الجيش الإسرائيلي يقيم حزاما أمنيا على حدود الضفة الغربية

TT

وزع جيش الاحتلال الاسرائيلي، امس وأول من امس، عشرات الوف المنشورات على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية يبلغهم فيها بأنه ابتداء من الاثنين المقبل يحظر اقترابهم من الحدود مع اسرائيل.

ويعلن الاحتلال الاراضي على طول الضفة الغربية، من شمال جنين وحتى قلقيلية (بعرض 3 ـ 4 كيلومترات) منطقة عسكرية مغلقة في وجوه الفلسطينيين. وحيثما توجد قرى فلسطينية في المنطقة، لا يسمح لأحد بدخولها الا اذا كان من سكان القرية او يحمل تصريحاً من سلطات الاحتلال وقوات الارتباط المسؤولة عن المنطقة.

والهدف المعلن من هذا الاجراء، هو اقامة حزام أمني يضمن عدم تسلل الفلسطينيين الى اسرائيل لتنفيذ عمليات انتحارية او عمليات تفجير اخرى، لكن الفلسطينيين يخشون من ان تتضاعف شدة معاناتهم تحت ظل الاحتلال. اذ ان الجيش سيقيم المزيد من الحواجز العسكرية، التي ينظر اليها الفلسطينيون باعتبارها رمزاً للإذلال والتحقير. ومنع وصول الفلسطينيين من القرى والمدن الى هذه المناطق يعني توجيه ضربة قاضية لاقتصادها، وللأسواق وللمزارع.

وكان مقرراً تنفيذ هذا المخطط في الاسبوع الاسبق، حيث دعا الجيش الى مؤتمر صحافي لاعلان تفاصيله، الا ان رئيس الوزراء ارييل شارون امر بعدم عقده اثناء ما كان يقوم بزيارة رسمية الى روسيا، ودخل في تراشق كلامي مع وزير دفاعه، بنيامين بن اليعزر، ورئيس اركان الجيش، شاؤول موفاز، اذ تبين ان هناك اجراءات قضائية ينبغي القيام بها قبل الاعلان.وينطوي هذا المخطط على البدء، عمليا، بتطبيق خطة الفصل (بين اسرائيل وفلسطين) من طرف واحد، واحاطة الضفة الغربية بجدار حدودي متصل، تتخلله في عدة مواقع حواجز الكترونية مكهربة وحواجز مائية وترابية وغيرها. لكنهم يطرحونه كاجراء عسكري محض، حتى لا يثير حفيظة اليمين المتطرف، الذي يرى فيها بمثابة «تنازل عن ارض اسرائيل التاريخية» واقامة دولة فلسطينية بشكل قسري.

ومن اللافت للنظر انه مع اعلان الجيش عن خطته هذه، كشف المستوطنون عن خطة جديدة لتحويل 12 نقطة عسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة الى مستوطنات بشكل تدريجي. الامر الذي يشير الى احتمال وجود صفقة بين الجيش والمستوطنين. يذكر ان المستوطنين يعارضون كل خطوة من خطوات الفصل، لكنهم لم يحتجوا. والحكومة قررت التوقف عن توسيع الاستيطان، لكنها لم تمنع المستوطنين عن تنفيذ خطتهم.

وعلم ان المستوطنات الثلاث الاولى الجديدة ستكون: كفار الداد في المنطقة ما بين بيت لحم والخليل، وجبل أفرايم بقضاء نابلس والثالثة في مشارف رفح. والمفروض ان تتم اقامتها، حسب قرارهم، عشية عيد العرش في نهاية هذا الشهر. وحتى نهاية العيد، بعد اسبوع، سيحاول المستوطنون اقامة 9 مستعمرات اخرى جنوب الخليل وفي قضاء نابلس وشرق رام الله.