أهالي الأردنيين المفقودين بعد حادث نيويورك ما زال لديهم الأمل في لقاء أبنائهم

الأردن يبحث عن ستة مواطنين كانوا في مركز التجارة العالمي

TT

رغم تأكيد السفارة الأردنية في الولايات المتحدة والمسؤولين في الأردن انهم يبذلون جهودا كبيرة في البحث عن الأردنيين المفقودين في حادث تحطم مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك، الا أن أهالي هؤلاء المفقودين ما زالوا يبحثون بأنفسهم عن أبنائهم، فمنهم من يبحث في المستشفيات ومنهم من يبعث صور أبنائه عبر الانترنت، أملا في العثور عليه، وهناك من يجري اتصالات مع معاونيهم في أميركا للبحث عن الأبناء المفقودين.

«الشرق الأوسط» زارت بعض هؤلاء الأهالي في عمان واستمعت الى قصصهم ورأت حزنهم وحسرتهم وألمهم على فراق أبنائهم بذلك الحادث المفجع.

والدة رمزي عطا الله دواني وعمره 35 عاما وهو أحد الأردنيين المفقودين في حادث تحطم مبنى مركز التجارة العالمي تقول «لقد صدمت عندما شاهدت على محطة «سي. ان. ان» انهيار مبنى مركز التجارة العالمي، وقلت لشقيق رمزي: هذا المبنى الذي يعمل به شقيقك، فحاول في البداية ايهامي انه ليس نفس المبنى، لكي يخفف من رعبي، ولكني كنت متأكدة مما شاهدت، فأخذت اتصل مع ابني رمزي في عمله ومنزله وهاتفه الجوال. ولكنه لم يستجب، فزاد قلقي واتصلت بابنتي التي تعيش في أميركا وعندما سألتها عما شاهدت لم تكن تعلم شيئا. وبدأنا بعدها نبحث ونجري اتصالات مع المسؤولين للعثور على ابني رمزي. ولكن للأسف حتى الآن لم نعلم عنه شيئا وما زال مع المفقودين».

وتتابع والدة رمزي حديثها بالقول «ابني رمزي درس في أميركا وعمل في عدة شركات هناك كان آخرها شركة مارش مكلانين التي تقع في الطابق 100 من البرج الأول في مركز التجارة العالمي في نيويورك، حيث عمل فيها محاسبا قانونيا لفترة لا تزيد عن الستة اشهر وكان موظفا نشيطا ومخلصا في عمله، كذلك كان رمزي اجتماعيا ومحبوبا من قبل جميع الناس».

وتضيف والدة رمزي «كان ابني يسكن في منزل يبعد نصف ساعة عن عمله. وقبل الحادث بثلاثة أيام كان رمزي في زيارة عمل للشركة في لندن». وتوقفت والدة رمزي عن الحديث قليلا ثم قالت: «لقد كنت عند رمزي في 19/8 واحتفلت معه بذكرى ميلاده وأتمنى أن أراه مرة أخرى، حيث ما زال عندي أمل».

روبرت الياس تلحمي عمره 36 عاما وهو ثاني أردني يعلن عن فقدانه، يقول عمه سمير تلحمي الذي يعمل في محل تحف بفندق الأردن في العاصمة الأردنية عمان ان روبرت يعمل محاسبا في شركة كانتور فيتز جيرالد البريطانية للسمسرة بالبورصة والتي تقع في الطابق 101 من البرج الشمالي لمبنى التجارة العالمي في نيويورك وهو متزوج من أميركية وله ولدان، وآخر مرة زار فيها الأردن كانت عام 1997، حيث جاء لحضور زفاف ابنة عمه.

ويضيف العم سمير «يوجد لروبرت شقيق واحد مقيم في أميركا وقد اتصلنا به للاطمئنان عن روبرت بعدما شاهدنا انهيار المركز على التلفزيون ونحن غير مصدقين لما نشاهده، فزاد قلقنا على روبرت وقام شقيقه بأميركا بالبحث عنه في جميع المستشفيات أملا في العثور عليه ولكن للأسف لم يظهر له أي اثر. وقمنا أخيرا بتوزيع صورته عبر الانترنت. وما زالت السفارة الأردنية في واشنطن تبذل جهودها للعثور على الأردنيين المفقودين اثر الحوادث الأخيرة هناك».

أما أمجد قطيشات وعمره 38 عاما وهو أحد الأردنيين الذين نجوا من حادث تحطم مبنى مركز التجارة العالمي فمن المتوقع أن يصل الى الأردن خلال الأربعة أيام المقبلة. ويقول ابن عمه مروان قطيشات ان امجد متزوج وله ثلاثة أولاد ويعمل مديرا ماليا في شركة الاتصالات الأردنية وذهب لأميركا في دورة عمل ونزل في فندق الهلتون بجانب البرج الذي تحطم. وفي يوم الحادث ذهب الى مبنى مركز التجارة العالمي ولحظة دخوله المبنى حدث الانفجار الثاني وتمكن من الخروج من المبنى وتم اسعافه. ويضيف مروان «لكن عندما شاهدنا في الأردن حادث تحطم المبنى على شاشة التلفزيون انهارت زوجة أمجد وعائلته من الصدمة حتى اتصل بنا امجد الساعة الحادية عشرة ليلا وطمأننا على صحته وانه بخير ولم يصبه أي مكروه».

ومن جانب آخر ذكر احمد مبيضين مدير الدائرة القنصلية في وزارة الخارجية الأردنية لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الأردنيين الذين كانوا في مبنى التجارة العالمي أو بالقرب منه ستة مواطنين وتقوم السفارة الأردنية لدى أميركا ببذل اقصى جهودها وتجري اتصالات مستمرة مع المسؤولين في الادارة الأميركية بشأن أوضاع الأردنيين هناك، مشيرا الى انهم وضعوا نداء عبر الانترنت لكل مواطن بان يبلغ عن أي مفقود أردني.

=