المباحث الأميركية تتعاون مع قادة الجاليات العربية والإسلامية لكشف الإرهابيين

TT

بعد عقدين من الجهود غير المرضية لتكوين مصادر وسط الجاليات المسلمة والعربية الاميركية بدأ رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي (المباحث الأميركية) جهداً في محاولة للتغلب على سنوات من عدم الثقة، وجمع معلومات حول اختطاف الطائرات في الاسبوع الماضي او اي مؤامرات في المستقبل.

وقد فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق في 40 جريمة كراهية منذ حادث نيويورك وواشطن. وناقش المسؤولون في المكتب يوم الثلاثاء مثل هذه الحوادث مع قادة الجالية العربية والاسلامية في ميامي وواشنطن ومناطق اخرى في الولايات المتحدة، في بداية سلسلة من اللقاءات التي ربما تطرح فرصة جديدة للتعاون.

وقد طلبت السلطات الاميركية التي فوجئت بالعمليات التي وقعت في الاسبوع الماضي، وتخشى من وجود عمليات اخرى، من المسلمين والعرب الاميركيين الانتباه لاي اشارة لتجدد العمليات الارهابية. وذكر قادة الجالية العربية الاميركية الذين حضروا الاجتماع انهم بحثوا في سجلاتهم عن قوائم اسماء تقدم بها المحققون. كما ايدوا ايضا طلب مكتب التحقيقات الحصول على عدد من المتحدثين بالعربية والفارسية لترجمة اطنان من الوثائق والاتصالات التي تم التنصت عليها.

وقد استجاب المسؤولون الفيدراليون في الاجتماع الذي عقد في واشنطن للشكاوى بخصوص المعاملة السيئة لبعض العرب الاميركيين الذين تم ملاحقتهم واستجوابهم من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في الاسبوع الماضي طبقا لتصريحات جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الاميركي في واشنطن.

وذكر روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي وهو يعلن الاستراتيجية الجديدة، ان رجال المباحث في 56 مكتبا فرعيا سيلتقون مع قادة الجاليات الاسلامية والعربية الاميركية لمناقشة الهجمات والتحرشات. واكد متحدث باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي ان المنطلق الجديد مزدوج، فهو يقدم ضمانات بخصوص حماية الابرياء ومحاكمة المذنبين. كما انه يطلب منهم ما اذا كانت لديهم اية معلومات لها قيمة.

وكان حوالي 20 من قادة الجاليات الاسلامية والعربية الاميركية قد التقوا يوم الثلاثاء مع هكتور بسكورا المسؤول عن فرع مكتب التحقيقات في ميامي. وذكرت الطاف علي وهي مسلمة من بمبروك بينس بولاية فلوريدا «انهم ابلغوا الجالية الاسلامية انهم سيتبنون منطلقات متشددة بخصوص جرائم الكراهية». واضافت الطاف عقب الاجتماع «نحن الان اكثر ارتياحا مما مضى. فمكتب التحقيقات الفيدرالي يقف بجانبنا».

والجدير بالذكر ان مكتب التحقيقات الفيدرالي بذل جهدا كبيرا لتحسين شبكة اتصالاته على جميع مستويات الجاليات الاسلامية والعربية الاميركية. وفي اطار محاولة ملاحقة المتآمرين الدوليين وشبكة الدعم الواسعة، فهم قادة اجهزة الاستخبارات والتحقيقات منذ زمن بعيد قيمة المصادر التي تملك معلومات ليس فقط عن التطورات المحلية ولكن عن الظروف والاوضاع في دولهم الاصلية. ولكن التسلل الى الشبكات الارهابية قد اثبت انه اكثر صعوبة من اختراق الاستخبارات السوفياتية او المافيا، بسبب نقص العملاء بين العرب الاميركيين. واوضح زغبي ان الشكوك وعدم الثقة تعود الى 20 سنة مضت على الاقل. وفي السنوات الاخيرة عندما زاد مكتب التحقيقات الفيدرالي قوات مكافحة الارهاب، اتهمت بعض الجماعات الليبرالية والاسلامية مكتب التحقيقات بمعاقبة المسلمين لاحتفاظهم بمعتقدات سياسية غير مرغوبة.

وفي عام 1991 تعرض مكتب التحقيقات الى انتقادات حادة عندما سعى الى اجراء مقابلات مع اكثر من 200 اميركي عربي من رجال الاعمال وقادة الجالية لمعرفة معلومات حول نشاطات ارهابية محتملة. وقال المعارضون ان هذه الخطوة تمييزية وان جعلت العرب الاميركيين «طبقة مشتبهاً فيها» بدون وجه حق.

وبعد سبع سنوات، وفي مواجهة اتهامات مستمرة بتكتيكات غير عادلة، عقدت وزارة العدل في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون لقاءات بين المشرفين على افرع مكتب التحقيقات وعدد من شخصيات الجالية العربية والاسلامية. وذكر مسؤول سابق في ادارة كلينتون «لقد اعترف المسؤولون في المكتب بأنهم في حاجة لمثل هذا الاتصال. ومن المؤكد انهم اعتقدوا انه يمكن دعم جهودهم عن طريق علاقات افضل».

وفي نيوجيرسي تعهدت شرطة الولاية والشرطة المحلية لاعضاء المركز الاسلامي لنيوجيرسي وغيرهم في المساجد المحلية بعدم التسامح مع الهجمات العرقية. وقال سعد حسنين إمام مسجد جزيرة ستاتن بولاية نيويورك «اننا عيونهم واذانهم».

وفي لقاء مع اعضاء المركز الاسلامي في باسايك بنيوجيرسي ذكر جون فارمر المدعي العام للولاية «نحن هنا لحمايتكم. من الواضح، على الجانب الاخر، اننا في حاجة لمساعدتكم لحماية الجميع».

وفي بعض الاماكن مدت الجاليات الاسلامية يدها لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد طلب اتحاد الاميركيين المسلمين وهو منظمة اسلامية سياسية في توتوا بنيوجيرسي من المسؤولين في المكتب لقاء حوالي 50 من قيادات المسلمين في نيوجيرسي. وفي لوس انجليس التقى اثنان من المسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي مع حوالي 6 اشخاص من قيادات المسلمين بطلب من مجلس الشؤون العامة الاسلامية المحلي.

وذكر مدير المجلس سالم مراياتي «ان فلسفتنا هي ان العلاقات مع اجهزة تطبيق القانون ستكون تعاونية وليست عدائية. نحن لدينا ايضا العديد من المشاكل الان».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»