الحص يدعو بوش إلى «العدل مع الشعوب المظلومة» و«حزب الله» يحذر من «ردود فعل عشوائية»

نائب رئيس الحكومة اللبنانية يذكّر بأن الإرهاب ليس وقفا على دين معين

TT

دعا الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص الرئيس الاميركي جورج بوش الى «الانصاف» في مفهومه للارهاب و«العدل مع الشعوب المظلومة» لافتاً الى «سجل الارهاب الاسرائيلي» في لبنان والى «امعان شارون قتلاً وتشريداً للشعب الفلسطيني الاعزل» تحت «غطاء(اميركي) سياسي ودبلوماسي ودعم بالمال والسلاح»، فيما دعت «كتلة الوفاء للمقاومة» (نواب حزب الله ) الى الحذر« من ردود فعل عشوائية تدفع العالم كله الى مزيد من النزاعات». من جانبه اكد نائب رئيس الحكومة اللبنانية عصام فارس، مجدداً امس، ادانته للارهاب، مشيراً الى ان ما من شريعة سماوية ولا قانون ارضي ولا عقائد تسمح بقتل الابرياء. وكان فارس قد اعرب عن ادانته الارهاب في برقيات وجهها الى الرئيس الاميركي ووزير خارجيته كولن باول والرئيس السابق الاب، جورج بوش. وحذَّر امس من «خطورة الانزلاق الى تصوير الامر وكأنه صراع بين الغرب والشرق، فليس الارهاب وقفاً على بقعة جغرافية خاصة او على دين معين او زمن محدد». وقال: «ان الحرب على الارهاب تستدعي ايضاً عملاً دولياً من شأنه اقتلاع مختلف اسبابه ومسبباته ومنها الفقر والجهل والبطالة والمرض التي تغذي العنف والجريمة، ومنها استعجال عملية السلام العادل والشامل القائم على تطبيق القرارات الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام والعودة الى مبادىء مؤتمر مدريد».

اما الرئيس الحص فقال في كلمة وجهها الى الرئيس بوش امس: «نحن نتفهم الغضب العارم الذي يتملككم إثر العمليات الارهابية الاجرامية التي نفذت في نيويورك وواشنطن، والتي نستنكرها اشد الاستنكار. ونتفهم عزمكم على شن حرب شاملة على الارهاب في طول العالم وعرضه، ولكن ما لا نشاطركم اياه هو مفهومكم للارهاب المنحاز الى اعتى قوة ارهابية في العالم، وهي اسرائيل».

واضاف: «انكم تحسبون مقاومة الاحتلال ارهاباً، اما الغاصب الذي احتل ارض لبنان اكثر من عشرين سنة، ضارباً عرض الحائط بقرار من قمة الشرعية، مجلس الامن، فإنكم كنتم وما زلتم تدعمونه بالمال والسلاح وتغدقون عليه وعلى ارهابه غطاءكم السياسي والدبلوماسي والاعلامي. وقد تخلل فترة احتلاله المشؤوم لارضنا حرباً شاملة شنها على لبنان عام 1982، فكان حصار بيروت المدمر الدامي، وكانت مجزرة صبرا وشاتيلا، وكان تشريد اعداد كبيرة من اللبنانيين، وكان امعان في قتل الآمنين الابرياء من دون تمييز. وكان على رأس القوة الغازية ذلك الذي تشبكون يدكم بيده اليوم وتعضدونه، ان هو الا السفاح الاكبر ارييل شارون. كذلك سجل الارهاب الاسرائيلي خلال فترة الاحتلال لارضنا جريمة نكراء بقصفه مركزاً للقوات الدولية في جنوب لبنان، فأوقع اكثر من مائة قتيل من الآمنين الابرياء في بلدة قانا. وان شارون يمعن اليوم في الشعب الفلسطيني الاعزل قتلاً وتشريداً وتنكيلاً، وانتم تسبغون عليه غطاءكم السياسي والدبلوماسي وتواصلون دعمه بالمال والسلاح».

وتساءل الحص: «هل نكون، نحن في لبنان، ارهابيين في مقاومتنا احتلال ارضنا؟ وهل يكون الفلسطيني ارهابياً في تمسكه بحقوقه المشروعة، وهي من حقوق الانسان في وطنه؟ ويكون غاصب الارض والحقوق والخارج على القانون الدولي وهاتك كل المبادئ والشرائع والاتفاقات الدولية، شريكاً لكم في حربكم على الارهاب؟».

بدوره، اعتبر «اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية» ان الارهاب الذي طال الولايات المتحدة «ليس له دين. وهو جريمة ضد الانسانية ويقتضي محاربة المسؤولين عنه». ودعا الى «موقف عربي موحد يخاطب الولايات المتحدة لمنع محاولات الصاق الارهاب بالعرب والمسلمين».

وتوقفت كتلة الوفاء للمقاومة النيابية (حزب الله) خلال اجتماع لها بعد ظهر امس عند حادثة التفجير في نيويورك واكدت تعاطفها مع ذوي كل بريء يقتل او يصاب اينما كان. ورأت في المواقف التي صدرت وخصوصاً من علماء الدين في العالمين العربي والاسلامي «ما يجب ان يقطع الطريق على الصهاينة لوقف التحريض العنصري المعادي».

كما دعت الى «الحذر من ردود فعل عشوائية تدفع العالم كله الى مزيد من النزاعات وتسعير الصراعات الدامية بين انظمته وشعوبه». واكدت الكتلة «ان لبنان ما فتئ يرزح تحت العدوان الصهيوني ويمثل كما فلسطين الضحية النازفة نتيجة الاحتلال وممارسته الارهابية. ودعت الكتلة الى تقييم واقعي عميق لهذا التطور ودلالاته والتصرف بمسؤولية عالية بعيداً عن الاستعلاء والطاووسية لان الهيبة تفرضها القوة العادلة لا الظلم الكبير».

وفي مدينة بعلبك (شمال شرق لبنان) عقدت «هيئة انماء بعلبك» (ائتلاف الاحزاب اللبنانية) بياناً اجتماعياً في مقر حزب البعث العربي الاشتراكي المؤيد لسورية، واصدرت في نهايته بياناً ادانت فيه «قتل الابرياء والارهاب لاننا اول ضحاياه». وحذرت الهيئة «من ان الصهيونية تسعى الى توريط المجتمع الاميركي في ما يتعرض له ابناء الجالية العربية والاسلامية من مضايقات».