الساحة السياسية الفلسطينية تنظر بحذر لقرار السلطة دخول تحالف مكافحة الإرهاب

TT

أثار اعلان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن «استعداد الفلسطينيين لأن يكونوا جزءاً من التحالف العالمي لمكافحة «الارهاب» من اجل الوصول الى عالم يسوده الامن والسلام والعدالة» ردود فعل متباينة في الساحة السياسية الفلسطينية. فقال حسين الشيخ امين سرّ مرجعية حركة «فتح» لـ«الشرق الأوسط»: «حتى الآن ما زلنا حركة تحرر وطني ونعاني من الاحتلال الذي ما زال جاثماً على ارضنا، فان مهمتنا الأساسية هي مقاومة هذا الاحتلال حتى انهائه». واضاف «نحن مع محاربة الارهاب ولكن في مقدمة ذلك ارهاب اسرائيل، ويجب ان تتوفر النوايا العالمية لمحاربة الارهاب الاسرائيلي وصولاً الى انهاء الاحتلال».

وتابع الشيخ القول: «بغض النظر عن حجم الامكانات الفلسطينية القادرة على الاسهام والمشاركة في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب، فان الرغبة الفلسطينية يجب ان يكون مقابلها استحقاق دولي يعتبر اسرائيل دولة ارهابية، لأن مهمتنا الوطنية المركزية الاولى هي طرد الاحتلال. فالمجتمع الدولي لا يتكلم مطلقاً عن ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني».

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد الخطيب لـ«الشرق الأوسط»: «لا نرى ضرراً من انضمام السلطة الفلسطينية الى التحالف الدولي لمكافحة الارهاب». واضاف ان المطلوب من الدول المرشحة ان تقوم بتشخيص دقيق لماهية الارهاب، لأن هذا التشخيص سيسقط الكثير من الأقنعة عن وجوه دول تمارس الارهاب بحجة الدفاع عن النفس». وقال: «اما اذا كان الهدف من دعوة السلطة الفلسطينية للانضمام الى التحالف الدولي هو وضعها على محك الاختبار بهدف «قوننة» اعمال الاحتلال، فلا بد من مطالبة اميركا وحلفائها بتشخيص مواقع الارهاب اولا. لكن ما نخشاه من هذا الاختبار هو وضع الفلسطينيين في خانة العداء للدول التي ستشن اميركا حرباً عليها بتهمة الاشتباه بها كمسؤولة عن العمليات الارهابية. ان هناك شكوكاً كبيرة حول المسؤول عن الاعتداءات التي تعرضت لها الولايات المتحدة بأنها احدى ألعاب الدولة الخفية (الماسونية)».

وحول خسائر السلطة الفلسطينية في حال رفض الانضمام للتحالف قال الخطيب: «لن تكون خسائر السلطة اسوأ مما هي عليه الآن».

وقال محمد بركة العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي لـ«الشرق الأوسط»: «الحديث عن دخول السلطة في التحالف الدولي، لا يحمل مفعولاً جوهرياً، بل معنوياً، بحكم توازن القوى في العالم، وخيارات السلطة ليست كثيرة. وكنت افضل ان لا تكون السلطة مضطرة لدخول هذا التحالف، ولكن معطيات الوقت والعصر والهجمة على حقوق الشعب الفلسطيني ربما تستوجب ذلك». وحول مشاركة اسرائيل في هذا التحالف الدولي قال بركة: «الولايات المتحدة لا تحتاج الى مشاركة علنية من اسرائيل في التحالف الدولي، ولكن اسرائيل ستشارك سراً في كل العمليات المخابراتية، لأن المشاركة الاسرائيلية المعلنة والصريحة ستشكل مصدر ازعاج للادارة الاميركية، وقال شارون «لسنا بحاجة الى الانضمام للتحالف الدولي، لأننا نمارس دورنا ضد الارهاب»، فالعالم سيشاهد علناً ضربات عسكرية اميركية ضد افغانستان وربما اماكن اخرى، وهناك عمليات سرية ستقوم بها الولايات المتحدة في مناطق عديدة من العالم وتعمل الادارة الاميركية على ان تستفيد من التجربة الاسرائيلية في الاغتيالات، كما استفادت اسرائيل من التجربة الاميركية في تصفية خصومها، فالولايات المتحدة تعيد النظر الآن في قانون الاغتيالات، ومنذ وقوع الانفجارات في اميركا، بدأ تعاون استخباري اسرائيلي ـ اميركي نشط، وسنشهد خلال المرحلة المقبلة عمليات اغتيال مشتركة تنفذها الولايات المتحدة بالتعاون مع اجهزة المخابرات الاسرائيلية، اضافة لعمليات اسقاط انظمة، فالعمليات السرية التي سترافق العمليات العسكرية لا تقل هولاً عنها».