو بتورطه في الاعتداءات. وقال محمد الأمير عطا الذي بدا تحت تأثير الصدمة «ابني رقيق ولا يمكن أن يكون متورطاً، فالصحف تتحدث عن اماراتي، أنه ليس ابني». واستقبل الوالد الزائغ البصر، وهو محام ميسور، مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية امام شقته الواقعة قرب أهرام الجيزة بوجود أحد العناصر الأمنية الذي يسمح للزوار بالمرور بصعوبة. وتساءل الوالد «كما ترون، فقد خرجت زوجتي للقيام بزيارة بينما أقوم بتناول الحلوى، فهل تتصرف عائلة محزونة على هذا الشكل؟». وقال رافضاً التعليق على الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة «لا علاقة لي بالسياسة ولا هو أيضاً، لا يمكن أن يكون متورطاً في هذه الاعتداءات». وأكد الرجل الستيني القصير القامة والذي يشبه صورة ابنه التي وزعتها الصحف، ان اسم نجله هو «محمد محمد الأمير عوض السيد عطا». ووافق على المعلومات التي نشرتها الصحف الألمانية وأيدتها مصادر أمنية مصرية من أن ابنه غادر مصر عام 1991 الى ايطاليا قبل أن يتوجه الى هامبورغ حيث درس تخطيط المدن. وأضاف الوالد «لقد أرسلته الى هناك للحصول على درجة دكتوراه أسوة بشقيقتيه اللتين تدرسان في جامعة القاهرة». وتابع «كل شيء كان طبيعياً، لقد اتصل بي قبل أسبوع أو عشرة أيام ليبلغني أنه بخير»، لكن الوالد رفض تحديد ما اذا كانت المحادثة الهاتفية حصلت قبل الاعتداءات مباشرة. وقال «لقد أراد الاطمئنان على صحتي لأنني أعاني من مشاكل في القلب»، وأكد أن «جميع أفراد عائلته بخير ولم يواجهوا أي مشكلة منذ الاعلان عن التورط المزعوم لابنه». وأضاف «أواصل عملي كالمعتاد وأتوجه الى مكتبي يومياً». وقالت مصادر أمنية مصرية ان عطا قام بزيارات عدة الى مصر لتفقد عائلته كانت آخرها عام .1998 وكان عطا الذي يؤكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.اي) انه قاد الطائرة التي تحطمت على البرج الشمالي في مركز التجارة العالمي، يدرس في الكلية التقنية في هامبورغ بين العامين 1992 و.2001 وفي زيارة لـ«الشرق الأوسط» الى مقر أسرة المشتبه فيه محمد محمد الأمير عطا، بأحد الشوارع الرئيسية بمحافظة الجيزة بمنطقة الأهرامات، كان المكان عادياً ولم تبد ملامح اهتمام من قاطني الوحدات السكنية المجاورة لمقر اقامة أسرة عطا بأحد الأدوار العليا بالبناية التي تقيم بها الأسرة لدرجة أن كثيرا ممن التقتهم «الشرق الأوسط» لم يعرفوا شخصية المتهم محمد عطا، مبررين عدم معرفتهم الى أن اقامة الأسرة في العمارة لا تتجاوز سنوات قليلة حيث كانت الأسرة تقيم خارج القاهرة. ويواجه المبنى الذي تقيم به أسرة عطا مقر احدى شركات المقاولات الكبرى ويتصدر مدخل الشارع احد محلات البيتزا هت الأميركية، فيما أكدت غالبية العاملين والمترددين على المنطقة عدم معرفتهم بعطا رغم اطلاع «الشرق الأوسط» على صورته التي نشرتها بعض الصحف العربية. الغريب أن اسم المشتبه فيه وهو محمد عطا أثار ازعاجاً لثلاث أسر في نفس الشارع يحملون نفس لقب محمد الأمير، حيث التقت «الشرق الأوسط» بأحدهم ويعمل مهندساً استشارياً لكنه استشاط غضباً للزج باسمه، وسارع بنفي ما يتردد أن يكون محمد عطا ابنه، زاعماً أنه وحده الذي يحمل نفسه الاسم، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن أكبر أبنائه اسمه محمد بالفعل ولكن في المرحلة الثانوية بالقاهرة وليس له أبناء بالخارج. ومحمد عطا من مواليد سبتمبر (ايلول) 1968 بمدينة كفر الشيخ بدلتا مصر، ودخل كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1985 وتخرج منها عام 1990 من قسم العمارة وتم تسجيله في نقابة المهندسين المصريين شعبة عمارة منذ عام 1990 ودفع اشتراك النقابة حتى عام 1992 الى أن غادر القاهرة الى ألمانيا للدراسات العليا في الهندسة. =