خبراء عسكريون واستراتيجيون يستبعدون لجوء أميركا للأسلحة النووية في ضرب أفغانستان

TT

قال خبراء عسكريون واستخباراتيون امس ان الولايات المتحدة لن تستخدم اسلحة نووية في الرد العسكري الاميركي المرتقب على الهجوم الذي استهدف «مركز التجارة العالمي» ومبنى وزارة الدفاع الاميركية.

وتثير مخاوف بعض المسؤولين وضع الترسانة النووية لباكستان، اذ قال بروس بلير، رئيس مركز معلومات الدفاع، ان اكثر السيناريوهات اثارة للانزعاج هو وقوع الاسلحة النووية الباكستانية في ايدي اي مجموعة متطرفة. ويرى بلير انه اذا حدث ذلك فسيكون له تأثير عميق على مقدرة الولايات المتحدة على مواصلة حملتها العسكرية لأنه يمثل تهديدا كبيرا على القوات الاميركية على الارض.

وكانت باكستان قد فاجأت العالم عام 1998 عندما اجرت تفجيرا نوويا تجريبيا في سياق سباق التسلح بينها وبين الهند. ومن المعتقد ان باكستان تملك 20 رأسا حربيا نوويا كما تملك القدرة على شن هجوم بهذه الرؤوس عبر صواريخ ذات مدى محدود. ويقول بورتر غوس ان الترسانة النووية لباكستان يمكن ان تثير المخاوف، غير ان النظام العسكري الحاكم قادر على حفظ وتأمين هذه الاسلحة. واضاف غوس، الذي التقى الرئيس الباكستاني خلال زيارة للمنطقة الشهر الماضي، ان الجيش الباكستاني سيطبق وسيلتزم جانب النظام والقانون والامن القومي.

ويقول الخبراء ان للولايات المتحدة العديد من الاسباب التي تمنعها من استخدام السلاح النووي وربما اللجوء للرد النووي.

ويعتقد لي فينشتاين، المسؤول السابق في ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ومسؤول احدى المؤسسات المعنية بالسلام العالمي، انه من الصعب تخيل اي ظرف يحتم على الولايات المتحدة استخدام السلاح النووي باستثناء تهديد وجودها القومي. الجدير بالذكر انه لم يستخدم سلاح نووي في أي نزاع مسلح منذ تفجير الولايات المتحدة للقنبلة الذرية في هيروشيما وناغازاكي. ويقول خبير الاسلحة بـ«مركز هنري ستيمسون» ماثيو مارتن ان الانتقام باستخدام السلاح النووي سيحدث خللا في الالتزام باستخدام القوة النووية. كما ان الرأي العام العالمي، المتعاطف حاليا مع واشنطن، سينقلب في الغالب ضدها اذا ما اقدمت على استخدام اشد اسلحتها فتكا. وأضاف مارتن ان الثمن الذي ستدفعه الولايات المتحدة في الرد سيكون اكبر بكثير من أي فوائد من المحتمل ان تجنيها باستخدامها السلاح النووي. ومن وجهة النظر العسكرية، فإن استخدام السلاح النووي قد يكون ردا غير فاعل.

ويقول بلير ان افغانستان لا تملك اهدافا مهمة وحساسة لتوجيه ضربة قوية اليها. ويضيف ان عملية تفجير قنبلة نووية في الجبال على أمل القضاء على بن لادن واتباعه ربما يكون مصيرها الفشل، علاوة على ان الاشعاعات الناجمة عن التفجير ستتسرب الى باكستان، مما يهدد بتراجع تأييد الولايات المتحدة.

ولم يستبعد وزير الدفاع الاميركي، دونالد رامسفيلد، من جانبه استخدام الولايات المتحدة السلاح النووي في ردها العسكري المرتقب، اذ اشار الى ذلك خلال لقاءين اجريا معه في الآونة الاخيرة. فقد قال رامسفيلد ان الولايات المتحدة «يجب ان تفتخر بسجلها الانساني لأنها لم تستخدم هذا النوع من السلاح على مدى 55 عاما»، مشيرا في نفس الوقت الى ضرورة ايجاد اكبر قدر من الطرق اللازمة للتعامل مع مشكلة الارهاب.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»