في الوقت الذي تستمر فيه الاستعدادات العسكرية، والجهود الدبلوماسية الأميركية، لتبدأ الولايات المتحدة مدعومة من معظم دول العالم الحرب ضد الارهاب والارهابيين ومن يدعمهم، يواصل الرئيس جورج بوش، وكبار اركان ادارته، اعداد وتهيئة الشعب الاميركي للتعامل مع هذه الحرب وتطوراتها، والتأكيد على انها ستكون حرباً طويلة مكلفة «علينا ان نتحمل ثمنها» كما قال، هو ووزيرا خارجيته ودفاعه، ادراكاً منهم ان الشعب الاميركي الغاضب، الذي تؤكد نسبة 90% منه الآن القيام بعمل عسكري ساحق، قد، بل على الاغلب، سيبدأ في التساؤل بعد فترة من انطلاق الحرب، عما حققته، وعن تكاليف ما تحقق، خصوصاً اذا وقعت خسائر في الارواح بين الجنود الأميركيين.
وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيد في مقابلة أمس عندما سئل عما اذا نجحت جهود باكستان في اقناع طالبان بتسليم اسامة بن لادن فهل يمكن تجنب الصراع «ان بن لادن شخص واحد، ارهابي من دون ادنى شك، وان القاعدة منظمة واسعة ارهابية بعدة رؤوس، وانه حتى لو لم يكن ابن لادن موجود هناك، فإن المنظمة (القاعدة) ستستمر في ما تقوم به، ولذلك فان المشكلة اكبر من كونها بن لادن».
وردا على سؤال انه ما دام الامر كذلك فما الدافع لتسليم بن لادن، قال: من الواضح ان الرحلة تبدأ بخطوة، وهو (بن لادن) سيكون خطوة واحدة.
وتابع الوزير رامسفيلد، في تهيئة الاميركيين لهذه الحرب التي هدفها الأول القضاء على اسامة بن لادن، المشتبه به وراء تفجيرات نيويورك وواشنطن الاسبوع الماضي، موضحاً: «ان هذه الحرب التي ستميز القرن الحادي والعشرين مختلفة جداً للولايات المتحدة». وقال «ان الولايات المتحدة معتادة في الحروب على التعامل مع جيوش واساطيل بحرية وقوات جوية مستخدمة الاسلحة المعروفة. وفي هذه الحرب. ليس للمنظمات الارهابية هذه الجيوش والاسلحة والطاقات، لديها طاقات وامكانيات مختلفة، وان الارهابيين صبورون، ولديهم تمويل مالي جيد وعازمون ومصممون على تنفيذ اعمالهم الارهابية ، وينشطون ويعملون عبر العالم، وانهم ليسوا فقط في افغانستان، ففي افغانستان منظمة واحدة وهي القاعدة ولها نشاط وخلايا ربما في 50 ـ 60 بلداً بما في ذلك الولايات المتحدة».
وفي تفسيره لـ «العدو الشبح» الذي تخوض الولايات المتحدة الحرب ضده، قال رامسفيلد «ليس لهذا العدو اهداف ذات قيمة لنضربها ولذلك فان ما علينا ان نفعله هو ان نعرف من هم، ونواجههم كما هم عليه».
ورداً على سؤال عن الذي يجب ان يكون الاميركيون مستعدين له في هذه الحرب التي تجري الاستعدادات لها قال رامسفيلد: «لا بد وان يتوقع الاميركيون استمرار الاعمال الارهابية، فالارهابيون اعلنوا واكدوا عزمهم على الاستمرار في هجماتهم الارهابية، وان الحرب ضدهم تستوجب ايجاد الطرق اللازمة للتعامل مع شبكتهم، وان الارهابيين لا ينشطون ولا يعملون في فراغ، بل يعملون في بلد. ومن هنا فان على البلدان التي تؤوي الارهابيين وتدعمهم وتتساهل وتتسامح معهم ان تتوقف عن ذلك».
وعما اذا كان يشعر بالضغط للاسراع ببدء الرد والعمل العسكري في جو الغضب المتصاعد المطالب بالانتقام والضرب، اعترف رامسفيلد بان هناك غضباً اميركياً عارماً «لكن الولايات المتحدة شعباً وكونغرس تقف متحدة، كما ان اتحاد العالم ضد الارهاب يتزايد». واضاف انه يعتقد بان الضغط الذي يدفع باتجاه القيام بالعمل، هو الضغط للقيام بالعمل الصحيح، وهو اقتلاع جذور الارهاب ومصادره بطريقة حاسمة وهادفة.